غدر به وخطف منه حبيبته رغم صداقتهما.. حكاية وحش الشاشة فريد شوقي مع الملك فاروق

فريد شوقي والملك
فريد شوقي والملك فاروق

يعتبر الملك فاروق الأول من أشهر الملوك والرؤساء الذين جمعتهم الكثير من العلاقات بنجوم الفن، وسيطرت علامة الإستفهام علي الكثير من هذه العلاقات، فهو أشتهر بعلاقاته المختلفة بمشاهير السينما والطرب والمسرح، وذلك نتيجة حبه الكبير للفن وتعلقه به، حيث كان الملك فاروق دائمًا يقيم الحفلات الخاصة في قصره وكان خلالها يستضيف أشهر نجوم الزمن الجميل ليقدموا عروضًا غنائية أو فقرات استعراضية أو كوميدية، وهذا ما سنتحدث عنه خلال السطور المقبلة.

كانت من أبرز القصص التي جمعت بين الملك فاروق والفنانيين هي حكايته مع النجم فريد شوقي والتي كشف عنها ملك الترسو في مذكراته حيث قال أنه في إحدى الأيام كان فى سهرة مع صديقة له تدعى "نوسة" بملهى "حلمية بالاس" لقضاء وقت ممتع وللتعرف على بعضهما أكثر، وبعد فترة بدأ فريد فى الرقص مع صديقته على المسرح حتى توقف الجميع فجأة بسبب دخول الملك فاروق المكان احترامًا له وبعد جلوسه استأنفوا رقصتهم مرة أخرى.

ولاحظ الملك فاروق صديقة فريد وبدأ ينظر إليها بإمعان شديد دون أن يتوقف حتى لاحظ وحش الشاشة كيف كانت نظرات الملك لم تتوقف عنها، لذلك قرر فريد الهرب من المكان مع صديقته حتى لاتحدث مشكلة وأثناء خروجهما من المكان فوجئ بمن يمسك يديه ويوقفه قائلًا: "روح إنت" فرد عليه: "أروح ليه"، فقال: "من غير ليه، تروح على طول".

وظل فريد رافضًا الذهاب بدون صديقته حتى جاء له صديق كان يسهر فى نفس المكان همس فى أذنه قائلًا: "أصل الملك طلبها تقعد معاه"، وبالفعل خرج من المكان دون صديقته الحسناء، مشيرًا إلى أن الملك خطفها منه، ولكن الذي آثار دهشته أن الملك فاروق يقوم معه بهذا الفعل خاصة أنه كان يحضر السهرات الذي يقيمها في قصره لنجوم الفن وكان دائم التحدث معه.

ولد الفنان فريد شوقي في حي البغالة بالقاهرة في ٣٠ يونيو عام ١٩٢٠، وأصله تركي نسبة لأبيه ووالدته مصرية، وقد نشأ شوقي في حي الحلمية الجديدة حيث اجتمعت أسرته فيها، وأنتج الأفلام السينمائية المصرية وكتب السيناريو والحوار لأكثر من أربعمائة فيلم، وقد عمل في مجال الفن لمدة امتدت لأكثر من خمسين عامًا.

عمل وحش الشاشة، مع الكثير من المنتجين والمخرجين في مجال السينما والتلفزيون والمسرح، وبدأ أول عمل له مع المخرج يوسف وهبي، في فيلم "ملاك الرحمة" وذلك في عام ١٩٤٦، ثم توالت عليه الأعمال الفنية فقام بدور البطولة في فيلمه الثاني "ملائكة في جهنم" للمخرج حسن الإمام، عام ١٩٤٧، ثم بدأ يغير طريقة انتقائه للأدوار بحيث يبتعد عن أدوار الشر وكان ذلك في بداية الخمسينات.

وأستطاع شوقي منذ هذه الفترة أن يتنوع في أدواره حيث لعب دور الشرير بفيلمه "قلبي دليلي" للمخرج أنور وجدي، وفيلمه "اللعب بالنار" من إخراج عمر جميعي، ثم لعب دور البطل المدافع عن الخير ومواجهة الأشرار بفيلمه "جعلوني مجرمًا" من إخراج عاطف سالم، وكان العمل من تأليفه، كما شارك نجيب محفوظ في كتابة السيناريو والحوار فيه.

حلق الفنان فريد شوقي في سماء النجومية بين المسرح والسينما والدراما حيث شارك في أكثر من ٣٢٠ فيلم سينمائي، وأشترك بأكثر من ثمانية عشر مسرحية، كما أشترك بأكثر من اثني عشر مسلسل تليفزيوني.

وخلال مسيرته الفنية حصد العديد من الجوائز والتكريمات حيث نال جائزة وسام الفنون الذي تم تسليمه إياها من قبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر ونال أكثر من اثنين وتسعين جائزة، وتوفي الفنان فريد شوقي لتعرضه لإلتهاب رئوي حاد لازمه لمدة تتجاوز العامين وكان السبب لمرضه هو تدخين السجائر بكثرة وذلك قبل إصابته بالمرض وتوفي على إثرها عن عمر ناهز السبعة وسبعين عامًا في ٢٧ يونيو عام ١٩٩٨.

تم نسخ الرابط