على طريقة طباخ الريس ... حكاية طبق الفول الذى أدخل عم على فى حياة الملك فاروق
على طريقة طباخ الرئيس، اشتهر الحاج علي عاصى، صاحب أفضل طبق فول فى مصر، فى عهد الملكية، حتى ذاع صيته ووصلت شهرته من محل إقامته دمنهور إلى القصر الملكى، فطلب الملك فاروق، أن يتذوق طبق الفول الذى يتحدث عنه القاصى والدانى، إلى أن أدمن الملك فاروق "طبق فول الحاج على"، وبدأ الأمر محيرا للجميع، فالحاج على لا يقوى على الانتقال للعمل فى القصر الملكى، والملك أصبح مدمنا لطبق الفول الذى كان يعده الحاج على، وبعد فترة من التفكير تم الاتفاق على أن يقوم الحاج على بإعداد كمية من الفول المدمس داخل عدد من "القدر"، لتكفى وجبة إفطار الملك لمدة شهرين، وكان يتم الاعتماد على نقلها بالقطار، فكان يتوجه إلى محطة قطار أحد كبار أطباء القصر الملكى، على رأس وفد طبى، ينتظرون الحاج على، الذى كان يجهز 6 قدر من الفول المدمس، مصنوعة خصيصا من الفضة، ويتولى الفريق الطبى مهمة الكشف على الفول وتشميعه بعد التأكد من صلاحيته، ثم يتم التوجه به إلى حيث إقامة الملك فاروق بأحد القصور الملكية إما رأس التين أو المنتزه بالإسكندرية أو عابدين أو القبة بالقاهرة .
وتروى الأحداث التاريخية، أن الحاج على، كانت تجمعه علاقة طيبة بالملك فاروق، حتى أنه فى يوم ميلاد الأمير أحمد فؤاد، قام الحاج علي عاصي، بإهداء الملك فاروق، هدية من صميم عمله، حيث أعد لدى أحد صناع الذهب، وأعد قدرة من الفول المدمس من الذهب وبلغ وزنها 460 جرام، ولا تزال القدرة موجودة حتى يومنا هذا في متحف قصر المنتزه، وظلت القدرة الذهب التى تقدم بها الحاج على للملك، حديث الساعة بين الأوساط العليا والمتوسطة، كما أن الأحداث كشفت عن طبيعة العلاقة الطيبة والحميمة التى كانت تجمع الحاج على بالملك فاروق، وكانت يترجمها بالتواجد فى بعض المناسبات الخاصة بالأسرة الملكية، ورصدت عدسات المصورين ذلك حيث ظهر فى إحدى المناسبات على ظهر الباخرة "النيل" حيث كان يقف الملك وإلي يمينه مدحت يكن باشا، وإلي يساره محمد أمين يوسف بك، وزير مصر المفوض، في الولايات المتحدة، وخلفه الحاج علي عاصي.