ضم ١٠ آلاف ممثل وتنبأ بثورة يوليو.. حكاية فيلم ”لاشين ” الذي خلع ”الملك فاروق ”
يعتبر فيلم «لاشين» للنجم العالمي حسن عزت والذي عرض في عام 1938 ، من الأفلام النادرة والتي تنبأت صراحة بثورة 23 يوليو قبل قيامها بأربعة عشر عام، كان له قصة مختلفة عما نراها الآن، حيث أن نهاية العمل تم تغييرها بناء علي رغبة الملك فاروق. قصة العمل تدور حول لاشين قائد لجيش أحد الحكام، ويدير شئون الحكم رئيس الوزراء الذي يتاجر بقوت الرعية في حين أن الحاكم لا يقدم ولا يؤخر في شيء لأنه ضعيف الشخصية و متعدد العلاقات النسائية.
ويحاول "لاشين" تنبيه الحاكم إلى ألاعيب رئيس الوزراء، ولكن يتم القبض على "لاشين" بتهمة غوايته لجارية تحبه بينما يحبها الحاكم ويودع في السجن.
يثور الشعب الذي كان قد ضاق ذرعًا بأفعال رئيس الوزراء الظالم واستغل و يتم الإفراج عن لاشين بأيدى الشعب وتعم العدالة في البلاد، ونهاية العمل توضح أن الحاكم كان لا يعلم ما يحدث وتهدأ الثورة وهي عكس ما كانت عليه النسخة الأصلية من نزع الحكم من الملك.
وتنبهت وزارة الداخلية حينها للعمل فقررت إصدار مرسوم بمنعه لما فيه من مساس للذات الملكية بحجة أن الفنان حسين رياض يلعب خلاله دور السلطان الذى لا يدرى بظلم الشعب من جانب رئيس وزراءه وحكومته، إلا أن لاشين اسم قائد الجيش والذى لعب دوره الفنان حسن عزت كان عادلاً ويحاول مراراً وتكراراً إيقاظ السلطان من سباته وغفلته.الفيلم أخرجه «فرانز كرامب» عن قصة الكاتب الألماني «فون ماين» وسيناريو ستيفن هاوس، وأحمد بدرخان، وحوار أحمد رامي، وقام نيازى مصطفى بعمل مونتاج الفيلم، وقام الفنان حسن عزت بدور لاشين، ونادية ناجى بدور "كليمة"، وحسين رياض في دور السلطان.
استغرق إنتاج وإعداد الفيلم عامين، ضم عدد كبير ما بين أبطال وكومبارس وصل عددهم بحسب ما جاء على التتر عشرة آلاف ممثل وممثلة، أما البطولة فتشارك فيها حسين رياض في دور السلطان، نادية ناجي، فؤاد الرشيدي، عبدالعزيز خليل، حسن البارودي، وحسن عزت وهو القائم بدور «لاشين».
ووافقت الرقابة على عرضه في مارس 1938 لكن السياسيين المقربين من الملك فاروق أوهموه أنه المقصود بالحاكم الفاسد، وأن الفيلم يقصده شخصيًا ويحرض الشعب ضده، فما كان من الملك إلا أن طلب من رئيس الديوان، أحمد حسنين باشا، أن يصدر قرارًا بوقف الفيلم.
وبالفعل فوجئ صناع الفيلم بمصادرته عقب حفلته الأولى، يوم 17مارس 1938 بأمر من وزير الداخلية حسن باشا رفعت، لأنه رأى فيه مساسًا بالذات الملكية ونظام الحكم، وبعد تدخل وسطاء وافق مجلس الوزراء على عرض الفيلم بشرط ان تتبدل النهاية، وتم تغيير النهاية لتتناسب مع الصورة التي ترتضيها الرقابة، والتي لا تُغضب الأسرة المالكة فبدلا من أن ينتصر الشعب على السلطان، ويقوم بخلعه، تتبدل النهاية باكتشاف أن السلطان لم يكن يعلم بفساد حاشيته، وعُرض الفيلم الذي حقق نجاحًا جماهيريا كبيرًا.