آمر سعد زغلول الثوار بحمله علي الأعناق..أيام الشهد والدموع في حياة حسن فايق أبو ضحكة جنان
تميز بملامح بريئة، ونبرة صوت خاصة، وضحكة مميزة ومختلفة، أستطاع أن يمر بها إلى قلوب المشاهد، وعاش معه المشاهد أفراحه علي شاشة التلفزيون ولكن هو عاش مآساته وحيدًا، هو الفنان الراحل حسن فايق.
ولد حسن فايق محمد الخولي في 7يناير1898، بمدينة الإسكندرية، وإنتقل مع أسرته إلى حي شبرا في القاهرة، وبعد أن حصل على الشهادة الإبتدائية عمل في محل لبيع الملابس، وقد عشق الفن من خلال المطرب سلامة حجازي والذي كان صديقاً لوالده وكان يحفظ أغنياته، ولكن والده رفض عمله بالفن، وهذا ما جعله يبدأ مشواره بعد وفاة والده وبالتحديد وهو في السادسة عشر من عمره، وذلك من خلال مسرحية "فران البندقية".
وانضم بعدها لفرقة عزيز عيد، ومن ثم قام بتكوين فرقته المستقلة عام 1917، وكان من بين أعضائها حسين رياض، ويوسف وهبى، وقدم أول عروضها بعنوان "ملكة الجمال".
وتميز حسن فايق بضحكة غريبة ومميزة وقال في أحد اللقاءات، أن "ضحكته الشهيرة" كان قد أخذها من رجل عجوز شاهده يضحك في أحد الحفلات، وقرر أن تكون ضحكته في الأفلام، والتي تميز بها فيما بعد.
كان حسن فايق يؤلّف ويلحن أغنيات تنتقد الوضع السياسي والإجتماعي قبل ثورة 1919 وكان يشجع الشعب علي الثورة ضد الإستعمار، ولكنه في عام 1919 مرض بشدة فقام سعد زغلول بإرسال عدد من المتظاهرين كي يحملوه على الأعناق، من أجل أن يلقي مونولوجاته الساخرة عن الإستعمار الإنجليزي على الثوار، وأطلق عليه "الفنان الأعظم".
بدأ احترافه للسينما عام 1932، بفيلم "أولاد الذوات"، ثم شارك في العديد من الأعمال السينمائية، حيث وصل عدد الأفلام التي شارك بها إلى 160 فيلما.
ومن أشهر أعماله "كيد النساء ومعركة الحياة وبابا عريس وليلة الدخلة ودموع الفرح، وعفريت عم عبده ونشالة هانم وتاكسي الغرام، واسماعيل ياسين طرزان وإسماعيل ياسين في دمشق "والبوليس السري وأم رتيبة وأحلام البنات وقبلني في الظلام، وسكر هانم والنصاب ويا حبيبي والأزواج والصيف وحب وعذاب وجوز مراتي وألمظ وعبد الحامولي وحلوة وكدابة والزوجة الـ 13 وصاحب الجلالة والقاهرة في الليل وحكاية زواج وهارب من الزواج وخطيب ماما وذكريات التلمذة"، وفي عام 1967 قدم آخر أعماله منها "معبودة الجماهير وفوازير قمر الزمان"
تزوج حسن فايق مرتين، الأولى من السيدة نعيمة صالح، والتي عاش معها أربعين عاماً، ولديهما إبنتان "وداد" و"عليا"، وبعد وفاتها تزوج للمرة الثانية من فتاة تصغره بثلاثين عاماً، وكان عمره وقتها 60 عاماً، وهي الزيجة التي رفضتها إبنتيه فتعرض للهجوم من قبل الصحافة والإنتقادات، خصوصاً أنه كان لا يحب الحديث عن حياته الشخصية في الإعلام، ولكنه دافع عن زواجه بأنه تعوّد على الحياة الأسرية، وبأنه كبير في السن ويحتاج للرعاية.
فوجئ حسن فايق خلال تواجده في أحد محلات الأحذية بفنجان القهوة يسقط من يديه، وبالصدفة كان هناك طبيب في المكان والذي شخّص حالته بشلل نصفي، ليبدأ رحلته مع المرض والشقاء، الذي عانى منه لـ15 عاماً قبل رحيله، في 14 سبتمبر 1980، وعانى في تلك الفترة من تجاهل زملائه له، وعدم السؤال عنه، وتجاهل المسئولين لعلاجه، وقد خف عنه تلك المعاناة إلى حد ما، إصدار الرئيس السادات قرار بصرف معاش استثنائي له.
خلال فترة مرضه، اشتاق "فايق" للمسرح وللجمهور، فقرر الذهاب إلى مسرح الريحاني، رغم مرضه، وجلس في شباك تذاكر المسرح يبكي ويتأمل الجمهور، فاصيب بحاة إكتئاب ونقل إلي المستشفي ورحل عن عالمنا تاركا تراثا من الضحك والفن الراقي.