مات حزنًا علي شقيقه المنتحر وعاش طفولة مأساوية بعد رحيل والده.. أحزان واجهت ”صانع البهجة” حسين إسماعيل
لمع نجمه علي مدي تاريخ السينما وحفظ الجمهور ملامحه لكن الكثير منهم لا يعرف أسمه فعلى الرغم من نجاحه في حجز مكانة خاصة لنفسه في قلوب عشاق السينما، إلا أنه ظل كومبارس ولم يستطع الإرتقاء إلى مرحلة الحصول على دور مؤثر في العمل، فكان يقدم أدوارًا ثانوية ولكنها لا تقل أهمية عن أي دور آخر في العمل، أنه الفنان حسين إسماعيل.
ولد الفنان حسين إسماعيل في ٢٩ أكتوبر عام ١٩٢٢، في حي السيدة زينب بالقاهرة وشقيقه هو الفنان عبد المنعم إسماعيل، حيث ينتمي لعائلة فقيرة جدًا ولديه ١٢ شقيق، فوالده كان عامل بسيط مات وترك أبنائه في حالة يرثى لها، لذلك واجه العديد من الأزمات طوال حياته حيث عمل في العديد من المهن حتي يساعد والدته في مصاريف أشقائه.
كان يعشق التمثيل منذ طفولته لكن ظروفه لم تسمح له بتحقيق حلمه حتي أتم عامه الـ ٢٢ وشارك في فيلم "شارع محمد علي" عام ١٩٤٤، بإحدي الأدوار المساعدة.
بعد هذا الفيلم توالت أعماله الفنية وأشتهر حسين باسم "زنفل" مساعد الطبيب البيطري في فيلم "آه من حواء"، واستطاع خطف الأنظار بخفة ظله وأداءه السهل الممتنع للأدوار، تألق في تمثيل الأدوار الثانوية، وتجلت موهبته في فيلم "مراتي مدير عام"، وحقق مزيد من البهجة أيضًا بمشاركته في أفلام أخرى مثل "شنبو في المصيدة، معبودة الجماهير، أم العروسة، والزوج العازب".
كما أطلق عليه لقب ساعي الأفلام، لكونه أفضل من قام بأداء هذا الدور، وقدم أدوار أخرى مثل الشاويش، والجزار، التي رغم صغر مساحتها، لايزال يتذكرها الجمهور، ونافسه شقيقه عبد المنعم إسماعيل في أداء نفس الأدوار.
شارك الفنان حسين إسماعيل، في الكثير من الأفلام الهامة، التي تركت بصمة خاصة في تاريخ السينما منها "مراتي مدير عام"، أمام الفنانة شادية وصلاح ذو الفقار، ولعب دور "الساعي" الذي كان يحمل "القبقاب" للموظف الكبير شفيق نور الدين، كذلك فيلم "أم العروسة" أمام تحية كاريوكا، وعماد حمدي، فقدم دور الطباخ المندهش بسبب كثرة أعداد معازيم الفرح داخل الشقة الصغيرة، ولعب دور "زنقل" مساعد الطبيب البيطري رشدي أباظة في فيلم "أه من حواء" أمام لبنى عبدالعزيز.
عاش حسين في أزمة كبيرة مع شقيقه وذلك بعدما وقع عبد المنعم إسماعيل في غرام الفنانة هند رستم حيث شاركها في فيلم "إسماعيل في مستشفى المجانين" وحدثت قصة حب من طرف واحد من جانبه فقط، وبدأ عبد المنعم يراود أحلامه الزواج بـ "ملكة الإغراء" التي انفصلت في ذلك الوقت عن المخرج حسن رضا.
ولكن كان الموقف الأكثر سوءًا في حياة الثنائي عندما قرر إسماعيل التقدم للزواج من هند رستم عن طريق بعض أصدقائه فسخرت منه وأهانته بشكل كبير لأن هناك تفاوت اجتماعي كبير بينهما وبعد رفضها الزواج منه دخل في مرحلة نفسية سيئة خصوصاً بعد عزوف المنتجين عنه وبدأت حياته المادية تتراجع، فحاول شقيقه بشتي الطرق أن يسانده لكنه فشل في أن يخرجه من هذه الحالة النفسية السيئة.
وخلال هذه الفترة ابتعد المنتجون عن شقيقه، وتدهورت حالته المالية، وطرد أولاده من المدرسة بسبب عدم دفع المصروفات، وفي ٣٠ أكتوبر عام ١٩٧٠، فوجئ الجميع بخبر انتحار عبد المنعم، عندما ألقى نفسه في النيل، مُنهيًا حياته، وقيل في بعض الروايات أنه تناول سم الفئران وبعد بضع ساعات انتشر مفعول السم في جميع أعضاء جسمه مما أدي إلي وفاته، وعقب انتحار عبدالمنعم أصيب حسين بحالة اكتئاب شديدة ومات حزنًا عليه بعد أربع سنوات، في يوم ٢٥ يوليو ١٩٧٤.