حقيقة حكاية فاطمة بنت سويلم ”اليتيمة ”التى كان عبد الناصر وكيلها عند عقد قرانها
جبر الخواطر من سمات العظماء، وكلمة السر التى تتحقق بها السعادة الكاملة لدى الكثير من البسطاء، وفاطمة بنت سويلم من هؤلاء اللذين دب الله فيهم الروح عندما بعث لها زعيم من هؤلاء العظماء ليعوضها فى يوم زفافها عن فقدان أبويها.
لم يرد بخلد الفتاة الفقيرة يتيمة الأبوين أن رسالتها التى كتبها للرئيس "عبد الناصر" تسطر فيها قصتها ستصل إليه، وسوف يقوم بتحقيق أكثر مما تتمناه فى ليلة عمرها، ويصبح هو بنفسه وكيلا عنها ووليا لأمرها، ويضع يده فى يد عريسها، تلك اللحظة التى أسعدت قلب فاطمة بنت سويلم لم تمحوها الايام من ذاكرتها، وراحت تروى ما حدث بينها وبين الزعيم لأبنائها وأحفادها بكل فخر وعزة.
ولدت فاطمة عيد سويلم، فى إحدى قرى محافظة المنصورة، وتولت تربيتها "عمتها" بعد وفاة والديها، وعندما اشتد عودها وأصبحت فى سن الزواج، تقدم لخطبتها شاب من نفس القرية، لكن والدته لم تبارك الزيجة ورفضتها رفضا تاما بحجة أن الفتاة يتيمة وبلا عزوة شعرت فاطمة فى تلك اللحظة باليتم وقلة الحيلة، ولم تجد أمامها سوى عمدة القرية فذهبيت إليه، راجية منه أن يكون وكيلها عند عقد قرانها، لكنه سخر من مطلبها وقابله بالرفض، فلجأت إلى مأمور المركز، لكنه رفض هو الآخر .
جلست الفتاة تبكى على أبويها بعدما كسر العمدة والمأمور خاطرها، ووجدت نفسها تكتب إلى الرئيس جمال عبد الناصر رسالة تروى له قصتها وترجوه أن يطلب من العمدة أن يكون وليا لأمرها، وكان عبد الناصر يحرص على قراءة الرسائل التى يكتبها له أفراد الشعب بنفسه، ويطلب من سكرتيره الشخصي "محمود الجيار "، حل أي مشكلة، لكنه عندما قرأ رسالة الفتاة اليتيمة، تأثر كثيرا وأجرى اتصالا بمحافظ المنصورة وطلب منه أن يذهب إلى القرية التى تعيش فيها الفتاة، ويصطحب معه عدد من شخصيات المحافظة، ويطلب من العمدة نصب صيوان فرح وينتظر هناك ومن معه لأن مندوب من رئاسة الجمهورية سيحضر في ذلك اليوم بعد صلاة الظهر، ثم إتصل عبد الناصر بشيخ الأزهر و طلب منه الحضور إلى القصر الجمهوري صباح ذلك اليوم و كان محمود الجيار قد إشترى قطعة ذهب بقيمة 25 جنيهاً دفع عبد الناصر ثمنها من جيبه الخاص.
وعند صلاة الظهر كان عبد الناصر وشيخ الأزهر ومحمود الجيار، أمام منزل العمدة وعندما ترجل من السيارة صعق المحافظ ومن في صحبته، وطلب عبد الناصر من العمدة شخصياً أن يذهب و يحضر الفتاة و خطيبها ووالدته، ووقف عبد الناصر وقال للشاب أنا وكيل وولي أمر فاطمة فهل تقبل زواجها، وتم عقد القران ، وكان عبد الناصر وكيلا عن العروس، ومحمود الجيار ومحافظ المنصورة، شاهدين على العقد .
هذه القصة تم تداولها بشكل كبير على صفحات السوشيال ميديا، وحظيت بالكثير من المشاركات لما تحمله من معانى إنسانية رائعة ومشاركة مجتمعية فى غاية الجمال من الزعيم عبد الناصر، ولكن بعد البحث والتدقيق اتضح أن هذه القصة لم يتم تأريخها أو توثيقها ولا وجود لاسم "فاطمة سويلم" بطلة القصة سوى على صفحات السوشيال ميديا