ما حكم التوسل بالأنبياء والصالحين ؟..المفتي الأسبق يرد

نصر فريد واصل المفتي
نصر فريد واصل المفتي الأسبق

ورد سؤال إلي دار الإفتاء المصرية مفاده"هل التوسل بالأنبياء والصالحين يعد شرك بالله؟".

وأجاب الدكتور نصر فريد محمد واصل ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتي الجمهورية الأسبق، علي السؤال في الفتوي التي تحمل رقم 542 قائلاً "إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 35] ،فالوسيلة هي ما يتقرب به إلى الغير، والمراد بها في الآية: كل عمل طيب يُتَقَرَّبُ به إلى الله تعالى، ومراعاة سبيله بالعلم والعبادة.

وأضاف في الحديث الشريف: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم.

وأشار إلي أن ما سبق يوضح أن للأنبياء والمرسلين شفاعةً، ويُلحقُ بهم الأولياء والصالحون، وهذا باتفاق في حال حياتهم ويوم القيامة، أما بعد مماتهم: فعلماء الأمة سلفًا وخلفًا يجيزون التوسل والاستشفاع بالأنبياء والصالحين والأولياء بعد مماتهم، ولم يخالف في ذلك إلا ابن تيمية ومن حذا حذوه.

وقال المفتي الأسبق "نحن نرى أنه لا حرمة ولا كراهة في التوسل والاستشفاع بهم كأن يقول المتوسل أو المستشفع: اللهم ببركة هذا النبي أو هذا الولي أكرمني أو وفقني لصالح الأعمال ونحو ذلك، وليس في هذا العمل شرك بالله والعياذ بالله، مبيناً أن المسلم الذي يعتقد في التوسل بالأنبياء والأولياء عقيدته صحيحة وسليمة ما دام يعلم تمام العلم أن النافع والضارَّ والمعطي والمانع هو الله وحده لا شريك له في ملكه، وأن التوسل بالأنبياء والأولياء إنما يُقصَدُ به التقرب إلى الله عز وجل؛ لقربهم ومكانتهم عند الله جل شأنه، وأن لهم شفاعة منَّ الله عليهم بها.

تم نسخ الرابط