”تسببت له في علقة ساخنة وأشقاءها لقنوه درسًا لم ينساه”.. حكاية طالبة الثانوي التي حولت حياة شكري سرحان إلي جحيم
يعتبر من أهم فنانيين السينما المصرية في القرن العشرين، والذي لقب بفتى الشاشة العربية حيث شارك في الكثير من الأفلام الهامة وقدم خلالهم أدوار متنوعة تركت بصمة خاصة في تاريخ الفن، وتعد أعماله من علامات السينما العربية، وحصل خلال مشواره علي العديد من التكريمات الدولية والمحلية أنه الفنان شكري سرحان.
كان يحرص فتي الشاشة الأول علي أن يقضي بعض الأوقات مع عائلته بعيدًا عن العمل وضغط التصوير، ففي كل صيف كان يسافر إلي الإسكندرية ورأس البر ليستجم على شواطئ البحر، وخلال هذه الفترات تعرض سرحان للعديد من المواقف التي ذكرها في إحدى حواراته النادرة وهذا ما سنتحدث عنه خلال السطور المقبلة.
في عام ١٩٥٥ أثناء دراسته في معهد التمثيل، سافر الفنان شكري سرحان إلى مدينة رأس البر ليستجم فترة قصيرة ويعود مرة أخرى إلى القاهرة، وهناك جلس على الشاطئ بملابس البحر ليستمتع بجمال أشعة الشمس وصوت الأمواج.
وأثناء إنسجام سرحان، علي شاطئ البحر ظهرت فتاة تجلس بالقرب منه وابتسمت له وحيته وكأنهما أصدقاء، وبالفعل دار بينهما حديث عرف من خلاله أنها طالبة في إحدى المدارس الثانوية بالقاهرة، وعادة ما تراه أثناء ذهابه وعودته للمعهد.
وخلال حديثهما اتفق سرحان مع الفتاة على المقابلة بعد عودتهما إلى القاهرة، وحتى تعرف أنه وصل إلى منزلها اتفقا على "صفير" معين يقوم بها وحينها هي تنزل من منزلها، وبالفعل ذهب في الموعد لمنزل الفتاة ولكن انتظره أشقائها الأربعة لينهالوا عليه بالضرب والصفع، ليحصل على "علقة سخنة بدلًا من مقابلة غرامية".
ولد الفنان شكري سرحان بمحافظة الشرقية في ١٣ مارس ١٩٢٥، وخاض أولي تجاربه السينمائية من خلال فيلم "لهاليبو" مع نعيمة عاكف، ثم اختاره يوسف شاهين لفيلمه ابن "النيل" فكانت الانطلاقة الحقيقية لنجوميته ثم توالت عليه أدوار البطولة في أعمال سينمائية.
خلال مسيرته الفنية شارك فتي الشاشة العربية في أكثر من ١٥٠ فيلم سينمائي منهم "درب المهابيل، والطريق المسدود، وإحنا التلامذة، والسفيرة عزيزة، وشىء في صدرى، ورحلة داخل امرأة، وعودة الابن الضال، وزائر الفجر، وقنديل أم هاشم، والبوسطجى، ولا تطفئ الشمس" وغيرهم.
تزوج شكري سرحان مرتين فقط، الأولى من راقصة أرمينية هي هيرمين وذلك في عام ١٩٥٢ واستمر الزواج لمدة عامين، قبل أن تبدأ المشاكل ليتم الإنفصال وقد بكى كلاهما أثناء الطلاق وأهداها الورود مع ورقة الطلاق، وبعدها قرر أن يتزوج من خارج الوسط الفني، فتزوّج من ناريمان عوف وهي أم أبنائه صلاح، ويحيى.
كُرّم شكري سرحان من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوسام الدولة، وحاز على جائزة أفضل ممثل ثماني مرات عن أفلامه الشهيرة، وأفضل ممثل من المهرجان الآسيوي الأفريقي عن دوره في فيلم "قيس وليلى"، لكن التكريم الأهم والذي رد له الإعتبار بعد خمس سنوات من اعتزاله التمثيل وابتعاده شبه التام عن الأضواء كان تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي له عن مجمل مشواره في سياق مئوية السينما المصرية.
اعتزل شكري سرحان الفن والأضواء في عام ١٩٩٢، وتفرغ لقراءة القرآن الكريم ولقب بعاشق القرآن حتى توفي ١٩ مارس عام ١٩٩٧ تاركًا خلفه العديد من الأعمال، التي خلدته في تاريخ الفن المصري والعربي.