أوقعتها في فخ كذبة أبريل فسرقت ملابسها وتركتها وسط جمهورها بـ ”المايوه”.. حكاية زهرة العلا وصديقتها علي شواطئ الإسكندرية
فنانة من طراز خاص أمتعت جمهورها لسنوات طويلة بفنها الراقي وأدائها المميز فهي كانت تمتلك كل مقومات البطولة المطلقة لكنها دائمًا كانت تفضل الأدوار المساعدة، أحب المشاهدين بساطتها وتلقائيتها التي اشتهرت بها إلى جانب وجهها الهادئ وملامحها الخجولة، فهي واحدة من أبرز نجمات السينما الكلاسيكية أنها الفنانة زهرة العلا.
فمثل الجميع يحرص النجوم علي قضاء الأوقات العائلية في الإجازات الصيفية وفي معظم الأحيان تكون قصص ومغامرات الفنانين في حياتهم الحقيقية طريفة وتشبه الأفلام إلى حد كبير، ولكنها تظل ذكرى لدى أصحابها يحكون عنها في لقاءتهم التليفزيونية.
وكانت للفنانة زهرة العلا نصيب كبير من هذه الحكايات الطريفة التي كشفتها في إحدى لقائتها الصحفية النادرة حيث قالت أنها منذ أن كانت طالبة فى معهد التمثيل كان لها صديقة طيبة كثيرًا علي حد وصفها، فكانت دائمًا تمازحها بكذبة أبريل، وكانت هذه الصديقة تقع فى فخ الكذبة وتصدقها.
وأضافت أنها سافرت مع صديقتها لقضاء بعض أيام الصيف فى الإسكندرية، وفى الصباح الباكر ذهبا للإستمتاع بالسباحة فى البحر قبل أن يزدحم بالمصطافين، واقترحت صديقتها أن يتناوبا على حراسة الملابس على الشاطئ فتنزل أحداهما بينما تبقى الأخرى على الشاطئ وهكذا.
وتابعت زهرة العلا أنها قامت بتعليق ملابسها من ثم نزلت إلي البحر، وفوجئت بعد عودتها بأن زميتلتا أخذت ملابسها وعادت إلى المنزل، وبقيت هي على الشاطئ فى حيرة وبكيت من شدة الغيظ خاصة بعد أن بدأ الجمهور يتوافد على الشاطئ وهي لا تعرف كيف ستعود إلي المنزل.
وآشارت أن من أنقذها من هذا الموقف هي زميلتها الثالثة حيث تنازلت لها عن ملابسها لأرتديها وتذهب بها للمنزل ثم تعود لها مرة أخرى بعد أن ترتدي ملابسها لإعادة ملابس صديقتها.
وأكدت زهرة العلا أنها عندما عادت للمنزل ثارت فى وجه زميلتها التى أوقعتها فى هذا المأزق، فذكرتها صديقتها بالمقالب السابقة من كذبات أبريل.
ولدت الفنانة زهرة العلا في ١٠ يونيو عام ١٩٤٣ بمحافظة الإسكندرية، وعاشت حياتها في حي محرم بك، حيث كانت دائمة التنقل من محافظة إلى أخرى وهذا تبعًا لظروف عائلتها حيث أنها نشأت وسط أسرة متوسطة الحال وكان لديها خمسة أخوات، وأثناء تواجدها في القاهرة استطاعت أن تحصل على دبلوم في الفنون المسرحية.
عشقت التمثيل منذ طفولتها لدرجة جعلتها تكون فرق للتمثيل وتشرف عليها بنفسها في مدرستها وعلى الرغم من صغر سنها في أن تقوم بمثل هذا العمل إلا أن فرق التمثيل التي كونتها وأشرفت عليها دخلت في مسابقات ونالت إعجاب الجميع وحصلت على المركز الأول.
اكشفها يوسف وهبي وتعلمت علي يداه أصول الفن، وانضمت إلي فرقته المسرحية وهي في الرابعة عشر من عمرها، ثم انتقلت إلى فرقة "زكي طليمات" وشاركت في عدة مسرحيات أبرزها: "حورية من المريخ، ومريضة بالوهم، والبخيل، و٧ فرخات وديك، وفتش عن المرأة"، ثم اتجهت إلى فرقة إسماعيل ياسين.
في ١٩٥١ أتجهت زهرة العلا إلي السينما وكان أول أفلامها "خدعني أبي، ثم عرفها الجمهور من خلال فيلم "أنا بنت ناس" ثم التقت من جديد بالفنان إسماعيل ياسين وكونت معه ثنائيًا متميزًا وقدموا سلسلة أفلام سينمائية ناجحة وكان أول عمل جمع بينهما في عام ١٩٥٤ "بحبوح أفندي" وبعد ذلك توالت الكثير من الأفلام التي جمعت بينهما من أشهرها: "إسماعيل ياسين في الأسطول، ملك البترول، أبو عيون جريئة، زوج بالإيجار، المجانين في نعيم" وغيرها من أفلام البطولة الثنائية الناجحة.
تزوجت الفنانة زهرة العلا من الفنان صلاح ذو الفقار واستمر هذا الزواج عام واحد فقط، وفي المرة الثانية تزوجت من المخرج الكبير حسن الصيفي وأنجبت منه ابنتان واللاتي أسمائهن أمل ومنال التي أحبت العمل في مجال الإخراج مثل والدها.
وقررت الفنانة الجمغ اعتزال الفن بعد عودتها من أداء فريضة الحج في بداية التسعينات، وخاصة بعد إصابتها بجلطة حيث قررت عدم العمل وهي مريضة حتي لا تثير الشفقة ولم تتمكن من حضور حفل تكريمها كفنانة وأم مثالية الحفل الذي أقامه المركز الكاثوليكي بمناسبة عيد الأم في عام ٢٠١٠، وتم تكريمها في منزلها، وسلمها الأب بطرس دانيال درعًا تقديرًا لمسيرتها الفنية.
وتوفيت زهرة العلا في عام ٢٠١٣ عن عمر يناهز ٧٩ عامًا بعد معانتها مع المرض حيث أنها أصيبت في أواخر أيامها بالشلل الذي ألزمها الفراش لمدة طويلة، وتم دفنها في مقابر عائلة زوجها حسن الصيفي بمنطقة الغفير.