صلاة يغفلها كثيرون..معلومات لا تفوتك عن قيام الليل

قيام الليل
قيام الليل

حث النبي على صلاة قيام الليل ورغّب فيها، فقال عليه الصلاة والسلام: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد"، وقد يشغل ذهن البعض العديد من التساؤلات حول هذه الصلاة ووقتها وكيفية أدائها..وهو ما نجيب عليه في التقرير التالي:

عرف الفقهاء قيام الليل بأنه قضاء الليل ولو ساعة وذلك بالصّلاة وقراءة القرآن، ولا يشترط أن يكون مستغرقاً لأكثر الليل، وهو أحد أسرار الطُمأنينة والرِّضا في قلب المؤمن، وهو من النوافل.

وقت قيام الليل:

يبدأ وقت صلاة القيام من بعد صلاة العشاء، وينتهي مع صلاة الفجر، ومن أفضل أوقاتها الثلث الأخير من الليل، وذلك لأن الله تعالى يتنزل إلى السماء الدنيا فيقول: “هلْ مِن سائِلٍ يُعْطَى؟ هلْ مِن داعٍ يُسْتَجابُ له؟ هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ له؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ” [المحدث: مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح]. ومع ذلك فإنّ صلاة المسلم في أي وقت فقد نال أجر القيام واتباع السنة، فإن الله تعالى لا يريد أن يشق على المسلمين.

عدد ركعاتها:

لا يوجد عدد محدد من الركعات لقيام الليل، فهي عدد مطلق غير محدد وذلك حسب قدرة كل شخص، أقلها ركعتين وأوتر بواحدة، وله أن يزيد، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يزيد عن 11 ركعة، يطيل في القراءة والركوع والسجود، فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلكَ صَلَاتَهُ يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِن ذلكَ قَدْرَ ما يَقْرَأُ أحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً، قَبْلَ أنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، ويَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ حتَّى يَأْتِيَهُ المُنَادِي لِلصَّلَاةِ” [المحدث : البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. وقد اختلف الفُقَهاء حسب المذاهب في الأكثر من عدد ركعاتها، فقال الحَنفيّة: أن أكثرُها 8 ركعات، وقال المالكية: أن أكثرُها 12 ركعة، وقال الشافعية: أن لا حصر لعدد ركعاتها.

النية:

هي أن تنوي بقلبك صلاة القيام، ولا يشرع التلفظ بها؛ إذ لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه

كيفية صلاة قيام الليل:

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة القيام تكون مثنى مثنى، أي صلاة ركعتين والتسليم والإتيان بركعتين بعدهما وهكذا، وفي النهاية يتم ختمها بصلاة الوتر، والتي أقلها ركعة واحدة وأكثرها 11 ركعة، فقد ورد عن النبي في الحديث الشريف الذي رواه ابن عمر، فقال: “…ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ، قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً…” [المحدث: البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويقرأ المسلم في الصلاة ما يشاء، ويطيل القراءة والركوع والسجود كما يشاء.

ولكن هناك بعض الأسباب كالتي قد تعاني منها النساء بشكل خاص وهي وقت الحيض والنفاس، وفي هذا الوقت لا تستطيع الصلاة، ولذلك يمكنها قيام الليل بقراءة القرآن من الحفظ، والتسبيح والدعاء.

 

الأدعية والأذكار التي تقال في صلاة القيام:

منها دعاء الاستفتاح، وله صيغ عديدة منها ما أخرجه (البخاري) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قيِّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت؛ فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت - أو: لا إله غيرك - ولا حول ولا قوة إلا بالله"، ومنها: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم"؛ (رواه مسلم) عن عائشة.

ومن أدعية السجود: "اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"؛ (رواه مسلم) عن عائشة.

ومنها دعاء الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمت توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت"؛ (رواه أحمد وأبو داود) من حديث الحسن بن علي.

تم نسخ الرابط