ندم علي فعل الخير بعد صدمته من هدية امرأة عجوز.. اعرف حكاية فريد شوقي مع مُعجبه له في شهر رمضان
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
ويعتبر وحش الشاشة فريد شوقي من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم مواقف طريفة، ومن بين هذه الحكايات ما روته الفنانة القديرة نادية لطفى في إحدى حواراتها النادرة حيث تحدثت عن أحد المواقف التى جمعتها بوحش الشاشة فى رمضان.
حيث قالت أنهم كانوا يصورون فيلمًا فى قرية بالوجه البحرى ووافق ذلك شهر رمضان، وفى أحد الأيام وبعد إنتهاء التصوير استعدوا لمغادرة القرية قبل الإفطار وذلك بقافلة السيارات التى تجمع العاملين بالفيلم، وقبل إنطلاق السيارات جاء شاب مسرعًا يحمل سلة ويسأل عن وحش الشاشة فريد شوقى، وعندما وجده أعطاه السلة مؤكدًا أن سيدة من أهل القرية تبعث له بهذه الهدية.
وأضافت نادية لطفى إلى أنها هى وفريد شوقى والمخرج نيازى مصطفى ومساعد المخرج كانوا يركبون سيارة واحدة، وطلبوا من وحش الشاشة أن يطلعهم على ما أرسلت به السيدة فى السلة ولكنه رفض مؤكدًا أنه لن يفتحها إلا وقت الإفطار، وأنه وزع كل ما كان معه من طعام على المفطرين قبل المغرب معتمدًا على ما تحمله السلة من خيرات.
وتابعت أن عندما انطلق مدفع الإفطار فرك فريد كفيه متحمسًا وبدأ يخرج مافى السلة، ولكنه كاد يغمى عليه عندما وجد أنها تمتلئ بعدد من كيزان الذرة، ولم يجد ما يفطر به وتحمل الجوع حتى وصل إلي القاهرة فى التاسعة مساءً، وطوال الطريق ظل يضرب كفًا علي كف ويقول نادمًا: "كان معايا الأكل إيه اللى خلانى أوزعه واستنى اللى فى السلة، أهه طلع نقبى على شونة"، وضحك الجميع على ما حدث لوحش الشاشة.
ولد الفنان فريد شوقي في حي البغالة بالقاهرة في ٣٠ يونيو عام ١٩٢٠، وأصله تركي نسبة لأبيه ووالدته مصرية، وقد نشأ شوقي في حي الحلمية الجديدة حيث اجتمعت أسرته فيها، وأنتج الأفلام السينمائية المصرية وكتب السيناريو والحوار لأكثر من أربعمائة فيلم، وقد عمل في مجال الفن لمدة امتدت لأكثر من خمسين عامًا.
عمل وحش الشاشة، مع الكثير من المنتجين والمخرجين في مجال السينما والتلفزيون والمسرح، وبدأ أول عمل له مع المخرج يوسف وهبي، في فيلم "ملاك الرحمة" وذلك في عام ١٩٤٦، ثم توالت عليه الأعمال الفنية فقام بدور البطولة في فيلمه الثاني "ملائكة في جهنم" للمخرج حسن الإمام، عام ١٩٤٧، ثم بدأ يغير طريقة انتقائه للأدوار بحيث يبتعد عن أدوار الشر وكان ذلك في بداية الخمسينات.
وأستطاع شوقي منذ هذه الفترة أن يتنوع في أدواره حيث لعب دور الشرير بفيلمه "قلبي دليلي" للمخرج أنور وجدي، وفيلمه "اللعب بالنار" من إخراج عمر جميعي، ثم لعب دور البطل المدافع عن الخير ومواجهة الأشرار بفيلمه "جعلوني مجرمًا" من إخراج عاطف سالم، وكان العمل من تأليفه، كما شارك نجيب محفوظ في كتابة السيناريو والحوار فيه.
حلق الفنان فريد شوقي في سماء النجومية بين المسرح والسينما والدراما حيث شارك في أكثر من ٣٢٠ فيلم سينمائي، وأشترك بأكثر من ثمانية عشر مسرحية، كما أشترك بأكثر من اثني عشر مسلسل تليفزيوني.
وخلال مسيرته الفنية حصد العديد من الجوائز والتكريمات حيث نال جائزة وسام الفنون الذي تم تسليمه إياها من قبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر ونال أكثر من اثنين وتسعين جائزة، وتوفي الفنان فريد شوقي لتعرضه لإلتهاب رئوي حاد لازمه لمدة تتجاوز العامين وكان السبب لمرضه هو تدخين السجائر بكثرة وذلك قبل إصابته بالمرض وتوفي على إثرها عن عمر ناهز السبعة وسبعين عامًا في ٢٧ يونيو عام ١٩٩٨.