فقد نجليه الأول علي يد الموساد والثانى في حرب أكتوبر وترك الطب من أجل الفن.. محطات في حياة رائد الكوميديا السيد بدير
تحل اليوم ذكري وفاة واحدًا من أهم نجوم الكوميديا علي مر العصور فهو شارك في الكثير من الأعمال التي تركت بصمة خاصة في تاريخ الفن، وقدم خلالهم العديد من الشخصيات المتميزة، فبجانب التمثيل عمل في التأليف والإخراج فكان متعدد المواهب وأحسن استغلال موهبته فصنع نجمه وأصبح واحدًا من أشهر كوميديانات السينما المصرية، أنه الفنان القدير السيد بدير.
١) ولد الفنان السيد بدير في ١١ يناير عام ١٩١٥، في قرية "أبوشقوق" التابعة لمحافظة الشرقية وسط أسرة متوسطة الحال، بعد تخرجه من المدرسة قرر أن يلاحق بكلية الطب البيطرى في عام ١٩٣٢، وبعدما مضي ٥٠ يومًا شعر أنه يسير في الطريق الخطأ فترك الطب وقرر أن يكتشف الفنان الكامن بداخله.
٢) بدأ حياته العملية مترجم ومؤلف، وبعد ذلك أنطلق بدير في عالم التمثيل والإخراج، وقد عرفه الجمهور العربي بشخصية "عبدالموجود ابن كبير الرحيمية" تلك الشخصية التي قدمها على شاشة السينما فى فيلم "لسانك حصانك" عام ١٩٥٣ وجعلته يسكن قلوب الجمهور.
٣) وفى عام ١٩٣٧ قرأ السيد بدير إعلانًا فى إحدى الجرائد نشرته الممثلة والمنتجة أمينة محمد خالة أمينة رزق تطلب فيه ممثلين من الشباب والوجوه الجديدة للعمل فى فيلم جديد تقوم بإنتاجه، وبالطبع تقدم بدير، ضمن كوكبة من الشباب الباحثين عن فرصة لدخول الفن، وتم قبوله ليحظى بدور صغير كزبون فى ملهى ليلى يشاهد الراقصة بطلة الفيلم ويردد خلاله بضع كلمات وليشارك كذلك فى إنجاز قصة وسيناريو وحوار الفيلم إلى جانب أحمد كامل مرسى، والسيد حسن جمعة، وقد قامت ببطولة الفيلم وأخرجته امينة محمد، وشاركها البطولة حسين صدقى فى أول بطولة مطلقة له بالإضافة إلى حكمت فهمى.
٤) بعد هذا الفيلم شارك السيد بدير فى فيلم "شىء من لا شىء" ثم شارك فى فيلم "وحيدة" عام ١٩٤٤، لينفتح أمامه باب الفن واسعًا مرحبًا بمواهبه الكثيرة المتعددة، فشارك بعدها مباشرة فى فيلم "السوق السوداء" عام ١٩٤٥، وهو الفيلم الذى سبق عصره فنيًا رغم فشله جماهيريًا وقت عرضه.
٥) بينما بدأت تجربته اﻹخراجية من خلال مسرحية "صاحب الجلالة" عام ١٩٥٥، لتتوالى أعماله بعدها والتى من أبرزها "سكر هانم، أم رتيبة، نصف عذراء، حب وخيانة"، كهرمانة، الزوجة والعذراء، غلطة حبيبى".
٦) أما فى التليفزيون فقد كان لبدير أيضًا اسهاماته المتنوعة فأسهم بشكل كبير فى النهوض بمسرح التليفزيون فى بداياته، كما أبدع وشارك فى عدد من المسلسلات التليفزيونية مثل: "برج الحظ، ولا يا ابنتى" وإن كانت أعماله فى الدراما التليفزيونية هى الاقل فى مجالات إبداعه المختلفة.
٧) ومن أبرز الأفلام الذي قام بكتابتها: "حكم القوي، حميدو، بياعة الخبز، جعلوني مجرما، فتوات الحسينية، شباب امرأة ورصيف نمرة"، وكان فيلم "السلخانة" هو آخر كتاباته عام ١٩٨٢.
٨) تزوج السيد بدير، من إحدى أقاربه، وأنجب منها ثلاث أبناء، كان أشهرهم ابنه سعيد السيد بدير، و هو عالم مصري تخصص في مجال الإتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي، والذي ولد في روض الفرج بالقاهرة في ٤ يناير ١٩٤٩ و توفي في ١٤ يوليو ١٩٨٩ بالإسكندرية في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية اغتيال من قبل الموساد، ومن حسن الحظ لم يشهد السيد بدير هذه الواقعة حيث كان قد توفي قبلها بحوالي ثلاث سنوات.
٩) ثم تزوج الفنان الراحل من النجمة شريفة فاضل، علي رغم فارق السن بينهما وكانت في بداية مشوارها الفني ووقف بجانبها وساندها حتى حققت الشهرة والنجاح وأنجب منها ولدًا أستشهد في حرب أكتوبر عام ١٩٧٣، الأمر الذي أصابه بالحزن الشديد، وساهم في تدهور حالته الصحية، وغنت له أمه شريفة فاضل أغنيتها الشهيرة "أم البطل" التى كتبتها الشاعرة نبيلة قنديل فى نصف ساعة وكانت شريفة تبكى وتعانى كلما غنت هذه الاغنية.
١٠) وتولى بدير العديد من المناصب حيث عمل مستشارًا فى الإذاعة والتليفزيون ثم ادارة الهيئة العامة للسينما والمسرح، توفي سيد بدير في ٣٠ أغسطس ١٩٨٦ بعد أن نال تكريمات متعددة منها وسام الجمهورية ووسام الإستحقاق من الطبقة الأولى وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون، رحل حزينًا قبل أن يرى فجيعته الثانية فى نجله العالم الكبير.