نُقل جثمانه من المقبرة وانتقمت منه والدته وهدده الملك فاروق بالقتل بسبب حبه لـ كاميليا وترك عائلته من أجل الفن..أحزان رشدي أباظة
أطلق عليه لقب "نجم النجوم"،وذلك بعد مسيرة فنية حافلة قدم فيها رشدي أباظة ما يزيد عن 150 عملا فنيا، فظهرت موهبته، وفرض نفسه على الساحة بجدارة، واستطاع أن يفرض نفسه لسنوات طويلة، بقصص بعضها يتعلق بأعماله وأدواره، ومعظمها يدور حول حياته الشخصية.
دخل عالم الفن بعدما أعجب به المخرج كمال بركات، وقرر أن يقدمه في فيلم "المليونيرة الصغيرة"، إلا أن والده رفض الأمر بشدة، وخيره ما بين التواجد معهم في المنزل أو الرحيل، واختار أباظة الرحيل لتنطلق مسيرته الفنية بعيدا عن عائلته، وذلك الأمر أثر بالسلب على إخوته، حيث كانت شقيقاته يرجعن إلى المنزل وهن في حالة بكاء، بسبب ما يتم إخبارهن به في المدرسة، من أن رشدي أباظة لا ينتمي لعائلتهن، وهو ما دفع العائلة لتوجيه الدعوة إليه من أجل حضور عيد ميلاد شقيقته، ليتأكد الجميع أن ذلك الفتى الذي أبهر الجميع، ينتمي إلى تلك العائلة بحق.
وبعدما رفض والده التحاقه بالتمثيل، مضى أباظة في طريقه وحيدا، حتى حصل على دوره في فيلم "كلمة شرف" عام 1973، كي يقدم دور لواء يعمل كرئيس لمصلحة السجون، وهي نفس الرتبة التي يعمل بها والده، وبالفعل قرر أباظة أن يذهب إلى والده وهو يرتدي البدلة، كي يراه والده وهو يرتديها، إلا أنه فوجئ بوفاة والده قبل أن يلتقي به رشدي أباظة.
فيما كانت الصدمة الأكبر في حياة رشدي أباظة من والدته، فبعد إصابته بسرطان في المخ، أخفى الجميع عنه هذا الأمر حتى لا تتأثر حالته النفسية، إلا أن والدته وقع خلاف بينها وبينه، فأحضرت كافة الأوراق التي تثبت إصابته بالسرطان، وأن أيامه في الدنيا باتت معدودة، ووضعت هذه الأوراق أسفل باب منزله كي يعلم بحقيقة حالته الصحية.
وتداول البعض عن الراحل رشدي أباظة، أنه كان المرشح الأول للقيام ببطولة "لورانس العرب" إلا أنه لم يحضر مقابلة المخرج، فذهب الدور إلى عمر الشريف الذي كان يزامله في فيلم "في بيتنا رجل".
وكانت موهبته وقدرته العبقرية على التمثيل وإجادة الأدوار تفرض نفسها على الساحة، إلا أنه لو امتلك المقارنة بينه وبين فريد شوقي، سيظهر أن شوقي كان دائما ما يخطط لحياته وأعماله، فيما كان أباظة يسير بعشوائية، إلا أن الأقدار كانت تدفع رشدي أباظة دائما، وهو ما حدث في فيلم "امرأة في الطريق"، حينما اعتذر فريد شوقي وحل بدلا منه رشدي أباظة، واستطاع أن يحدث له نقلة.
فيما كان عام 1958 هو عام الخير لرشدي أباظة بعدما قدم عددا من الأعمال الهامة، التي دفعت عز الدين ذو الفقار إلى القول بأن رشدي أباظة هو فتى الشاشة الأول.
وقالت منيرة أباظة إن أخاها رشدي أباظة تلقى تهديدا بالقتل من الملك فاروق، وذلك بسبب منافسته على حب الفنانة كاميليا، وكشفت عن إصابة رشدي بالشلل في وجهه بسبب سرطان المخ الذي هاجمه في أواخر أيامه، وأن والدته الإيطالية قامت بنقل جثمانه من المقبرة التي اشتراها وكان أول من دخلها، إلى مقبرة أخرى قامت ببنائها خصيصا له وألحقت بها مسجدا.