نرمين الفقي لـ”الموجز”: تخليت عن أنوثتي بسبب ”النمر” وكنت مغلوبة على أمري في ”ضل راجل”

محمد أنور
محمد أنور

فنانة ذات طراز خاص، تألقت في جميع الأدوار وكانت إحدى نجوم التسعينات، ابتعدت عن الفن فترة طويلة لتعود بقوة على يد الراحل محمود عبدالعزيز في مسلسل "جبل الحلال" ثم واصلت تألقها في الكثير من الأعمال وكان آخرها الذي عرض في السباق الرمضان، حيث شاركت في عملين، وكان لـ"الموجز" هذا الحوار معها..

تعودين للموسم الرمضانى بعد فترة طويلة من الغياب كيف جاء ترشحك لـ«النمر» و«ضل راجل»؟
الحقيقة أننى كنت حريصة على تقديم عمل يظهر قدراتى التمثيلية ويجعل المشاهد يحكم علىّ كممثلة، دون النظر لأى اعتبارات أخرى سابقة تصنف فيها على أساس الملامح أو الفئة العمرية أو الطبقة الاجتماعية التى ننتمى إليها، ووجدت أن الشخصيتين تستحقان التعب والمغامرة لأن الدورين يحملان نوعًا من الاختلاف فى الشكل والمضمون وطبيعة التمثيل يجعلك ترفض الاعتذار عنهما، حيث إننى تخليت فيهما عن دور الأنثى ذات الإطلالة الجميلة التى قد يعتادها منى الجمهور، لأننى فى حالة أكون أو لا أكون أمام جمهور واعٍ يتقبل ويرفض ويفرق جيدًا بين الممثل الموهوب والمجتهد والضعيف، وفى البداية عرض علىّ دور «شمس» فى «النمر» مع محمد إمام، وبعدها بيوم تلقيت عرضًا لدور «هدى» فى «ضل راجل» مع ياسر جلال وأعتبرهما أجمل هدية جاءتنى خلال الشهر الكريم أن أكون بطلة عملين مع نجمين كبيرين.

وما العمل الذى اعتذرت عنه فى دراما رمضان؟
بعد مشاركتى فى مسلسل «لؤلؤ» الذى عرض خلال الفترة الماضية كنت قد وقعت عقدًا على المشاركة فى «نسل الأغراب» ولكن عندما تلقيت عرضى «النمر» و«ضل راجل» فضلتهما لإحساسى بالدورين، ورغبتى فى تجسيدهما، وقررت الاعتذار لمحمد سامى مخرج «نسل الأغراب» بطريقة ودية وتقبل الأمر، خاصة أننى لم أجد نفسى فى الدور بعد قراءتى للحلقات الأولى، ولم أقتنع به، ورأيت أنه لن يضيف إلى رصيدى الفنى، خاصة مثلما ذكرت أن العمل أطل به بعد غياب طويل فى شهر رمضان الذى شهد انطلاقتى ونجوميتى، لذا فمن الطبيعى أن تكون عودتى بدور يليق بى، وهو ما وجدته فى «النمر» و«ضل راجل».

كيف جاء التحضير لشخصية «شمس» التى جاءت مختلفة إلى حد كبير عن طبيعة شخصيتك؟
بالفعل، فهى امرأة ذات سطوة وعنفوان تتميز بها فى معاملاتها اليومية، فهى من كبار تجار الذهب وتمتلك محلًا كبيرًا فى الصاغة بمنطقة الحسين بالقاهرة التى تعمل فيها منذ صغرها فهى «معلمة» وغير متعلمة وتمتلك ثروة طائلة، وشخصيتها جادة، لذلك ابتعدت عن ارتداء «الجلباب» المجسم الذى يبرز مفاتن الجسم، أو «الطرحة» التى تخرج منها بعضًا من خصل الشعر، لأنها لا تسعى إلى إيقاع أحد فى غرامها، فهى تتعامل بكبرياء الرجال مع الرجال وبطريقة الند للند حتى لا يستضعفونها أو يستهينوا بها فى معاملاتهم المالية، لذا توافقت مع مخرجة العمل على ارتداء «العباءات» الفضفاضة، فضلًا عن تغيير نبرة الصوت التى أتحدث بها والتى تتسم ببعض الخشونة، وهو ما تسبب لى فى شرخ فى الأحبال الصوتية فى بداية المشاهد حتى اعتدت بعد ذلك عليها، كما أننى ابتدعت لها أسلوبًا فى المشى يتسق مع سماتها وأسلوبها، ويحسب للفنان محمد إمام والمخرجة شيرين عادل والشركة المنتجة أنهم حرصوا على تواجد رجل يعمل فى الصاغة لكى يطلعنا على المصطلحات التى تتميز بها هذه الصنعة، لأن كل حرفة لها لغتها الخاصة الدارجة بين ممتهنيها، وهو ما يجعل حديثك متلائمًا مع الشخصية وهو أمر لم يكن سهلًا.
وأيضًا مؤلف النمر محمد صلاح العزب مع الحلقة 21 خالف توقعاتى حول شخصية «شمس» لأجد تحولًا كبيرًا لم أظنه يخلق حالة من التشويق وجعلنى فى حالة ذهول مثل الجمهور الذى يتابع العمل.

وما المختلف فى شخصية «هدى» الذى دفعك لتشخيصها؟
«هدى» فى «ضل راجل» كما شاهدنا زوجة قعيدة لا تتحرك مغلوبة على أمرها بسبب ما واجهته، خلال أحداث العمل، وهو ما يجعل بداخلها وجعًا يفوق طاقة البشر على تحمله، وهو ما يجعل التمثيل قاصرًا على الوجه واليدين فقط وهو أمر ليس بالسهل ويصعّب المهمة، لأن الحركة جزء من أداء الممثل، لدرجة أننى بسبب فترة جلوسى على الكرسى المتحرك لساعات طويلة أثناء التصوير نسيت أن لدى قدمين أستطيع التحرك بهما، وأكتفى بالتحرك بالكرسى، وهو أمر سبب لى اكتئابًا لفترة طويلة بسبب اندماجى.

هل استلهمت الدور من معايشتك مع أى شخص قعيد؟
نعم فقد استلهمت ما عايشته مع أمى فى آخر 3 سنوات قبل وفاتها، حيث إننى كنت أرعاها رعاية كاملة وشاهدت صراعها مع المرض، وكيف أن اليأس من الشفاء أدخلها فى نوبة اكتئاب رفضت معه الحركة لتظل حبيسة الكرسى، وهو ما استعنت به حتى فى أسلوب بكائها وكيف كانت دموعها تنهمر بغزارة ليعبر عما بداخلها من إحباط ومعاناة، ودعنى أصارحك أن تجربة «هدى» جعلتنى أشعر بنعمة الصحة التى منحنا الله، وكيف أن هناك مَن هم محرومون من ممارسة حياتهم بشكل طبيعى فهو إحساس قاتل.

فى رأيك ما الذى يميز كل دور عن الآخر؟
لا أستطيع المفاضلة، لأنه على مدار مشوارى الفنى الذى يتعدى الـ23 عامًا لم أجسد فيه شخصية مثل «شمس» فى «النمر»، ولم يخطر ببالى أو أتخيل أن أطل على الجمهور بها، لأنه دور استهوانى جدًا واستحوذ على عقلى فهو بمثابة تغيير جلد والتصدى لشخصية مغايرة تمامًا عن الصورة الذهنية المأخوذة عنى كفنانة لدى الجمهور، فضلًا عن حبى للشخصية واستمتاعى بها خلال الكواليس والتعايش معها، أما فى «ضل راجل» فما أن أمسكت بالسيناريو وقرأته أجريت أول اتصال بمؤلفه أحمد عبدالفتاح، وأعربت له عن مدى إعجابى الشديد بالحبكة الدرامية التى صاغها وكيف أنها أثرت فى نفسيتى بمجرد القراءة، وكيف أنها ستكون عبئًا كبيرًا عند تشخيصها أمام الكاميرا، وقد يرى البعض أن دور الزوجة قد ظهرت به من قبل ولكن كامرأة تعانى العجز فهذا جديد علىّ أيضًا.
 

أيهما أصعب بالنسبة لك «هدى» أم «شمس»؟
بدون مبالغة كلا الدورين، فالأول عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس والحب والضعف والقهر وقلة الحيلة ، فإذا لم تمتلك هذه المشاعر والأحاسيس بداخلك لن تستطيع إخراجها للمشاهد كى يشعر بها، فلا ينفع معها البكاء المصطنع أو الدموع بالقطرة، لأن دموعى كانت حقيقية من كثرة الوجع الذى يحمله الدور لدرجة أننى اضطررت للذهاب إلى طبيب عيون بسبب آلام العين التى داهمتنى من كثر البكاء خاصة أن التمثيل مثل لعب التنس فعندما تجد زملاءك الذين يشتركون مع فى المشاهد يمنحونك الإحساس نفسه ستجد رد فعلك مثلهم بل يفوقهم أحيانًا.
أما بالنسبة لـ«شمس» فرغم عدم تجسيدى لهذا الدور من قبل فإن التناقضات التى بداخل «شمس» التى تتصف بها وصاغها مؤلف العمل بحرفية شديدة يكشف عن عدم تعامله معها بسطحية، وسلوكها يضع المشاهد فى حيرة هل سيرى أنها امرأة متجبرة أم أنها محقة فى طريقة تعاملها مع الآخرين؟ ويتعاطف معها لأن الظروف التى مرت بها من خلال ما تسرده فى الحلقات من ظلم ومذلة حوّلها إلى امرأة متحجرة القلب والمشاعر ولا يهمها سوى حسابات السوق والمكسب والخسارة وجنى الربح، وهذه حلاوة الدورين أن يأتى لك دون تعديلات ولا يحتاج منك سوى التمثيل.

هناك بعض الفنانين الذين يفضلون التواجد بعمل واحد خوفًا من الإرهاق هل فكرتِ فى هذا الأمر؟
بالتأكيد فكرت فى هذا الأمر كثيرًا وشعرت ببعض القلق وكنت «مخضوضة»، لأنه لم يصادفنى من قبل الظهور بعملين فى توقيت واحد، وللحقيقة أننى لم أذق طعم النوم لمدة ثلاثة أيام بسبب ضغط التصوير فى العملين الذى امتد حتى دخول الشهر الكريم، حيث لا يفصل بين مواعيد التصوير سوى ساعات قلية غير كافية للحصول على قسط من الراحة وهو ما يشكل إرهاقًا كبيرًا على ملامحى، ولكن فرحتى بالعملين تطغى على كم الضغط الذى أواجهه خلال هذه الفترة ولا أتمنى أن تنتهى مشاهدى فى العملين لأننى مستمتعة بما أقدمه.

هل السبب فى تقديم عملين هو تأكيد قوة عودتك للموسم الرمضانى الذى شهد انطلاقتك؟
لا تتخيل مدى سعادتى بأن أكون ضمن الكبار فى دراما رمضان، وهو أمر يليق بمكانتى ومشوارى الفنى الذى دائمًا ما أحافظ عليه، وأعتقد أن القدر أنصفنى وعوضني الله خيرًا على صبرى طوال 10 سنوات غيابا عن التواجد بعمل فنى فى الشهر الكريم، حيث إننى طوال مسيرتى الفنية كانت أعمالى تعرض فى الشهر الكريم بداية من «رد قلبي» عام 1998 وحتى «جبل الحلال» مع الراحل محمود عبدالعزيز، فهو الشهر الذى يطمح كل فنان للظهور فيه من خلال عمل فنى.

وهل التواجد أمام ياسر جلال ومحمد إمام منحك مساحة تمثيلية كبيرة؟
الحقيقة أن محمد إمام اتبع نهجًا أفزعنى حيث منح جميع المشاركين فى العمل مساحة تمثيل كبيرة، وهو أمر يدل على مدى ثقته فى نفسه، وهمه أن يخرج العمل بأفضل صورة، كما أنه يدرك معنى النجومية جيدًا وهى ألا يكون الظهور من أول مشهد وحتى آخر مشهد فى آخر حلقة، وهذا ما أكده لى خلال الكواليس، وقلت له فى أول حوار جمعنا «أنت ابن ناس»، كما أن العمل بعيد عن الكوميديا تمامًا هذه المرة لأنه مرتبط بقصة بها قدر اجتماعى وأكشن، أما ياسر جلال والذى يقوم بدور زوجى خلال العمل وتجعمنا قصة رومانسية وحب بجنون فهو عشرة الكفاح والفنان الذى لم تغيره النجومية أو يتعالى على زملائه، فهو ذو طابع خاص ويمتلك موهبة خاصة تجعل بداخله قدرًا غير قليل من المصداقية فيما يجسده على الكاميرا، كما يتناقش فى التفاصيل، لذلك كانت بيننا مباراة تمثيلية لأننا كنا نحضر مشاهدنا معًا فى البروفات حتى نصل إلى ذروة التقمص ثم نقوم بالتصوير.

هل تعتبرين نفسك محظوظة هذا العام؟
بالتأكيد، فالتواجد بأدوار مقتنعة بها نجاح بالنسبة لى، حيث شاركت فى مسلسل «لؤلؤ» الذى حظى بقبول الجمهور أثناء عرضه مطلع العام الجارى، ثم يأتى شهر رمضان وأعود من خلاله للبطولة فى عملين مهمين فهو أمر يجعلنى راضية لأننى لا أمتهن أى مهنة أخرى سوى كونى فنانة فقط، ولا أجيد سواها، ولا أخفيك سرًا أن هناك أوقاتًا كثيرة صعُبت علىّ نفسى أن تمر أعوام دون إسناد أدوار لى ولا تتخيل كم عشقى وحبى لهذه المهنة.

لكنك دائمًا ما تعتذرين عن العديد من الأعمال الفنية ؟
صدقنى هذا ليس عيبًا فى طبيعة الأعمال التى أتلقاها أو حتى الأدوار، فقد تكون جيدة ولكننى أضع نفسى فى مكانة لن أتنازل عنها حتى لو كلفنى الأمر الجلوس فى البيت دون عمل.

معنى ذلك أنك تشعرين بغيرة من فنانات حديثى العهد تصدرن البطولة المطلقة؟
هذا رزق وليس لنا دخل فيه، ودعنا نتفق أن الفن لا يعترف بالعمر أو الدين أو الحدود بين الأوطان، فهو موهبة فى الأساس مهما كانت العوامل المساعدة للفنان لأنه لن ينجح أحد ويحبه الجمهور إلا إذا كان يستحق هذا، لأنه قد تخدمك الظروف فى عمل ما يحقق صدى كبيرًا، وعليك كفنان أن تسخّر نفسك للفن.

هل لديك شروط معينة فى ترتيب الأسماء أو الأجر أو مساحة الدور؟
صدقنى لا تشغلنى مثل هذه التفاصيل، أو أى من تلك الحسابات، وإنما أفكر فى أدائى فى العملين، وهل وفقت فيهما أم لا، لأنه ببساطة.. التمثيل لا يقاس بالكم، فمن الممكن أن يكون مشهد صامت يُؤدّى بصدق يكون تأثيره أقوى من دور بمساحة كبيرة، ولكن أيضًا أحب عندما يوضع اسمى على تتر مسلسل أو ملصق ترويجى لأى عمل أن يكون مرئيًا بشكل واضح، ولا يمر مرور الكرام، وهو أمر واجهته كثيرًا فى أعمال سابقة لكنى لم أتحدث فيه لأننى أعتبرها صغائر، والعبرة بالمضمون.

وماذا عن المنافسة فى رمضان؟
ظنى أن المنافسة فى صالحنا كفنانين، أولا بأن يقدم كل منا أفضل ما عنده، وللمشاهد ثانيًا الذى يجد نفسه أمام وجبة دسمة من المسلسلات التى تتنوع ما بين اجتماعية كوميدية وتاريخية ووطنية، ويختار ما يرغب فى مشاهدته بعكس الماضى كانت خياراته محدودة فى المشاهدة، لذا هو أمر يضع علينا كفنانين مسئولية أن نبتعد عن الأعمال غير ذات القيمة حتى الكوميدى يتطلب أن يحمل مضمونًا يبتعد عن الابتذال والاستخفاف لأن الفن، شئنا أم أبينا، هو واجهة المجتمع، لذا أى خطوة للوراء غير مطلوبة، خاصة فى هذه الفترة، فالأعمال الفنية يجب أن تليق بسمعة ومكانة مصر.

فى رأيك ما الذى اختلف فى دراما رمضان الحالى عن وقت بداياتك الفنية؟
كم الأعمال فى الماضى كان قليلًا حيث لم يكن يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة وبالتالى نسبة المشاهدة كانت مرتفعة، أما اليوم فكم الأعمال أصبح كثيرًا وهو ما يخلق منافسة جيدة بين الفنانين للظفر بالمشاهد الذى يختار العمل الذى يحبه أو النجم الذى يستهويه، ليضع أولويات المشاهدة لعملين أو ثلاثة ثم يؤجل مشاهدات الأخرين لما بعد رمضان وهو أمر جيد.

 وماذا عن تجربة الغناء، خاصة أن ممثلات كثيرات قدمن أغانى سينجل خلال الفترة الماضية مثل يسرا و ليلى علوى ولقاء الخميسى؟
أحب الغناء ولم أتوقع أن تلقى تجربة الغناء فى أحد البرامج الحوارية إعجاب الجمهور ولكنى من الصعب احتراف الغناء فى هذا الوقت فلا أرى نفسى مطربة وإنما مؤدية فى إطار عمل فنى لا أكثر ولا أقل.

تم نسخ الرابط