غنت لـ عبد الناصر.. ورفضت ”بوسة” الملك فاروق.. وطردتها أم كلثوم من مصر.. وغنت للإسلام وديانتها المسيحية.. حكايات لا تعرفها عن ”نور الهدى” صاحبة الصوت الذهبي
ممثلة ومغنية لبنانية واحدة من أبرز نجمات الأربعينات، شاركت كبار المطربين والنجوم المصريين بطولة أفلامهم أمثال محمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وفريد الأطرش ويوسف وهبي قدمت أجمل الأغنيات تميزت بغناء الموشحات لقبها الجمهور العربي بالعديد من الألقاب منها "راهبة الفن" و"صاحبة الصوت الذهبي" و"أم كلثوم لبنان" أنها المطربة "نور الهدى" التى نافست عمالقة الغناء، غنت أغنية خاصة أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لثورة يوليو، ورفضت الزواج من فريد الأطرش، كما رفضت الرقص مع الملك فاروق، وكانت كوكب الشرق أم كلثوم وراء طردها من مصر.
نور الهدى اسمها الحقيقي ألكسندرا نقولا بدران ولدت 24 ديسمبر عام 1924 بمدينة مرسين بتركيا ثم انتقلت إلى لبنان، تنتمى لعائلة مسيحية، اكتشفت حلاوة صوتها وهي طفلة ولكن والدها عارض دخولها عالم الفن لكن زوج عمتها استطاع إقناع العائلة بتدربها على أصول الغناء.
تدربت أثناء دراستها على يدي الموسيقار خالد أبو النصر ليلحن لها أغنيات خاصة بها وكان أول لحن لقصيدة بعنوان "ليلى"، هربت من بيروت وهي في الخامسة عشر من عمرها، وسافرت إلى مدينة حلب برفقة والدتها وغنت فترة إلى أن حضر الفنان يوسف وهبي لعرض أحدى مسرحياته فسمعها وأعجب بصوتها وطلب أن تنزل معه إلى القاهرة لتشاركه بطولة أحد أفلامه واختار اسمها الفني لتصبح نور الهدى.
جاءت إلى مصر وبدأت مشوارها الفني مع عمالقة نجوم زمن الفن الجميل، ومن أبرز أفلامها فيلم "جوهرة" و"برلنتي" مع يوسف وهبي وفيلم "لست ملاكاً" مع محمد عبد الوهاب، وقدمت ثنائياً رائعاً مع الموسيقار محمد فوزي في عدة أفلام منها "غرام راقصة" و"نرجس" و"مجد ودموع" و"قبلني يا أبي"، وفيلم "المنتقم" مع أحمد سالم، وفيلمي "عايزة اتجوز" و"ما تقولش لحد" مع فريد الأطرش الذي طلبها للزواج لكنها رفضت لاقتناعها بأنه ما زال يحب الفنانة سامية جمال.
غنت نور الهدى للملك فاروق في السفارة السورية بمناسبة عيد الجلاء، وفي إحدى السهرات العائلية اللبنانية نهاية عام 1944 حضر الملك فاروق السهرة وطلبها للرقص فأعتذرت بأدب لأنها لا تجيد الرقص فسألها طب بتمثلي إيه الأيام دي؟ فقالت بخجل "بوسة" فقال لها: عايزة بوسة؟ فخجلت جداً وقالت له: يا مولانا إسم فيلمي الجديد "بوسة"، فضحك فاروق بصوت عالي لفت انتباه الحضور وقال لها وهو ما يزال يواصل الضحك ده اسم جرىء أووي فقالها خلاص قولي لأصحاب الفيلم الملك بيقولك بلاش بوسه خلوه "الآنسة بوسة"، كما غنت فيما بعد أمام الرئيس جمال عبد الناصر أغنية خاصة لثورة يوليو عام 1952.
واجهت العديد من الأزمات في حياتها الغنائية بمصر بعد اشتراط مصلحة الضرائب ألا تقدم أي حفلات في القاهرة والاكتفاء بغنائها في الأفلام فقط، وهناك أقاويل ترددت أنها تعرضت للغيرة من كبار مطربي الزمن الجميل وعلى رأسهم أم كلثوم، حيث أدركت بعد عودتها إلى لبنان أن كوكب الشرق كانت وراء قرار نقابة السينمائيين لإبعادها عن الساحتين السينمائية والغنائية.
وكتبت "الهدى" رسالة وجهتها إلى الرئيس عبد الناصر نشرتها مجلة "الشبكة" في أبريل عام 1956 جاء فيها: "إن الإجراءات التي فرضتها الرقابة المصرية الصارمة علينا نحن أهل الفن في سوريا ولبنان، باتت تتنافي وروح الثورة التي كان من أساس قيامها تقوية العلاقات الأخوية الطبيعية بين مصر وكل قطر عربي آخر".
وبالرغم ديانتها المسيحية غنت قصائد وأغنيات كثيرة للإسلام مثل، "هل هلال العيد على الإسلام سعيد" ألحان فريد الأطرش وبيرم التونسي، و"رتلو أي كتاب المنزل وأنشدوا في المجد أعلى منزل فهو ميراث النبي المرسل سيد الأكوان" للسنباطي، وغنت أغنية للحج والحجاج بعنوان "الحج" في فيلمها "أفراح" مع محمود ذو الفقار.