دفنت النساء أحياء وأطلقت عليهن الكلاب الجائعة.. قصة أشهر سجانة في تاريخ ألمانيا

إيرما جريس السجانة
إيرما جريس السجانة النازية

تعد "ايرما جريس" نموذج صارخ لاجتماع الجمال مع القسوة فبالرغم من وجهها الملائكي إلا أنه يخفي وراءه آلة شرسه للتعذيب وسفك دماء النساء.

ولدت "إيرما جريس" في “ألمانيا”، في 7 أكتوبر عام 1923، وعانت خلال حياتها إذ انتحرت أمها في سن مبكرة، عام 1936، بعدما لم تجد من يشجعها على الاستمرار في التعليم فتركته، وانضمت إلى “رابطة الفتيات الألمانيات”، على غير رغبة أبوها، وكان والدها يعمل في بيع الألبان، منتميًا إلى “الحزب النازي”، لكنه انشق عنه.

انضمت “جريس”، ضمن وحدة “إس. إس”، المعروفة بوحدات النخبة، وهي منظمة شبه عسكرية كانت مهمتها حماية “أدولف هتلر”، وعندما رآها والدها لأول مرة بالزي الرسمي للمنظمة قام بطردها من المنزل، وأدرك حينها أن ابنته تمر بفترة تحول كبير في حياتها.

وتضمنت مهامها الجديدة التحكم الكامل في السجينات؛ بما في ذلك إدارة “غرف الغاز”، التي كانت تستخدم للتعذيب وفي عملية التطهير العرقي لليهود، لكنها أصرت على نفي تورطها في هذا الأمر أثناء محاكمتها وقالت إنها سمعت بهذه الغرف.

 

قبل العمل كسجانة، حاولت"جريس" تعلم مهنة التمريض لكنها فشلت، ومع ذلك، فإن أبرز ما يميزها جمالها الخارجي، إذ كانت شقراء تُسر الناظرين، واعتادت الاهتمام بمظرها، لكن هذا الوجه الملائكي كان يخفي بداخله شخصية كئيبة خالية من المشاعر لدرجة جعلت كل من يقترب إليها تنتابه مشاعر الخوف.

تولت الشقراء الألمانية ، رغم صغر سنها، منصب سجانة ومشرفة في عدة معسكرات تعذيب نازية إلى جانب “أوشفيتز بيركينو” في “بولندا”، حتى لقبت بـ”ملاك أوشفيتز”، وكانت تعتبر هذا اللقب مصدر فخر لها، لكن مئات الشهود أكدوا على إرتكابها جرائم تعذيب فظيعة واتهموها بالسادية فلم تلق بالاً لكل هذا، ومع ذلك تم الحكم عليها بالإعدام شنقًا في 13 ديسمبر 1945، وكان عمرها آنذاك، 22 عامًا فقط.

وصفت "جريس" السجانة الألمانية بأنها أسوأ مشرفة في معسكر “أوشفيتز بيركينو”، ولم تترك أي نوع من أنواع القسوة لم تظهرها تجاه السجناء، لذا اختيرت ضمن المجموعة التي تقوم بتنفيذ عمليات التعذيب في معسكر “بيرغن بيلسن” النازي، وكانت متخصصة في إطلاق الكلاب لتنهش أجساد السجينات، وتم تجميع كل هذه الجرائم لتكون ضمن أدلة إدانة المعسكر عام 1945.

اعتبرت “جريس” المعسكر، الذي كان يحوي أكثر من 20 ألف سجين، وكأنه منزلها، وهناك تحولت شخصيتها بشكل كبير، وفي عام 1943، تولت منصب مشرفة وبلغ راتبها ما يعادل 28 يورو في الشهر، وكانت مسؤولة عن تعذيب 30 ألف سجينة يهودية أغلبهن من “بولندا” و”المجر”.

كشفت الشهادات التي أدلى بها الناجون من المعسكرات عمق الفظاعة والبربرية التي كانت تتبعها “جريس”، الملقبة بـ”أنثى الوحش الجميلة”؛ إذ كانت “غريس” بين السجينات يصحبها كلابها الجائعين تطلقهم على من تريد حسب رغبتها لتقوم بإلتهامهم، كما استخدمت السياط في قطع صدور النساء اليهوديات، وخاصة الجميلات منهن، ووصل بها السوء إلى درجة إقتلاع أعين طفلة صغيرة حاولت التواصل مع أحد أقاربها من خلال الأسوار.

وقال أحد الناجين من معسكرات التعذيب: “كانت هناك فتاة شديدة الجمال تدعى غريس، كانت تتمتع بالنظر إلى الآلاف والآلاف من الأشخاص الراقدين في التعذيب تحت درجات حرارة خانقة”.

 

ولم تقتصر فظاعة “غريس” على عملها في المعسكر، لقد كانت شديدة السوء مع نفسها أيضًا؛ إذ اكتشفت أنها حامل فقررت بدون تردد الاستعانة بإحدى الممرضات لتساعدها على التخلص من الجنين.

تم نسخ الرابط