شاركت في اغتيال سعد زغلول وطردت من مصر وحصلت على لقب أميرة وأخفاها التاريخ متعمدا .. أسرار في حياة ألكسندرا أڤيرينو
من هي ألكسندرا أڤيرينو؟.. هي تلك الطفلة التي أذهلت الجميع، والتي كان اسمها ألكسندرا قسطنطين خوري، ولدت في بيروت عام ١٨٧٢ وانتقلت مع والدها إلى الأسكندرية في سنة الثالثة عشر لتكمل تعليمها في مدارس الراهبات وتخرجت ١٨٩٠.
ألكسندرا كانت صحفية أصدرت مجلة باللغة العربية وأخرى بالفرنسية وحصلت على لقب أميرة إيطالية وعلى أوسمة من تركيا وإيران قبل أن تشارك في محاولة اغتيال الزعيم الوطني سعد زغلول فيتم طردها خارج مصر فتسافر إلى لندن ويتم محو اسمها من ذاكرة التاريخ نهائيا.
تزوجت ألكسندرا بعد تخرجها من تاجر إيطالي يعمل في الإسكندرية يحمل اسم ماتيلادي أڤيرينو وتنجب منه بنتان وولد قبل أن تقرر في عام ١٨٩٨ إصدار مجلة أنيس الجليس بعدما تعلمت العربية على يد مدرس خاص لمدة ٨ سنوات.
ظلت المجلة العربية التي أطلقتها ألكسندرا، لحوالي 10 سنوات، ولم تكتف بهذا بل شاركت عام ١٩٠٠ في مؤتمر التحالف العالمي للنساء من أجل السلام في باريس ، وهو جمعية سلام دولية ، والذي أقيم خلال المعرض العالمي في ذلك العام.
وتعرفت في المعرض على الأميرة الإيطالية جابرييل ويسزنيوسكا والتي قررت تبني ألكسندرا ومشروعها لهذا أطلقت عام ١٩٠١ مجلتها الجديدة باللغة الفرنسية «لوتس»، ثم ورثت لقب أميرة بعد وفاة متبنيتها الإيطالية ليصبح أسمها ألكسندرا دي أفيرينو ويسزنيوسكا، زارت خلال تلك الفترة إيران وتركيا وعدة دول أوروبية وتم تكريمها من أجل مجهودها في نشر الثقافة وتنال من الشاه مظفر الدين شاه إيران وسام «شرفت»، ومنحها البابا ليون الثالث عشر وسام «محامي القديس بطرس»، وحصلت على نوط الاستحقاق من جمهورية سان مارينو لكنها تضطر لإغلاق لوتس بعد عام واحد في ٢٠٠٢ ثم تغلق أنيس الجليس في ١٩٠٧ بسبب التعثر المالي لزوجها.
وترجع أسباب إصدار مجلة أنيس الجليس، لما أوضحته ألكسندرا في مقدمة العدد الأول لها قائلة:"لما رأيت أن السيدات الفاضلات في هذا القطر تعوزهن مجلة مخصوصة بهن مقصورة على النصح لهن تارة وبيان فضلهن وأدبهن.. استخرت الله في معاناة هذا العمل الجليل على ما أعمله من عجزي عن القيام بعبئه الثقيل، رجاء أن أنفع به محبات المطالعة وربات الآداب مهما عدا دون ذلك من العوادي الصعاب، وقد سميت مجلتي هذه "أنيس الجليس" إرادة أن يدل عنوانها على ما تتضمنه من الأبحاث المستظرفة واللطائف المستظرفة التي تلذ الجنان وتبعد الملل عن الأذهان، وألتمس من نصيرات العرفان والكواتب الفاضلات اللاتي يرغبن في ترقية بنات جنسنا المتخلفات عن موارد العلم إلى الآن أن يتفضلن عليَّ برسائلهن الرائقة ونفائسهن الشائقة لتكون مجلتي ناشرة لمفاخرهن حافظة لآثارهن ومآثرهن، والله أسأل أن يأخذ بيدي ويكون مرشدي وعضدي".
واشتملت هذه المجلة على تناول موضوعات العدد الأول؛ وجاء فيها (المرأة في الشرق – باب إكرام العلماء – ضحايا النساء – واجبات الزوجة – فن الزواج – نكات ظريفة – تساؤلات).
وكانت ألكسندرا أڤيرينو تتفرغ دائما لكتابة الشعر وصالونها الأدبي الذي تقيمه أسبوعيا في الإسكندرية ويشارك فيه الشاعر إسماعيل صبري والشاعر ولي الدين يكن وتزداد قوة علاقتها بحاكم مصر الخديوي عباس حلمي حتى عزله عام ١٩١٤ ونفيه إلى سويسرا فكانت تزوره زيارة سنوية، وبدأت الكتابة في جريدة المقطم المؤيدة للاحتلال الانجليزي في مصر قبل تضطر للسفر إلى بريطانيا في عام ١٩٢٠ بعد حصولها على الجنسية البريطانية لحل مشكلات إدارية تعود بعدها لمصر عام ١٩٢٣ لتشارك في محاولة اغتيال لرئيس الوزراء سعد زغلول ليتم إلقاء القبض عليها وطردها خارج البلاد ومنعها من دخول مصر مرة أخرى خاصة بعد غضبة الملك فؤاد عليها لعلاقتها القوية بعباس حلمي الثاني.
وغادرت ألكسندرا مصر عام ١٩٢٤ لتكمل بقية حياتها بلقب أميرة مفلسة في لندن قررت الدولة التي حملت جنسيتها أن تمحيها من سجلات التاريخ بسبب موقفها السياسي حتى وفاتها عام ١٩٣٧ لكي ينساها الجميع.