انتمائه للتيار الناصري أثر علي أعماله وأطلق عليه ”عفريت” نجيب محفوظ و”حديث الصباح والمساء” أشهر اعماله.. معلومات عن العراب محسن زايد
تحل اليوم ذكري ميلاد الكاتب محسن زايد الذي يعتبر من رواد كتاب السيناريو المميزين في الدراما التلفزيونية المصرية، وعلي الرغم من أن أعماله لم تتجاوز الـ ١٦ إلا أنه ترك بصمة خاصة في تاريخ الفن، كما أن اسمه ارتبط دائمًا بالأديب العالمى نجيب محفوظ، لأنه قدم أعماله الأديبة فى الدراما المصرية كما لم يقدمها أى كاتب سيناريو آخر، وفي السطور المقبلة يرصد "الموجز" أبرز محطاته الفنية.
ولد الكاتب محسن زايد في مثل هذا اليوم عام ١٩٤٤ بحى السيده زينب بالقاهرة، عشق الكتابة منذ طفولته لذلك كان يقضي أوقات كبيرة خلال مرحلة دراسته بالمدرسة في القراءة وكتابة القصص الصغيرة.
بعد تخرجه من المدرسة التحق بالمعهد العالى للسينما بمصر في قسم المونتاج ثم انتقل لقسم الإخراج قبل تخرجه بعام واحد ليتخرج من قسم الإخراج.
قضى محسن زايد في الخدمة العسكرية ست سنوات، فأشترك في حربي ١٩٦٧ و١٩٧٣، مما أثر بشكل كبير في كتاباته التي تتخذ غالبًا خلفية سياسية لأحداثها، كما أن كثيرين يحسبونه على التيار الناصري.
أنطلقت مسيرة محسن زايد في كتابة السيناريوهات أثناء تأديته خدمته العسكرية، حتي أسند إليه المخرج صلاح أبو سيف كتابة فيلم "حمام الملاطيلي"، ثم تعاون معه في أفلام أخرى.
اسمه أرتبط لفترات بالأديب العالمى نجيب محفوظ، لأنه قدم أعماله الأديبة فى الدراما المصرية، فكان السيناريست الدرامى الأبرز فى عالم رواية نجيب محفوظ، وقصته القصيرة، خاصة أنه واحد من حرافيش محفوظ وكان من أقربهم إلى قلبه لذلك تشرب أدبه، فتحول إلى "عفريت" الأديب العالمى، بعدما عالج أهم أعمال صاحب نوبل، إلى أعمال درامية، تحولت بعد عرضها، إلى كلاسيكيات الدراما المصرية، بل أنه وصل لرتبة "عراب" هذا الأدب، بفهمه لفلسفة محفوظ عن الوجود، والحياة والموت والقوة والضعف والحب والكره، وكل المعانى الأنسانية المادى منها واللا معقول.
قدم الكاتب محسن زايد للشاشة الكبيرة العديد من الأعمال المميزة التي حققت نجاح جماهيري كبير أبرزها: "فرحان ملازم آدم الذي أنتج عام ٢٠٠٥ بعد وفاته، هذا بالإضافة إلى المواطن مصري، وأيوب، وقهوة الموردي، وإسكندرية ليه، والسقا مات، و"حمام الملاطيلي، وقلب الليل".
كما ترك الراحل للدراما رصيد فني مميز ومازلت أعماله عالقة في ذاكرة الجمهور حتي الآن ومن أبرز أعماله: "بين القصرين، والسيرة العاشورية، وحديث الصباح والمساء، والحرافيش، قلب الليل، والحاوي، وبنات أفكاري، ويلة الدوغري، وليلة القبض على فاطمة".
وهناك أعمال قليلة أجمع عليها محبو الدراما عبر الأجيال المتعاقبة، وكان أبرزها "حديث الصباح والمساء"، والذى صنع وكأنه مرآة للإنسانية، ترصد الحياة والموت والفرح والحزن، مغلفًا بالهوية المصرية الأصيلة، بمجتمعها وأحيائها وأهلها، يبكى الكثيرون حين يتذكرها، وبحرافية كبيرة حول محسن زايد، مجرد ورق كتبه محفوظ، إلى عالم "لحم ودم"، تعشق أبطاله وتبكى معهم وتخشى عليهم، وأحيانا منهم.
تزوج محسن زايد من خارج الوسط الفني وأنجب ثلاث أبناء هم ياسر ونشوى وشريف، ورحل عن عالمنا في ٢٧ يناير ٢٠٠٣، عن عمر ناهز الـ ٥٨ عامًا، أثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة في الإسكندرية، وكانت نجلته نشوى قد درست السيناريو وبدأت بمشروع مسلسل لوالدها، الذي توفي دون إتمامه وهو إخراج شقيقها ياسر.