عبدالحليم خضع لرغبة الشباب في ”دقوا الشماسي” وهذه حكاية الأغنية
هي واحدة من أشهر الأغاني التي تحدثت عن المصيف، وهي "دقوا الشماسي" للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وبدأت الحكاية بتلقي العندليب العديد من الرسائل والاتصالات الهاتفية من معجبيه يطلبون منه إنتاج أغنية عن صيف الإسكندرية مؤكدين له أنها ستصبح أغنية المصطافين كل عام، وانتظر عبدالحليم بعض الوقت لحين وجود أغنية تعبر عن أماني الشباب في الصيف دون إسراع أو تعجل خصوصًا أن هناك أغنيات كثيرة يتغني بها المطربون والمطربات عن الإسكندرية ولابد أن تكون الأغنية التي يقدمها لها مذاق خاص وجديدة في معاني كلماتها وكذلك اللحن أيضًا.
وبعد انتظار، لعب القدر دورًا مهمًا في تحقيق رغبة الشباب عندما طلب إحسان عبدالقدوس، من عبدالحليم مقابلته لأن لديه فيلمًا جديدًا يصلح لأن يقوم ببطولته، فرح عبدالحليم بهذا الخبر وطلب من مجدي العمروسي، مستشار صوت الفن حضور اجتماعه مع إحسان عبدالقدوس للتعاقد على الفيلم والذي كان آخر أفلام عبدالحليم حافظ وهو فيلم "أبي فوق الشجرة".
قرأ عبدالحليم قصة الفيلم أعجبته للغاية، ورشح لإخراجه المخرج الكبير حسين كمال باقتراح من مجدي العمروسي، وقدم إحسان نسخة أخرى من الفيلم لحسين كمال الذي قرأها كاملة خلال أسبوع وأبلغ عبدالحليم إعجابه بالفيلم وطلب من مجدي عقد جلسة لترشيح أبطال الفيلم واختيار الشعراء والملحنين الذين كلفوا بأغانيه.
وفي مقابلة بين عبدالحليم وحسين كمال بإحدى فناذق الإسكندرية تم الاتفاق على أن الفيلم غنائي ويضم مجموعة كبيرة من الأغاني ومن بينها أغنية عن الإسكندرية ومصايف الإسكندرية وفرح عبدالحليم بهذه المفاجأة، وطلب من مجدي العمروسي الاتصال بالشاعر الكبير مرسي جميل عزيز، لقراءة القصة والسيناريو وكتابة الأغنية خاصة وأنه تخصص في كتابة معظم أغاني عبدالحليم منذ بداية ظهوره كمطرب وطوال رحلته الغنائية.
وسافر مرسي إلى الإسكندرية وقضي بعض الوقت يتردد على شاطئ عايدة مع عبدالحليم الذي انبهر بشاطئها الجميل ورماله الناعمة وشمسه الساطعة، وتنبه عبدالحليم لمشهد الشماسي التي يقوم شباب المصطافين بدقها على الشاطئ ليقول لمرسي أنا عايز أعنية يكون مطلعها دقوا الشماسي ليكتب الأغنية في يومين ويعود بها لعبدالحليم ومجدي العمروسي، ويتفق الاثنان مع المخرج حسين كمال على أن الموسيقار منير مراد هو من يلحنها.
اللحن تم الانتهاء منه في يومين ليتم تصوير الأغنية مع عبدالحليم والكورال على شواطئ الإسكندرية لتكون أول أغنية يتم تصويرها في فيلم "أبي فوق الشجرة" قصة إحسان عبدالقدوس وبطولة عبدالحليم ونادية لطفي وعماد حمدي وميرفت أمين إخراج حسين كمال.
وعرض الفيلم في سينما ديانا يوم 17 فبراير 69 وحقق نجاحًا مدويًا ليكون آخر أفلام عبدالحليم حافظ، الذي يضم مجموعة من الأغاني شارك فيها كبار الشعراء والملحنين وقام مجدي العمروسي بطبع أغاني الفيلم على أشرطة كاسيت وأسطوانات.