حكايات وأسرار فى حياة رجل الساعة ”على باشا ماهر ”الذى شغل منصب رئيس الوزراء 4 مرات
تحل علينا اليوم ذكرى وفاة علي باشا ماهر، رئيس وزراء مصر، صاحب لقب رجل الساعة و الأزمات، وهو سياسي مصري شركسي، تميزت نشأته داخل أسرة سياسية لها أذرع قوية فى الحكومة، فكان والده وكيلا لوزارة الحربية، وصاحب مواقف وطنية لا يستهان بها، وشغل أيضا منصب محافظ القاهرة، واجتمع على باشا ماهر، وشقيقه على كرسى رئاسة الحكومة لحقبة طويلة من الزمان، بينما اختلفت سياساتهما فى إدارة الأزمات، حيث تميز كثيرا على عن شقيقه أحمد، الذى خلفه فيما بعد، وهو ما مكنه من شغل منصب رئيس وزراء مصر لمدة أربع مرات، وكان أول أستاذ للقانون الدولي العام في الوطن العربي، وتولى شقيقه أحمد ماهر باشا، رئاسة الوزراء، واعتقله مصطفى النحاس باشا أثناء الحرب العالمية الثانية بتهمة موالاته للمحور .
على ماهر، صاحب تاريخ مشرف سياسيا واجتماعيا، وعلميا، حيث درس القانون في مصر و فرنسا وعمل بعد تخرّجه بالتدريس في مدرسة الحقوق وتدرج فى المناصب حتى أصبح مديرا لها كما عمل أيضا في مجال المحاماة والقضاء، وكانت لحظة انضمامه إلى حزب الوفد المصري عند تشكيله في أعقاب الحرب العالمية الأولى، لحظة فارقة فى تاريخه السياسى والنضالى، حيث عمل في صفوف الثورة الوطنية المصرية برئاسة الزعيم سعد زغلول باشا عام 1919، وعوقب بالقبض عليه وتم نقله إلى مدينة الأقصر بعد انضمامه لحزب الوفد، باعتباره كان أكثر الأحزاب المعارضة للنظام الملكي وقتها، وبعد فترة أعلن الانشقاق عن حزب الوفد والانضمام إلى صفوف حزب الأحرار الدستوريين ثم إلى حزب الاتحاد .
تولّى على ماهر باشا، المناصب الوزارية في مختلف الوزارات المصرية نحو 23 مرة خلال حياته السياسية بالإضافة إلى تكليفه أربع مرات برئاسة الوزراء، كما أنه شغل منصب رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فؤاد وحصل على نيشان فؤاد الأول ، واشتهر بدهائه السياسي وحسن معالجته للأمور حتى أطلق عليه الساسة لقب رجل الساعة في مصر و رجل الأزمات تعبيرا عن حنكته وقدراته السياسية الفائقة، وتم تعيينه عضوا ثم رئيسا للجنة مشروع الدستور المصري خلال عام 1953، ورحل علي باشا ماهر في 25 أغسطس 1960 في مدينة القاهرة، تاركا خلفه تاريخا من السياسة والسيرة الطيبة لمسئول حكومى من طراز فريد.