مومياوات القطط.. أسرار وخفايا لا تعرفها عن تحنيط الحيوانات في مصر
جميعنا نعلم أنه سبق وتم العثور على مومياوات لقطط ضخمة يرحج أن تكون لأشبال أسود، وهو أمر يحدث للمرة الثانية، إذ جرى الكشف في عام 2004 عن هيكلين عظميين لأسود في جبانة تونة الجبل بمحافظة المنيا.
وكان تحنيط الحيوانات عند قدماء المصريين له عدة أسباب: أولها تحنيط الحيوانات المدللة التي كانت تُدفن مع أصحابها، والسبب الثاني هو الحيوانات المحنطة التي كانت توضع كاملةً أو مجزأة في المقبرة كرمز لإطعام المتوفى في حياته الأبدية، مضيفةً أن ثالث الأسباب هو الحيوانات المقدسة، والسبب الرابع هو تحنيط الحيوانات المقدمة كنذور.
وكان المحنِّط يتخلص من الأحشاء بعد إخراجها من جسد الحيوان، على عكس ما كان يحدث في حالة تحنيط البشر، إلا أن هناك أسرارًا للمصريين القدماء لم يزح عنها الستار بعد.
واللافت للنظر هو ما نجح به فريق من العلماء في بريطانيا باستخدام التصوير الشعاعي ثلاثي الأبعاد مؤخرًا في معرفة ما تخفيه ثلاث مومياوات حيوانية محفوظة في «مركز مصر» بجامعة سوانسي (ويلز).
ولهذا كشف العلماء أسرار وخفايا لا تعرفها عن تحنيط الحيوانات في مصر، من خلال استخدامهم التصوير الشعاعي ثلاثي الأبعاد لمعرفة تفاصيل 3 حيوانات حُنطت في مصر القديمة، هي قطة مكسورة الرقبة وثعبان مفتوح الفم وطائر جارح، كانت محفوظة كمومياوات، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "ساينتيفيك ريبورتس".
جدير بالذكر أن المصريون القدماء كانوا يؤمنون بالقيامة والحياة الأبدية، وللوصول إليهما، كان لا بد من تحنيط الجثث قبل وضعها في القبور، حيث يوضع مع الموتى المحنطين كل ما يمكن أن "يحتاجوا" إليه لاحقاً، من أغراض يستخدمونها دائماً وحيوانات
وقد تكون معظم الحيوانات التي كانت تعيش في مصر في تلك الحقبة حُنطت، من القط إلى الصقر إلى التمساح، سواء أكانت حيواناً عزيزاً على صاحبه، أو لكي تكون قرباناً لأحد الآلهة.
بل والأغرب أنه ثمة عيّنات عدة من هذه المومياوات الحيوانية محفوظة في متاحف العالم، ولكن كان من المستحيل لزمن طويل معرفة ما كان مخفياً تحت اللفائف دون الإضرار بالمومياوات، غير أن فريقاً من العلماء في بريطانيا نجح باستخدام التصوير الشعاعي الثلاثي الأبعاد في معرفة ما تخفيه ثلاث مومياوات حيوانية محفوظة في "مركز مصر" بجامعة سوانسي (ويلز).
وكما جاء وفقًا للدراسة ، توحي مورفولوجيا أول الحيوانات أنها "هرّ مصري أليف"، كان عمره 5 أشهر عندما حنّط، وقد تم كسر فقراته عمداً في وقت نفوقه أو تحنيطه، لإبقاء رأسه في وضع مستقيم إلى الأبد.
أما المومياء الثانية فتبيّن أنها "تشبه إلى حد كبير" أحد أنواع الصقور، في حين أن الثالثة والأخيرة تشبه البيضة، وتحتوي في الواقع على أفعى كوبرا صغيرة ملتفّة "قد تكون نفقت بسبب كسر في العمود الفقري".
والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو استخدام مادة صمغية لإبقاء فم الثعبان مفتوحاً، مما يشير إلى أن طقوس فتح الفم تم تطبيقها على الحيوان لإعداده للحياة ما بعد الموت.
وكانت إحدى علماء الآثار المصرية، قد أكدت من قبل على ضرورة مواصلة الدراسات باستخدام الكربون المشع 14 لتحديد عمر المومياوات بدقة، وكذلك إجراء فحوصات بالأشعة المقطعية وتحليل دي إن إيه DNA؛ حتى نتعرف أكثر على العلاقة التي كانت سائدة بين الحيوانات البرية والخطرة (المفترسة) والمصريين القدماء، مشيرةً إلى أن هذا الكشف يمكن أن يقودنا إلى مناطق جرى فيها الاحتفاظ بالأسود داخل مصر، إذ إن العثور على أسود محنطة في هذا العصر يُعَد أمرًا نادرًا جدًّا.