اتهموه بالتخابر ..رفض الهجرة لإسرائيل.. جعل أم كلثوم ترتل القرآن .. دخل مستشفي المجانين.. حكاية المخرج توجو مزراحي صانع السينما
قدم العديد من الأعمال لكبار النجوم ..وبصمته في السينما لا ينكرها أحد فهو أحد صناعها.
اتهموه بالخيانة لكنه رفض الهجرة إلي إسرائيل.. هو المخرج توجو مزراحي الشهير بـ أحمد المشرقي.
ولد في 2 يونيو 1901، بمدينة الإسكندرية، لأسرة يهودية ثرية ذات أصول إيطالية، تعلم فى المدارس الفرنسية حتى اخذ درجة دبلوم التجارة من الليسيه بالاسكندرية، وذهب بعدها ليعمل كموظف بمخازن شركة الاستيداع العمومية التي كان يعمل والده فيها مدير عام، ثم عمل فى شركة لتصدير الاقطان. سافر لفرنسا وذهب إلي استديوهات "جون مون" وانبهر بالعمل فى السينما فاشترى آلة تصوير سينمائى، واستخدمها فى تصوير بعض الافلام القصيرة عن معالم باريس وروما وعندما عاد الي مصر فى عام 1928 قام بإنشاء أستوديو توجو بباكوس بالرمل فى الاسكندرية وكان أول أفلامه هو الكوكايين عام 1930 ( ويطلق عليه الهاوية ) ثم فيلم 5001 ثم أولاد مصر ثم المندوبان، وفى عام 1938 استأجر استديو وهبى فى شارع عباس بالجيزة، وكان يعتمد على نفسه فى وضع القصة والحوار وكتابة السيناريو والتصوير والمونتاج والاخراج والانتاج.
قرر "توجو" تغيير اسمه في البداية لأحمد المشرقي، ليكون اسما سهلا على أسماع المصريين، ولم يكن الخوف من أهله أو رفضهم عمله بالسينما هو السبب، وبعدها قام بإنشاء شركة إنتاج سينمائي، وفي أول تجربة سينمائية له ابتكر "توجو" شخصية شالوم، للممثل ليو أنجل، والذي غير اسمه بالفعل ليصبح شالوم، ويبدو أن توجو كان يريد من خلال عرض شخصية شالوم، أن يظهر اليهودي كشخص عادي، وليس هذا الشخص الذي يتحدث بصوت أخنف أو البخيل وغيرها.
وأغلب افلام توجو مزراحى كان تركز علي تحسين صورة اليهود و إظهار حرية العقيدة فى ذلك الوقت حيث احتضنت مصر جميع الديانات.
كون توجو مزراحي مع النجم علي الكسار ثنائيا هاما، بعد أن اكتشفه، وقدم توجو باقي أعماله باسمه الحقيقي، وحقق الكسار نجومية كبيرة مع توجو، ليقدما عددا من الأعمال الخالدة وهي "الساعة 7"، "سلفني 3 جنيه"، "نور الدين والبحارة التلاتة".وكان صاحب فكرة الثنائيات في السينما من خلال "المعلم بحبح" وزوجته أم أحمد أشهر فناني الكوميديا في تلك الفترة وجسدهما فوزي الجزايرلي وإحسان الجزايرلي في فيلم "المندوبان".واكتشف صوت ليلى مراد التي أخرج لها خمسة أفلام منهم "ليلة ممطرة" و"ليلى غادة الكاميليا" و"ليلى بنت الفقراء" و"ليلى بنت الريف".
فى عام 1935 شارك بالتمثيل باسمه الحقيقى فى فيلم الدكتور فرحات، وكان أشهر فيلم اخرجه هو "العز بهدلة"، وفى آخر أيامه فى مصر عام 1946 تم اتهامه بالتخابر مع إسرائيل وبدأت دعوات بالنيل منه وكانت نتيجة ذلك أنه توقف عن مزاولة كافة أنشطته السينمائية.ويوجد سبب آخر حيث يقال أنه هاجر نتيجة فشل فيلمه "سلامه" في عام 1945 من إنتاجه وإخراجه وبطولة أم كلثوم ، الذي جعلها ترتل فيه القرآن الكريم، ونتيجة هذا الفشل دخل مستشفى بهمان للأمراض النفسية وظل بها أربع شهور وبعدها خرج وهاجر لإيطاليا، وعلي النقيض قال مساعد المخرج حينها حلمى رفلة، أن فيلم سلامه استمر عرضه 16 اسبوع وحقق إيرادات كبيرة جدا.
تسببت هزيمة الجيش المصري في حرب 1948، في حزن كبير لتوجو، الذي شعر أنها بداية النهاية، حتى أنه اتهم بالتخابر لصالح إسرائيل، ولم يشفع له كل مساهماته في صناعة السينما وقتها، وكان الجو العام وقتها ضد كل ما هو يهودي، فاقترح أهله وأصدقائه عليه الهجرة لاسرائيل، ولكنه رفض، وقرر الهجرة لإيطاليا، وظل هناك حتى وافته المنية عام 1986.