الجهمور صرخ في القاعة.. ”سيما أونطة هاتوا فلوسنا”.. ”السوق السوداء ” ..قصة فشل أول فيلم لعماد حمدي

السوق السوداء
السوق السوداء

استطاع الفنان الراحل عماد حمدي تحقيق نجاحات كبيرة من خلال أعماله الفنية المختلفة التي وصلت لـ300 فيلم.

ونجح في أن يعبر عن حياة جيل كامل من خلال أدواره المتنوعة التي جسدها، وبفضل وسامته وملامحه المميزة وموهبته التي فرضت نفسها، أصبح مناسبا لكل الأدوار التي قدمها وتفوق بها على نفسه، فقدم العديد من الأدوار المختلفة التي تفاعل معها الجمهور، مثل "الأفندي، الباشا، العاشق، البائع، الأب، المثقف"،

ورغم هذا النجاح فقد تعرض   هذا النجم الكبير لفشل ذريع في بداية حياته .

“سينما أونطه.. هاتو فلوسنا” بهذا الهتاف عبر الجمهور عن غضبه من فيلم" السوق السوداء" أول فيلم لعماد حمديوالذي عرض في عام 1945، وهنا لم يتمالك عماد حمدي نفسه، وفكر في الخروج من الباب الخلفي، ولما أدرك أنهم يحيطون بجميع مخارج السينما، لم يجد مكاناً يختبي فيه سوى “الحمّام” حتى انصرف الجمهور الثائر.

كان فيلم “السوق السوداء” البطولة الأولى للفنان عماد حمدي، بعدما رشحه المخرج كامل التلمساني، ورغم تردده في البداية إلا أنه وافق على ذلك بسبب عشقه للفن والسينما.
،وبأجر لا يتعدى المائتي جنيه دخل عماد "ستديو مصر" كبطل للمرة الأولى، وتم التصوير على خير ما يرام، وشارك في البطولة كل من عقيلة راتب وثريا حلمي، زكي رستم، عبدالفتاح القصري، محمد كمال المصري (شرفنطح)، محمد توفيق.

دارت أحداث الفيلم في القاهرة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يتفق (حامد) عماد حمدي و(نجية) عقيلة راتب على الزواج، بينما يقنع (سيدالبقال) عبد الفتاح القصري (والد نجية) زكي رستم بالتجارة في السوق السوداء واستغلال ظروف الحرب، لكن حامد يتصدى لهم، فيقرر والد نجية الانتقام منه، ويصر على زواجها من (سيد).

وبعد هذه الثورة من الجمهور سقط أول أفلام جان السينما المصرية، وشعر أنه فشل ولن يستطيع أن يقدم أعمال أخري، ولكنه بعد أيام فوجئ بأن الفيلم هو الذي سقط وليس عماد حمدي، فالنقاد هاجموا السيناريو والمخرج وأشادوا به كثيراً وأكدوا أنه وجه جديد يُبشر بالخير، وأن الجماهير أحبته كثيراً وتعاطفت معه، وهكذا بات عماد رغم سقوط الفيلم مشهوراً.

وبدأ المخرجون يرشحونه لأفلامهم سواء كانت تجربتهم الأولى أو كبار المخرجين، وفي مقدمتهم كان المخرج صلاح أبوسيف والذي قدمه في فيلم “دايماً في قلبي” مع عقيلة راتب في عام 1946، وفي هذه المرة عندما عُرض الفيلم صفقت له الجماهير، صفقت للبطل والبطلة والمخرج أيضاً، ونجح الفيلم نجاحاً كبيراً وأشاد به النقاد، وانطلق بعدها عماد حمدي بسرعة الصاروخ في عالم النجومية.

ولد عماد حمدي في 24 نوفمبر 1909 في سوهاج، وكان له أخ توام اسمه عبد الرحمن حيث كان والده يعمل هناك موظفاً، لقب بفتى الشاشة الأول، وقام ببطولة العديد من الأفلام الهامة في السينما المصرية منها "خان الخليلي" و"ميرامار" و"ثرثرة فوق النيل" لنجيب محفوظ، وحقق نجاحات عديدة

وتوفى توأمه عبد الرحمن قبله مما أثر على نفسية تأثيراً كبيراً وترتب على ذلك عزلة عماد حمدي في بيته حتى تدهورت حالته الصحية وأصابته بالعمى التام في سنوات حياته الأخيرة

تزوج من الراقصة حورية محمد ثم من الفنانة فتحية شريف وأنجب منها ابناً اسمه نادر، ثم من الفنانة شادية ثم الفنانة نادية الجندي وأنجب منها هشام، وكان آخر اعماله فيلم "سواق الاوتوبيس" سنة 1982 ثم فيلم "النشالة" مع محمود ياسين ونيللي سنة 1984 ومن اخراج حلمي رفلة

توفي عماد حمدي في يوم السبت 28 يناير عام 1984 وحيداً في منزله عن عمرٍ ناهز ال74 عام على إثر أزمة قلبية حادة جداً بعد رحلة طويلة للغاية مع العمى التام والاكتئاب المزمن.

تم نسخ الرابط