حرمته بشرته السمراء من الحصول على براءة اختراعه ... حكاية ”جورج كروم” مخترع الشيبسى
جورج كروم، مخترع رقائق الشبس حول العالم، فعلى الرغم من أن جميع المخطوطات التاريخية تشير إلى أن هذا الرجل هو صاحب الفضل فى دخول هذا الطبق الذى يعد من أهم الوجبات الخفيفة التى تقدم فى مطابخ العالم بكافة أشكالها المختلفة، إلا أنه ولأسباب مجهولة، لم يحصل قط على براءة اختراع الشبس، وفي غضون ذلك يشكك كثيرون في إمكانية عدم حصوله على ذلك بسبب سياسة الميز العنصري التي عاشت على وقعها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تلك الفترة والتي رفضت منح أية براءة اختراع لأصحاب البشرة السمراء .
الصدفة وحدها هى من قادت جورج، لابتكار إختراعه الذى نال إعجاب كل من تذوقه، وعرفت الرقائق المقلية ظهورها لأول مرة على شكلها الحالى في مدينة "نامور"، الواقعة على نهر موير في دولة بلجيكا ، وكان من عادة سكان هذه المدينة الإحتفال سنويا بمهرجان أسماك النهر الصغيرة المقلية، واعتاد الطهاة على اصطياد الأسماك والقيام بطهيها أمام الجميع، ولكن حالت الظروف بينهم وبين اصطياد الأسماك من البحيرة، بسبب تجمد مياه النهر في فصل الشتاء واستحالة صيد الأسماك منه، ففكر أحد الطهاة في تقطيع حبات البطاطس إلى أصابع توحي بنفس أشكال الأسماك الصغيرة، ثم قام بقليها فانبهر الناس بذلك الاختراع الذى أدخل السعادة إلى قلوبهم.
وتمكن بعد ذلك الرجل الأمريكي ذي الأصول الإفريقية جورج كروم "George Crum"، من العمل طبّاخاً بمطعم Moon’s Lake House قرب بحيرة ساراتوغا عند منطقة ساراتوغا سبرينغس (Saratoga Springs) بولاية نيويورك الأمريكية، حيث انضم الأخير لطاقم العمل بهذا المطعم الراقي بفضل مهارته في إعداد الكثير من الأطباق اللذيذة.
وفي عام 1835، أكملت الصدفة لعبتها عندما توجه "كورنيلوس فاندرابيت"، إلى مطعم ساراتوغا سبرنغز في نيويورك لتناول البطاطس المقلية والتي كان يقدمها رئيس الطهاة جورج كروم، لكنه لم يعجبه، لأنه وجدها سميكة جدا فطلب من جورج أن يقطعها إلى شرائح رفيعة ،فاستشاط جورج غضبا وقام بتقطيعها في سمك الورقة، وبعد أن قلاها وقدمها لاقت الإعجاب، فأطلق عليها إسم شرائح "ساراتوغا"، وأصبح الطبق المفضل لجميع الزبائن، لكن الرقائق لم تنتشر في العالم إلا في عام 1926، عندما قامت السيدة "سكودر" بإنتاجها وتعبئتها في عبوات من الورق فلاقت رواجا كبيرا في أمريكا ،ومنها انتقلت إلى مختلف بلدان العالم .