رجل الظل .. الملف السرى لنديم قلب الأسد فى المخابرات المصرية
فرعون قلب الاسد، ذئب المخابرات الأسمر، نديم هاشم، محمد نسيم، كلها أسماء أطلقت على ضابط المخابرات المصرى كامل الأوصاف ،الذى فتن الصهاينة بعقليته الجبارة وشجاعته التى أبهرت الجميع ، كان يعمل فى صمت لدرجة أن المصريين تعرفوا على شخصية "نسيم"، من خلال دور "نديم "، الذى قام به الفنان القدير نبيل الحلفاوى فى مسلسل ” رأفت الهجان"، الذى جسد الشخصية باقتدار بالغ، فى واحد من أعظم أدواره على الاطلاق لا سيما وأن نبيل الحلفاوى كان يشبه الشخصية الحقيقية فى الشكل والأداء إلى درجة مذهلة .
كان نسيم يمتلك قلب الأسد، كما أطلق عليه رفاقه، وعقل الثعلب، وصبر الجمال، وإصرار الأفيال كان نادرا بحق، رجل من طراز خاص، الموجز من جانبها تستعرض جزء من حياة ضابط المخابرات المصرية، وبطل مصر في المصارعة الحرة والملاكمة.
تخرج "محمد نسيم "، من الكلية الحربية عام 1951، وكان من الابطال الذين شاركوا فى حرب 1956، ثم انتقل إلى العمل فى جهاز المخابرات العامة أوخر عام 1956 ومطلع عام 1957 وهى نفس الفترة التى تلت العدوان الثلاثى "حرب السويس فى المراجع الاجنبية"، والتى بدأت فيها عملية إعادة بناء المجتمع الأمنى فى مصر "الأجهزة الداخلية والخارجية" ، بقيادة اللواء "العقيد وقتها"، صلاح نصر.
وكانت أولى عمليات محمد نسيم التى أكسبته سمعته الرهيبة بين رفاقه، إعادة تأهيل وتدريب العميل المصري الأشهر ” رفعت الجمال ” الشهير باسم ” رأفت الهجان".
بدأ محمد نسيم العمل فى القطاع العربى وكانت مهمة هذا الجهاز هى جمع معلومات اجتماعية وسياسية واقتصادية من الوطن العربى تفيد القيادة السياسية فى توجيه الخطاب السياسي إلى هذا القطاع، الذى كان يعتبر من أنجح القطاعات ويمكن تقدير هذا النجاح عن طريق معرفة شعبية الرئيس جمال عبد الناصر فى الوطن العرب من هذه الفترة.
وبعد إنتهاء الوحدة الوطنية مع سوريا عام 1961، سافر نسيم إلى بيروت ليدير منطقة المشرق العربي من هناك، وهو من قام بعملية تهريب عبدالحميد السراج، من سجن "المزة "؛فى دمشق بعد أن تسلل إليه فى ملابس حراس السجون ودخل زنزانة السراج وتمكن من تهريبه إلى بيروت وبعد أيام معدودة على الأصابع كان السراج فى القاهرة .
كما تعرض نسيم لعملية اختطاف في بيروت دبرها خصوم الزعيم جمال عبدالناصر، ولكن المدهش أن نسيم خطف الخاطف ووضعه فى طائرة حملته إلى القاهرة.
شارك ضابط المخابرات الأسمر فى التخطيط لعملية الهجوم علي ميناء إيلات، كما أنه من قام بزرع العميل كيتشوك مساعد المصور المشهور (Armani) فى إسرائيل.
نسيم صاحب عملية الكشف عن صفقة الطائرات الفرنسية لإسرائيل عام 1962، كما أنه أدار عملية تدمير الحفار الإسرائيلي فى ميناء ساحل العاج من فندق علي البحر .
قلب الاسد كان يتلقى الأوامر والتعليمات من الرئيس جمال عبد الناصر، بصفة شخصية وبشكل مباشرة وبناءا على تعليماته قام بإلقاء القبض عن "إيلي كوهين"، الجاسوس الإسرائيلي في سوريا وسلمه للسلطات السورية وبعد سجل حافل بالانتصارات، فارق نسيم الذى وصفه الموساد الإسرائيلى، بالضابط كامل الأوصاف عام 2000 ، في هدوء تام وبلا شهرة أو ضجيج إعلامى.