إلقاء القبض على شكري سرحان في الترام والسبب مظاهرة.. حكاية فتى الشاشة العربية مع البوليس السري
يعتبر واحد من أهم ممثلى السينما العربية في القرن العشرين، شارك في الكثير من الأعمال السينمائية التي تركت بصمة في تاريخ الفن، لقب بفتى الشاشة بسبب أنه يتمتع بكاريزما خاصة، برع في تجسيد كافة الأدوار خلال مسيرته الفنية حصل علي الكثير من التكريمات الدولية والمحلية أنه الفنان شكري سرحان.
يعتبر فتي الشاشة العربية من أكثر الفنانين الذين حدثت معهم مواقف غريبة وظل يحكي عنها لفترات طويلة حيث قال في إحدى حواراته النادرة، أن فى صباح أحد الأيام عام ١٩٤٩ كان يركب الترام، فإذا بأحد رجال البوليس السرى يمسك بكتفيه محاولًا اقتياده إلى قسم الشرطة، لوجود تشابه كبير بينه وبين شاب آخر كان البوليس يطارده بعد فض مظاهرة.
وحاول شكرى سرحان أن يقنع رجل البوليس بأنه ممثل وليس طالبًا وأنه لم يشترك فى أى مظاهرات، لكن الضابط لم يقتنع، حتى رأى ضابط بوليس شكرى سرحان وتعرف عليه وأنقذه من الحبس.
ولد الفنان شكري سرحان بمحافظة الشرقية في ١٣ مارس ١٩٢٥، وخاض أولي تجاربه السينمائية من خلال فيلم "لهاليبو" مع نعيمة عاكف، ثم اختاره يوسف شاهين لفيلمه "ابن النيل" فكانت الإنطلاقة الحقيقية لنجوميته ثم توالت عليه أدوار البطولة في أعمال سينمائية.
خلال فترة دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية وقع في غرام زميلته الفنانة فاتن حمامة ولكن فى صمت، وحاول صديقه الفنان صلاح منصور، تشجيعه حتى يعترف بحبه لها، لكن دون جدوى، فهو قرر أن يحبها فى صمت ولم يمتلك يومًا الجرأة حتى يعترف لها بحبه، وقد اعترف لها بعدما تزوجت من عمر الشريف.
ثم عشق الفنانة سميحة أيوب وعندما اعترف لها بحبه، وحاول الزواج منها جاء طلبه بالفرض من قبل والدها وخالها، ثم تزوجت من الوسيط محسن سرحان، الذي استخدمه شكري للتقرب منها، حيث أنه طلب من محسن أن يساعده في التقرب منها فوقع في حبها.
خلال مسيرته الفنية شارك فتي الشاشة العربية في أكثر من ١٥٠ فيلم سينمائي منهم "درب المهابيل، والطريق المسدود، وإحنا التلامذة، والسفيرة عزيزة، وشىء في صدرى، ورحلة داخل امرأة، وعودة الابن الضال، وزائر الفجر، وقنديل أم هاشم، والبوسطجى، ولا تطفئ الشمس" وغيرهم.
تزوج مرتين الأولى من الراقصة الأرمينية هيرمين واستمر زواجهما لمدة عامين، ولكن اختلاف الطباع والعادات والتقاليد أنهت علاقتهما بالطلاق، فطلبت منه الطلاق وهي تبكي، وطلقها وهو يبكي أيضًا، بل وأرسل لها الورود وكلمات الحب مع قسيمة الطلاق، ثم تزوج مرة أخري من خارج الوسط الفني بالسيدة نيرمين عوف، وأنجب منها ابنين هما صلاح، ويحيى.
كُرّم شكري سرحان من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوسام الدولة، وحاز على جائزة أفضل ممثل ثماني مرات عن أفلامه الشهيرة، وأفضل ممثل من المهرجان الآسيوي الأفريقي عن دوره في فيلم "قيس وليلى"، لكن التكريم الأهم والذي رد له الإعتبار بعد خمس سنوات من اعتزاله التمثيل وابتعاده شبه التام عن الأضواء كان تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي له عن مجمل مشواره في سياق مئوية السينما المصرية.
حيث ابتعد الفنان شكري سرحان عن الأضواء منذ عام ١٩٩٣ بعد تقديم آخر أفلامه "جدعان باب الشعرية" وحتى رحيله في ١٩ مارس ١٩٩٧، حيث انه اتجه للإعتكاف في آخر أيامه وقراءة القرآن الكريم، حيث عُرف بعشقه للقرآن وتعبده ولُقب بـ"عاشق القرآن".