الأمطار أفسدت أول قصة حب في حياة ”فراشة السينما” زهرة العلا.. اعرف الحكاية
أمتعت جمهورها لسنوات طويلة بفنها الراقي وأدائها المميز فهي كانت تمتلك كل مقومات البطولة المطلقة لكنها دائمًا كانت تفضل الأدوار المساعدة، أحب المشاهدين بساطتها وتلقائيتها التي اشتهرت بها إلى جانب وجهها الهادئ وملامحها الخجولة، فهي واحدة من أبرز نجمات السينما الكلاسيكية أنها الفنانة زهرة العلا.
وفي إحدى حوارتها النادرة حكت الفنانة زهرة العلا مغامرتها مع المطر، قائلة أنها عندما كانت صغيرة لم تعرف في حياتها سوي المنزل والمدرسة لذلك كانت علاقتها محدودة للغاية، وكان أول حب فى حياتها شابًا صغيرًا مثلها كان ينتظرها كل صباح ويسير خلفها حتى تصل إلي المدرسة، وكذلك بعد إنتهاء اليوم الدراسى يسير خلفها حتى تصل إلي المنزل".
وتابعت أن ذات صباح اقترب الشاب منها وأعطاها خطابًا وأختفي بشكل سريع، وكان الخطاب مليئًا بكلمات الحب وأبيات الشعر، وطلب فيه الشاب أن تتقابل معه فى اليوم التالى، فوافقت أن تقابله".
حيث ارتدت زهرة العلا فى اليوم التالى أجمل فساتينها تحت مريلة المدرسة، وبعد إنتهاء اليوم الدراسى خلعت المريلة واتجهت نحو مكان اللقاء المحدد مسرعة للقاء الحبيب الأول، وكانت السماء تمطر.
وأضافت زهرة العلا مستكملة تفاصيل المغامرة أنها اندفعت مسرعة ولكن تعثرت قدمها ووقعت على الأرض وانفتحت رأسها، ولم تشعر بنفسها إلا وهي على السرير فى منزلها ورأسها كله ملفوف فى ضمادات بيضاء، واعتبر الحبيب الصغير عدم ذهابها للموعد جرحًا فقاطعها وانتهت قصة الحب قبل أن تبدأ.
ولدت الفنانة زهرة العلا في ١٠ يونيو عام ١٩٤٣ بمحافظة الإسكندرية، وعاشت حياتها في حي محرم بك، حيث كانت دائمة التنقل من محافظة إلى أخرى وهذا تبعًا لظروف عائلتها حيث أنها نشأت وسط أسرة متوسطة الحال وكان لديها خمسة أخوات، وأثناء تواجدها في القاهرة استطاعت أن تحصل على دبلوم في الفنون المسرحية.
عشقت التمثيل منذ طفولتها لدرجة جعلتها تكون فرق للتمثيل وتشرف عليها بنفسها في مدرستها وعلى الرغم من صغر سنها في أن تقوم بمثل هذا العمل إلا أن فرق التمثيل التي كونتها وأشرفت عليها دخلت في مسابقات ونالت إعجاب الجميع وحصلت على المركز الأول.
اكشفها يوسف وهبي وتعلمت علي يداه أصول الفن، وانضمت إلي فرقته المسرحية وهي في الرابعة عشر من عمرها، ثم انتقلت إلى فرقة "زكي طليمات" وشاركت في عدة مسرحيات أبرزها: "حورية من المريخ، ومريضة بالوهم، والبخيل، و٧ فرخات وديك، وفتش عن المرأة"، ثم اتجهت إلى فرقة إسماعيل ياسين.
في ١٩٥١ أتجهت زهرة العلا إلي السينما وكان أول أفلامها "خدعني أبي، ثم عرفها الجمهور من خلال فيلم "أنا بنت ناس" ثم التقت من جديد بالفنان إسماعيل ياسين وكونت معه ثنائيًا متميزًا وقدموا سلسلة أفلام سينمائية ناجحة وكان أول عمل جمع بينهما في عام ١٩٥٤ "بحبوح أفندي" وبعد ذلك توالت الكثير من الأفلام التي جمعت بينهما من أشهرها: "إسماعيل ياسين في الأسطول، ملك البترول، أبو عيون جريئة، زوج بالإيجار، المجانين في نعيم" وغيرها من أفلام البطولة الثنائية الناجحة.
تزوجت الفنانة زهرة العلا من الفنان صلاح ذو الفقار واستمر هذا الزواج عام واحد فقط، وفي المرة الثانية تزوجت من المخرج الكبير حسن الصيفي وأنجبت منه ابنتان واللاتي أسمائهن أمل ومنال التي أحبت العمل في مجال الإخراج مثل والدها.
وقررت الفنانة الجمغ اعتزال الفن بعد عودتها من أداء فريضة الحج في بداية التسعينات، وخاصة بعد إصابتها بجلطة حيث قررت عدم العمل وهي مريضة حتي لا تثير الشفقة ولم تتمكن من حضور حفل تكريمها كفنانة وأم مثالية الحفل الذي أقامه المركز الكاثوليكي بمناسبة عيد الأم في عام ٢٠١٠، وتم تكريمها في منزلها، وسلمها الأب بطرس دانيال درعًا تقديرًا لمسيرتها الفنية.
وتوفيت زهرة العلا في عام ٢٠١٣ عن عمر يناهز ٧٩ عامًا بعد معانتها مع المرض حيث أنها أصيبت في أواخر أيامها بالشلل الذي ألزمها الفراش لمدة طويلة، وتم دفنها في مقابر عائلة زوجها حسن الصيفي بمنطقة الغفير.