تنبأت بنهايتها المأساوية وإسرائيل تسببت في مقتلها ونجلتها وجهت الإتهام لـ موشى ديان.. معلومات عن سلوي حجازي التي منحها السادات وسام العمل من الدرجة الثانية
صاحبة إطلالة خاصة على شاشة التليفزيون المصري، فهي كانت من المذيعات الأوائل على شاشته حيث قامت بتقديم الكثير من البرامج التي حققت نجاح جماهيري كبير، فكانت العائلات تلتف حول شاشات التليفزيون لتشاهد برامجها المميزة و"ماما سلوى" أحب الألقاب إلي قلبها و"عصافير الجنة" كانت تعتبره أهم برامجها أنها المذيعة سلوي حجازي التي رحلت عن عالمنا في ظروف قاسية وهذا ما تتحدث عنه "الموجز" خلال التقرير التالي.
ولدت سلوى حجازي بمدينة القاهرة في ١ يناير عام ١٩٣٣، وتخرجت في مدرسة الليسيه الفرنسية، وكانت من أوائل الخريجين في المعهد العالي للنقد الفني، كما صدر لها ديوان شعر بالفرنسية ترجم إلى العربية هو "ظلال وضوء".
علي مدار عدة سنوات قامت بتقديم أنجح البرامج سواء الإذاعية أو التليفزيونية منها: "عصافير الجنة، العالم يغنى، المجلة الفنية، ريبورتاج، الفن والحياة، تحت الشمس، شريط تسجيل، اختبر معلوماتك". وغيرها.
ويعتبر "عصافير الجنة" من أحب البرامج إلي قلبها فكانت دائمًا تقول إنها تتمنى أن تستمر فى تقديمه حتى آخر يوم فى حياتها لأنها كانت تحب الأطفال، وتكتب قصصًا لهم، ولذلك نشرت كتابًا بعنوان "حكايات ماما سلوى" لأن كان لديها موهبة فى سرد الحكايات والربط بين الخيال والواقع خصوصًا أنها كانت تخاطب أطفالًا عمرهم ما بين ٣ و١٠ سنوات، فحصلت على حب جميع الأطفال.
وخلال تصريحات صحفية قالت نجلتها أنها كانت دقيقة جدًا فى عملها وكانت تعد معظم برامجها بنفسها، وكانت تذاكر جيدًا قبل تصوير الحلقة مع الضيف، قائلة: "كنت أراها فى غرفتها فى البيت تضع كل الأوراق والكتب على السرير حتى تقرأها جيدًا، استعدادًا لإستضافة الضيف حتى تكون ملمة بكل شىء عنه".
ورحلت سلوى حجازي عن عالمنا، في ظروف قاسية فتوفيت في ٢١ فبراير ١٩٧٣ حين كانت في طريق عودتها من بعثة للتليفزيون العربي إلى ليبيا بسبب صاروخ إسرائيلي عام ١٩٧٣.
وحدثت الواقعة عندما أسقطت طائرات الفانتوم الإسرائيلية الطائرة المدنية التابعة للخطوط الجوية الليبية عمدًا فوق سيناء المحتلة آنذاك، وهو ما عرف بحادث طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية الرحلة ١١٤، وبعد وفاتها منحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية عام ١٩٧٣، باعتبارها من شهداء الوطن.
وكانت أسرة المذيعة المصرية الراحلة سلوى حجازي في عام ٢٠٠٣ قد سعت لمحاكمة إسرائيل لإسقاطها طائرة الركاب الليبية، التي كانت على متنها والحصول على تعويضات، وخاضت رضوى الشريف، ابنة المذيعة المصرية الراحلة، معركة قانونية لمحاكمة كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين تورطوا في المجزرة، بالتنسيق مع أسرة الطيار الفرنسى الذي كان يقود الطائرة، لرفع قضية مشتركة أمام القضاء الفرنسى.
واتهمت رضوى وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك، موشى ديان بأنه المسؤول الأول، إذ أعطى الأوامر بتفجير الطائرة الليبية بعد أن رفض الطيار الفرنسى الهبوط في إسرائيل.
ونشرت إحدي الصحف في عام ٢٠٠٣، أعتراف أحد قائدي طائرات الفانتوم الإسرائيلية بالذنب لمشاركته في إسقاط الطائرة المدنية، وأنه كان متأكدًا من عدم وجود أي شيء داخل الطائرة يمكن أن يهدد أمن إسرائيل، موضحًا أن إسرائيل زعمت أنها أسقطت الطائرة لتخوفها من وجود أجهزة تصوير على متنها يمكن من خلالها التقاط صور لمواقع عسكرية، وهو الأمر الذى تبين صحته بعد تفتيش حطام الطائرة.
ونجحت القضبة التي رفعها أهل سلوى حجازي عام ١٩٧٦، وتم الحكم بالتعويض، إلا أن شركة خطوط الطيران الليبية طعنت في الحكم الذي أيدته المحاكم المصرية، وبعد ٢٠ عامًا فتحت القضية بشكل جديد على هيئة دعاوى قضائية من أهالي الضحايا تطالب بفضح جرائم إسرائيل.
وفي لقاء مع الإعلامي القدير مفيد فوزي ببرنامج "مفاتيح" تحدثت صديقتها ليلى رستم عن تلقيها خبر وفاة سلوى حجازي وكانت في باريس وقتها ولم تتمالك ليلى دموعها أثناء سردها عن حادث استشهاد سلوى وتحدثت عما كان بينهما من تفاهم وتوافق وأنها تفتقدها بشكل كبير.
ومن الغريب أن سلوى حجازى كانت دائمًا ما تشعر أنه ينتظرها نهاية مأساوية، وأنها ستلقى أجلها فى زهرة العمر، وقد عبرت عن هذا الشعور فى قصيدة شعرية قالت فيها: "عندما اتخيل مستقبلى أراه حافلًا بسوء الطالع فأبكى عليه مقدمًا، إنى أرى الموت قريبًا جدًا، ومن ورائه كارثة كبيرة، فأحبابى لا يزالون صغارًا، أصغر من أن يستطيعوا العيش وحيدين".