اعتقله جمال عبد الناصر بتهمة قلب نظام الحكم .. وسر ارتدائه ملابس سيدة في المعتقل .. وهذه حقيقة علاقة موته بتنحي مبارك .. قصص حزينة في حياة الفنان علي الشريف

علي الشريف
علي الشريف

هو فنان مبدع ملامحه، ملامحه أهلته لأدوار الشر في الكثير من أعماله، فهو النصاب، والشرير والقاسي في معظم أعماله .. شخصيته الحقيقة تختلف عن ذلك تماما ..الفنان الذي نتحدث عنه هو علي الشريف الذي عُرف بإنسانيته وطيبة قلبه، ليس فقط لكونه من الأشراف، فهو من نسل الإمام الحسين، بل لأنه تمتع بشخصية مميزة هادئة الطباع، وهو ما أكدته زوجته، وكل من حوله، فقصة حياته أشبه بعمل درامي حزين منذ نعومة أظافره وحتي موته ومن خلال هذا التقرير نستعرض أهم هذه المآسي.

وُلد علي الشريف في 23 يونيو عام 1934 وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1965، وعمل موظفاً في أحد البنوك، بعد أن قرر تغيير مجال دراسته حتى يتفرغ للعمل السياسي، وهو ما دفعه للتحويل من كلية الهندسة إلى التجارة واعتُقل بسبب عمله السياسي في الستينيات إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

اهتمام علي الشريف بالسياسة ذهب به إلى معتقل الواحات في فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، لمدة 6 سنوات بتهمة الانضمام لتنظيم شيوعي سري يهدف لقلب نظام الحكم، وهناك تعرف على حسن فؤاد وعبدالرحمن الشرقاوي وأحمد فؤاد نجم والمفكر محمود أمين العالم والنحات حسن فؤاد، وقام في المعتقل بارتداء ملابس امرأة ليجسد شخصية ضمن عملي روائي وهو "مأساة الحلاج" التي كتبها صلاح عبدالصبور، حيث أنه كان لا يوجد اي شي ترفيهي داخل المعتقل، ورغم خروجه من المعتقل والعيش في حياة كريمة ورغدة إلا أنه كان يكره غلق الأبواب والظلام لأن هذه الأشياء كانت تذكره بأيام المعتقل، وتحولت إلي فوبيا.

جاءت بدايات علي الشريف الفنية عندما اختاره المخرج الراحل يوسف شاهين لتأدية شخصية (دياب) في فيلم الأرض في العام 1970، ومن بعدها أدى العديد من الشخصيات المساعدة في السينما في فترة السبعينيات والثمانينيات، وعرفه الجمهور في شخصية المعلم والرجل الشرير ذي الصوت الأجش والإطلالة القوية، لكنه أبدع في دور “عنتر”، في فيلم “ليلة شتاء دافئ” مع الزعيم عادل إمام ويسرا.

من أهم أعمال علي الشريف الفنية مسلسل "أحلام الفتى الطائر"، "دموع في عيون وقحة" (المعلم صاحب القهوة)، مسلسل "الأيام" عن قصه حياة عميد الأدب العربي طه حسين، ولعب فيه دور شيخ الكُتاب

حتي الحب في حياة علي الشريف كان مآساة فقد صرحت زوجة الشريف خضرة إمام وهي ابنة خاله، في أحد حواراتها الصحفية، بأن قصة حبهما بدأت عندما كان يذاكر لها في الثانوية العامة، حيث كان يكبرها بـ18 عاماً.

وعندما أراد الزواج منها رفضت عائلته بسبب ميوله السياسية التي أدت لاعتقاله لمدة طويلة، ولكنها أصرت على أن تتزوجه،
وتزوجا عام 1972 وعاشا حياة زوجية ناجحة مع أبنائهما الستة ثلات بنات وثلاثة أولاد.

تحدث حسن الشريف ابن الفنان علي الشريف في أحد البرامج التلفزيونية قائلاً: عاصرت والدي لمدة 15 عاماً حتى وفاته في 11 فبراير 1987، وأنا أعتز بهذا التاريخ، لأنه نفس اليوم الذي سقط فيه النظام، "نظام مبارك" وتنحي عن الحكم وقد كنت في التحرير ثائراً وأجد نفسي مثل أبي فقد كان ثائراً أيضاً.

وفي أخر حياته لم تفارقه الدراما أيضا، فكانت له قصة غريبة مع الموت، إذ قال لزوجته السيدة خضرة: "سأموت غدًا"، وبالفعل مات في اليوم التالي، وكان آخر ما قاله: "مدد يا حسين"، إذ كان يقرأ في كتاب "مقتل سيدنا الحسين" وانفعل حين قرأ عن لحظة مقتل الحسين، وطلبت منه زوجته أن يذهب للطبيب، لكنه رفض وطلب منها ألا تذهب للعمل لأنه سيموت

وقالت زوجته في حوار لها: "وصاني على الأولاد، وطلب ألا أصرخ وقت وفاته وأعلمني بكل شيء ماله وما عليه، ثم قام وردد الشهادتين وقال بعدها: يا حسين مدد جايلكم يا أهل البيت، ثم رقد على السرير وسندت رأسه وأحسست بثقلها فقال لي: خلاص أنا في البرزخ ثم توفي رحمة الله عليه وسط ذهولي، ولكن طريقة موته أذهبت عنى نصف حزني”.

تم نسخ الرابط