اليونان لتركيا: إما الحوار أو المحكمة الدولية
جدد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، تأكيده أن بلاده لن تخضع للابتزاز التركي.
وشدد ميتسوتاكيس، في مقابلة أجراها مع قناة "سي إن إن"، على أنه لا سبيل أمام تركيا سوى الحوار أو المحكمة الدولية.
وقال ميتسوتاكيس: "هناك اختلاف مع تركيا حول مناطق نفوذنا المائية، وقلنا لتركيا إنه يجب علينا الجلوس والنقاش كجيران متحضرين، وإذا لم نتمكن من التوصل لحل بيننا نحن الاثنين، فيمكنا أخذ المسألة إلى المحكمة الدولية، ولكن ما لا يمكننا التساهل به هو النشاطات الأحادية من قبل تركيا في مناطق اقتصادية حصرية لليونان".
وأضاف أن تركيا تقوم بتحدي اليونان عبر إرسال، ليس فقط سفينة استكشاف، بل أيضاً عدداً من القطع البحرية العسكرية إلى المنطقة المتنازع عليها بين البلدين، محذّراً من أن هذا الأمر "يهدد بتصاعد سريع للتوتر".
وأشار رئيس الوزراء اليوناني إلى حادث تصادم وقع الأسبوع الماضي بين سفينتين عسكريتين، واحدة يونانية وأخرى تركية، مضيفاً: "هذا بالضبط ما لا نريد رؤيته في المنطقة.. وبالطبع سندافع دوماً عن حقوقنا السيادية".
وتابع: "رسالتي لتركيا بسيطة للغاية: أوقفوا الاستفزازات ولنبدأ بالحوار كجيران متحضرين. أنهينا مؤخراً اتفاقاً مهماً للغاية مع مصر، حددنا بموجبه مناطق النفوذ المائية لكلتا الدولتين. هذه اتفاقية يمكن استخدامها كأساس لاتفاقات أخرى في المنطقة".
وأضاف ميتسوتاكيس: "لكن بالطبع هذا لا يمكن أن يحدث إذا كنا سنواجه بين الحين والآخر نصف الأسطول التركي الذي يبحر في بحر ايجه أو شرق المتوسط. هذه ليست الطريقة المثلى لاتباعها في السياسات الخارجية".
يأتي هذا بينما قالت وزارة الدفاع التركية، أمس السبت، إن القوات الجوية والبحرية التركية أجرت تدريبات مشتركة في بحر إيجه وسط توترات مع اليونان بشأن استكشاف الغاز الطبيعي في المياه.
وشاركت طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى جانب سفن حربية في المناورة من أجل "تعزيز القدرة التشغيلية للعمليات المشتركة بين القوات والحفاظ عليها وتحسينها"، وفقا لبيان الوزارة.
ويأتي الإعلان في وقت يشهد توترات بين تركيا واليونان العضوتين في الناتو، في شرق البحر الأبيض المتوسط بشأن التنقيب عن الغاز والنفط وبعد يوم واحد من إعلان تركيا عن اكتشافات غاز مهمة في البحر الأسود.
وكانت تركيا قد أرسلت قبل أسبوعين سفينة أبحاث تركية ترافقها سفن حربية للتنقيب في المياه التي تؤكد اليونان أنها منطقة اقتصادية حصرية لها. وردت أثينا بإرسال سفنها الحربية إلى المنطقة ووضع جيشها في حالة تأهب قصوى. كما أرسلت فرنسا سفناً حربية وطائرات للمشاركة في تدريبات مع القوات اليونانية.
وتشوب العلاقات بين اليونان وتركيا توترات حادة، وصلت بالبلدين إلى شفير الحرب ثلاث مرات منذ منتصف السبعينيات، بما في ذلك قضية التنقيب عن الغاز في بحر إيجه الذي يفصل بين البلدين.
وتوترت العلاقات الفرنسية مع تركيا بسبب تورط أنقرة في الحرب الليبية.