نشأ فقيرًا يتيمًا وسخر من نفسه وقتلته الكتب.. كل ما تريد معرفته عن الأديب الموسوعي الكبير «الجاحظ»

الجاحظ
الجاحظ

من منا لا يعرف الجاحظ، الذى يعد واحدًا من أكثر الكتاب في العالم فهو كما يطلق عليه الكثيرون أنه غزارة في الإنتاج، حيث ترك أكثر من 350 مؤلفا تنوعت بين مختلف المجالات.

الجاحظ .. عاش في واحد من أزهى عصور الثقافة العربية، عرف الانفتاح على مختلف الحضارات والثقافات. كما عرف حركة واسعة للترجمة شملت المؤلفات الهامة في مختلف العلوم ومختلف اللغات.

تصدرت مؤلفاته لتكون عناوين شهيرة لكتب تراثية هامة، أبرزها «البخلاء.. البيان والتبيين.. الحيوان»، فقد صنعت أثرا غير مسبوق ومكانة خالدة في التراث الأدبي العربي، يجمعها سويا أن كاتبها رجل واحد هو أبو عثمان الجاحظ صاحب الثقافة الموسوعية.

أبو عثمان الجاحظ «قيل عنه، أنه لو يُمسَخُ الخِنزير مسخا ثانيا.. ما كان إلا دون قبح الجاحظِ».

هذا الأديب الموسوعي هو أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني البصريّ، لقّبه الناس باسم الجاحظ لجحوظٍ ظاهرٍ في عينيه، وكان أسمر، وله وجه ذميم الخلقة كما تروي الأخبار وكتب السير، عرف بنهمه الشديد في طلب العلم، فجمع بذلك مختلف ضروب الثقافة والمعرفة في زمانه، وقد ولد الجاحظ في البصرة سنة 159 هـ وعُمِّرَ طويلًا حتى سنة 255 هـ ، معاصرًا لتسعة خلفاء عباسيين، شاهدًا على العصر الذي بلغت فيه الحضارة العربية ذروة ازدهارها في جميع الجوانب العلمية والفكرية.

ونشأ فقيرًا يتيمًا في أحياء البصرة، وبدأ بالاختلاف إلى مجالس العلماء في سنّ صغيرة رغم عمله الشاق في بيع الخبز والسمك، وهناك قرأ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ اللغة على يد ثلة من خيرة علماء عصره، كالأخفش وغيره.

كان الجاحظ موضوعا للسخرية من العديد من معاصريه، لكنه قرر محاربتهم بأغرب سلاح ممكن، وهو السخرية من الذات. فكان يحكي العديد من الحكايات الساخرة من شكله بأريحية. وكأنه يقطع الطريق على الآخرين.فمثلا حكى عن لقاءه بالخليفة المتوكل قائلا: “فلمّا رآني استبشع منظري فأمر لي بعشرة آلافِ درهمٍ وصرفني .”

واطلع خلال رحلته مع القراءة على الكثير من الكتب المترجمة عن لغات وثقافات متنوعة كالفارسية واليونانية والهندية، ثم لمع نجمه، وطار اسمه بين أهل العلم مع كثرة مؤلفاته، وتنوع موضوعاته، وروعة أسلوبه، فانتقل إلى بغداد، وتصدر للتدريس، وقصده طلّاب العلم من كل مكان، ولمّا امتد عمر الجاحظ ووهن وضعف؛ أصابه فالج نصفي، فعاد إلى البصرة، وهرعت له أفواج طلاب العلم بعد أن لزم بيته أسير المرض، وتذكر الأخبار أن علماء المشرق والمغرب قصدوا منزله من بغداد والشام والأندلس، كما كان يجمع أعدادًا من الطلاب يلقي عليهم من معارفه وحكمه إلى أن توفّي عن عمر ناهز 96 عامًا تحت رفوف من الكتب انهالت عليه، وكان حينها مقعدًا لا يستطيع إنقاذ نفسه.

كما عرف عنه أنه كان محبا للقراءة والكتب ومولعا بها. وقد قيل عنه في هذا الشأنه أنه " لم يرَ قطُّ ولا سَمِعَ من أحبَّ الكتُبَ والعلومَ أكثرَ من الجاحظ..لم يقع بيده كتابٌ قط إلّا استوفى قراءَتَه كائِنًا ما كان".

ويقال أنه كان يؤجر دكاكين الوراقين (أي بائعي الكتب) ويبيت فيها الليل كله لتصفح الكتب وقراءتها دون ملل. والجاحظ هو القائل: (الأدب هو عقل غيرك تضيفه إلى عقلك).

لكن الغريب أن الكتب التي قضى الجاحظ عمره كله في قراءتها كانت سببا في وفاته، حيث مات الجاحظ بسبب وقوع مكتبته بما فيها من كتب عليه.

تم نسخ الرابط