حياته تحولت لجحيم بسبب الأمطار وفقد صوته لستة أشهر ولهذا السبب قاطع السفر إلي أوروبا.. اعرف حكاية فريد الأطرش في شارع الشانزليزيه
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
ويعتبر الفنان فريد الأطرش من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الغريبة التي ظل يحكى عنها لسنوات طويلة، حيث كشف الأطرش في إحدي حوارته النادرة أن عن أحد المواقف الصعبة التى تعرض لها بسبب الشتاء والبرد القارص فى أوروبا.
حيث قال أنه كان فى باريس فى شتاء عام ١٩٦٠ لتسجيل أسطوانات فيلمه "من أجل حبى" وخرج ليتمشى فى شارع الشانزلزيه وكان البرد قارسًا، ثم فوجئ بالدنيا تظلم والأمطار تهطل بغزارة، مؤكدًا أنه لم يعتد هذا الجو، فحاول أن يوقف سيارة تاكسى دون جدوى، وتسمر فى مكانه بسبب أنه لم يستطع على الحركة من شدة البرد.
وأضاف أنه تحامل علي نفسه حتي وصل للفندق بعد أن ابتلت ملابسه بشدة، وعندما وصل إلى الفندق أصبح غير قادرًا علي تبديل ملابسه حيث انتابه رعشة شديدة، فأستعان بأحد الخدم فى الفندق ليساعده على إبدال ملابسه، واستدعي طبيبًا فأوصاه بأن يلزم الفراش.
وبعد يومين شعر الأطرش بأن صوته لا يكاد يسمع فاستشار الأطباء فنصحوه بالسفر للسويد لإستشارة خبراء الحنجرة والحبال الصوتية، فشعر بالخطر وداهمته الهواجس بأنه فقد صوته، وأسرع المطرب الكبير للسفر، حيث أخبره الأطباء بأن صوته سيظل هكذا لمدة ستة أشهر، وعليه ألا يجهد نفسه فى الكلام أو الغناء حتى يعود صوته بعد هذه المدة لطبيعته، مؤكدًا أنه عاش خلال هذه الفترة بعيدًا عن الغناء وحرم من صوته حتى مرت الستة أشهر، وقرر بعدها ألا يسافر إلى أوروبا أبدًا فى الشتاء.
ولد الفنان فريد الأطرش بمدينة السويداء فى محافطة جبل العرب بسوريا عام ١٩١٧، فهو ينتمي إلى عائلة آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا.
حيث بدأت تظهر مواهب فريد منذ الطفولة فهو كان مولعًا بآلة العود منذ أن كانت والدته تعزف عليه وتغنى على أوتاره، حتى إلتحق فريد بمعهد الموسيقى الشرقى، وتعرف فيه على أستاذه الأول فى تعليم العود الموسيقار رياض السنباطى، من ثم إلتحق فريد بالعمل فى فرقة بديعة مصابنى، كما عمل فى ملهى بلاتشى.
لم يكن فريد الأطرش مطربًا وملحنًا فقط فمثلما نجح في الغناء تفوق أيضًا في التمثيل قدم الأطرش حوالي ٣١ فيلمًا سينمائيًا وقام بتكوين ثنائيات رائعة مع كل بطلات أفلامه أشهرها كانت سامية جمال، بسبب قصة الحب التي دامت بينهما لسنوات، حيث قدما معًا ستة أفلام، منهم: "حبيب العمر، وتعالى سلم، ومتقولش لحد".
قدم الأطرش للسينما العربية مجموعة من أهم الأفلام منها: "حبيب العمر، عفريتة هانم، عهد الهوى، شهر العسل، بلبل أفندي، من أجل حبي، حكاية العمر كله، ودعت حبك، رسالة من امرأة مجهولة".
وبرغم عدم زواجه، إلا أن حياته كانت مليئة بالتجارب العاطفية وقصص الحب لعل أشهرها قصة الحب التي جمعته بالراقصة سامية جمال، التي استمرت لمدة ١١ عامًا ومع ذلك لم تنتهي بالزواج.
أصيب فريد الأطرش بذبحة صدرية في ليلة رأس السنة عام ١٩٥٥ عندما قرأ ما كتبته "أصيله هانم" والدة ملكة مصر الأولى ناريمان في إحدى الجرائد بأن أبنتها لن تتزوج من فريد الأطرش والتي ذكرت على حد قولها أن فريد الأطرش مطرب صديق للعائلة و أن فكرة مصاهرته غير واردة وأن كان يبحث عن الشهرة فليسع إليها في مكان آخر وليس على حساب بنات الأسر الكريمة، وتوفي فريد الأطرش في مستشفى الحايك في بيروت أثر أزمة قلبية وذلك عام ١٩٧٤ عن عمر ناهز ٦٤ عامًا، وترك خلفه مشوار فني حافل.