نقلت السلاح للجنود في 56 ..وأنقذت المشير طنطاوي من الموت .. ما لا تعرفه عن الراحلة «علية الشطوي» بطلة بورسعيد و ”أم الفدائيين”

الفدائية البورسعيدية
الفدائية البورسعيدية علية الشطوي

شهدت محافظة بورسعيد خلال الساعات الماضية، حالة من الحداد والحزن، بعد وفاة بطلة جديدة من المقاومة الشعبية، وأحد أهم رموز الفدائية ببورسعيد وهي "علية الشطوي" التي كان لها دور بطولي في فترة العدوان الثلاثي علي محافظة بورسعيد وكذلك في حرب أكتوبر ١٩٧٣.

كانت علية الشطوي طالبة بالمعهد الراقي للمشرفات الصحيات الاحتماعيات بالقاهرة، وعند إعلان الرئيس جمال عبدالناصر حالة الحرب، أغلقت المعاهد والكليات، وعادت الفدائية إلى بورسعيد، وكذبت على والداها بعد أن قالت له إنهم حلفوها على المصحف لتتطوع في إسعاف جنود الجيش المصري، والحقيقة أنها ذهبت بإرادتها إلى الدكتور محمود حجاج مدير الوحدة الصحية وقتها، وأخذت منه خطابا لمدير المستشفى العسكري ببورسعيد.


بدأت الشطوي في جمع البطاطين والأدوية والأجهزة العلاجية للمرضى، وعندما بدأت الجنود المصرية تتساقط، كانت هي وزميلاتها يقفن على أبواب المستشفى يستقبلن الجرحى وينزعن منهم الأسلحة ويضعهن في سيارات الإسعاف، لتقوم الشطوي بدورها إلى نقل السلاح مرة أخرى إلى المتطوعين في المدينة الباسلة، ورغم الاتفاقيات الدولية التي تجرم ضرب المستشفيات أثناء الحروب، قام جنود العدوان الثلاثي بضرب المستشفى العسكري، ما أسفر عن قتل الكثير من المدنيين.


وقالت الشطوي إنها وجدت بكباشي ينادي عليها، وأعطاها خوذة وبطانية وقال لها: "خديهم يا بنتي أنت لسة صغيرة"، حيث كانت تبلغ من العمر سبعة عشر عاما.

و قامت الفدائية بلف البطانية حولها ووضعت الخوذة على رأسها، وكان ضوء الفجر يشقشق ومشيت وجدت من بعيد رجلا يمسك طفلا في يده ويده الأخرى بها لمبة مضيئة، وعندما اقتربت منهما وجدته أبيها وأخيها الصغير يبحثون عنها: "أخذني والدي لأقرب منزل عند خالتي وأوصاها بعدم خروجي، ولكني اخترعت الحجج وخرجت وذهبت إلى المستشفى الأميري".
وكانت رئيسة التمريض في مستفى الأميري، يوغسلافية اسمها "ماري جوزيف"، وكان الجرحى هناك يرتمون على الأرض ينتظرون القطار الحربي ليأخذهم إلى المستشفى القبطي في الحلمية، وقالت الفدائية: "عندما وصلنا قرأت لافتة أراحتني كثيرا مكتوب عليها نحن لا نسألك عن دينك ولا جنسيتك ولا رأيك ولكن نسألك عن مرضك".

وذكرت الشطوي أن هناك حالة لم تذهب من ذاكرتها طوال هذه السنوات التي مرت على المعركة، عندما وجدت شابا يبلغ من العمر 28 عاما، تخرج أحشائه أمامه، حيث حاولت مساعدته ولم تتمالك نفسها من البكاء، ولكن ابتسامته ظلت في ذاكرتها وصوته وهو يقول لها: "لا تبكي".

كانت علية الشطوي المسؤولة عن مجموعة الإغاثة والطوارئ أثناء العدوان الثلاثي ببورسعيد، حيث تم استخراج أوراق تثبت ذلك من الجهات المعنية لتسهيل مهمتها، وبسبب أن الإمكانات كانت ضعيفة بل تكاد تكون معدومة، كانوا يلجأون لشراء احتياجاتهم عن طريق جمع التبرعات من أهالي المدينة، وكانت الشطوي استعرضت بعض المشاهد الإنسانية التي تظهر مدى عمق الأزمة التي وقعت على شعب المدينة، فالمعاناة الاقتصادية يمكن التغلب عليها واحتمالها، أما المشكلة الحقيقية كانت في الضغط الإنساني الذي يمارسه قوات الاحتلال على الشعب بدون رحمة ولا هوادة.

وكانت الشطوي ذكرت أنه عقب كل غارة من غارات العدوان، كان سكان المدينة يهرعون إلى الشوارع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين في موقع الأحداث، وعمل الإسعافات الطبية الأولية لهم لحين نقلهم إلى المستشفيات المختلفة، كذلك كانوا يقومون بتكفين ودفن الشهداء الذين توفاهم الله، كما روت مشهدا أصابهم جميعا بالصدمة عندما وجدوا بين الشهداء رجلا يبدو أنه كان يصطحب طفله الصغير الذي لم يتجاوز عامين أثناء الغارة، وبعد أن استشهد الأب وبقي الطفل على قيد الحياة، وجدوا الطفل جالسا بجوار جثة أبيه ممسكا ببرتقالة في يده يحاول أن يناولها لوالده في فمه ويداعبه ظنا منه أنه نائم.
دورها البطولى الذى بدأته أثناء العدوان الثلاثى 1956، كفدائية وهى فى الـ17 من عمرها لم ينته بل تقدمت بطلب لمحافظ بورسعيد للتطوع فى إسعاف الطوارئ، وكانت تنقل المصابين والعائدين من العمق فى سيناء، بـ«لانش» قادته بنفسها فى حرب 1973، كان من بينهم المقدم محمد حسين طنطاوى، حكت الفدائية علية الشطوى، في حوار صحفي لها: «كنت بطلع فى لانشات هيئة قناة السويس وشركة القناة لرباط السفن، وبنجيب المصابين والعائدين من الجنود، وأفتكر إنه كان منهم المقدم طنطاوى، ومحافظ سيناء، واللى كان متنكر فى جلبية وتلفيحة».

تم نسخ الرابط