مدحت ”القذافي” فأمر ”السادات ” بشد ودنها وتأديبها .. قصة منع ”وردة” من الغناء وعلاقتها بمؤامرة اغتيال رئيس مصر
توترت العلاقات بين الرئيس المصري محمد أنور السادات والزعيم الليبي معمر القذافي، على خلفية توقيع الأول لمعاهدة السلام مع إسرائيل، وانعكس هذا التوتر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وامتد إلى الصعيد الفني.
وكانت الفنانة الراحلة وردة الجزائرية أحد صور هذا التوتر، حيث مُنعت من الغناء في مصر بسبب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وجاءت بداية الخلاف بأمر الرئيس الراحل أنور السادات، بمنع ظهور وردة، أو بث صوتها في المحطات المصرية بعد غنائها للرئيس الليبي معمر القذافي عام 1977، حين أهدته أغنية خاصة في احتفالات الثورة الليبية، بعنوان "إن كان الغلا ينزاد" و"صلي ع النبي يا مصلي" في عز التوتر بين مصر وليبيا، ووقتها قال السادات، لوزير الثقافة حينها عبدالمنعم الصاوي "شد ودن بنتنا عشان متغنيش تاني".
وعرف عن القذافي أنه يغدق على الفنانين والمشاهير مقابل تلميع صورته، وفسر غناءها له بأنه محاولة من القذافي لاستفزاز السادات.
الثورة الجزائرية
والمعروف أن وردة كانت مناضلة داعمة للمقاومة الجزائرية بصوتها ومالها إلى أن حانت لحظة استقلال الجزائر، فغنت "جميلة كلنا جميلات"، "نداء الضمير" و"يا مروح لبلاد سلم لي عليهم"، وكانت هذه الأغنيات محفزة للثوار فحكم عليها الفرنسيون بالإعدام، تقول وردة: "هربت من فرنسا إلى بيروت بلد والدتي وهناك التقيت بالموسيقار محمد عبدالوهاب استمع لي ودعاني إلى القاهرة".
وردة ذكرت أن الفرنسيين لم يتقبلوا غناءها للجزائر كونها تحمل جواز سفر فرنسياً، وكانوا يصنفون ذلك في سياق الخيانة، ولكنها نجت بعد أن كانت في أحد المواقف قد تسقط في قبضة الأمن لولا إشارة من شقيقها لها بالهرب.
وفي عام 1963 توقفت الفنانة وردة الجزائرية عن الغناء بعد زواجها من المناضل جمال قصيري، الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة الاقتصاد في الجزائر، ووقتها انطفأ صوتها قسريا في تلك الفترة، ولكن جذوة الفن بداخلها لم تنطفئ.
وكانت طوال 10 أعوام من الزواج تحاول العودة للنغم الذي يسكنها وتُجابه في كل مرة بالرفض القاطع من زوجها الذي أنجبت منه طفلين هما رياض ووداد، وفي العام 1972 طلب منها الرئيس الجزائري هواري بو مدين الغناء في احتفالات العيد الوطني بالجزائر، فانفتحت لها نافذة كانت تنتظرها منذ فترة، ولبت الطلب فحدث الانفصال بينها وبين زوجها الذي كان صارماً تجاه عودتها للموسيقى، وهي بعد ذلك في تطورات جديدة في حياتها سافرت إلى القاهرة.
القذافي والسادات
وعلى صعيد العلاقة بين القذافي والسادات، ذكر الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، ذكر في مذكراته التي منحها عنوان «حياة أمريكية.سيرة ذاتية»، أن «القذافي» خطط لاغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد توقيعه لمعاهدة السلام مع إسرائيل، بل وجه له اتهامات مباشرة بأنه يقف وراء عملية الاغتيال التي جرت عام 1981.
وقال «ريجان» في مذكراته، «أحاول ألا أحمل ضغينة للذين اغتالوه لكني لا أقدر، لقد ظهر القذافي مرتاحاً على شاشة التلفزيون فيما سار شعبه محتفلاً في شوارع ليبيا بموت السادات، وأذاع بياناً من الإذاعة الليبية دعا فيه لقيام حرب جهادية قبل تأكيد نبأ مقتل السادات. لابد أن هذا البيان أُعد سلفاً. بكلمات أخرى كان يعلم أن الاغتيال سيقع بسبب الاضطرابات التي شهدتها الساحة المصرية في أيام السادات الأخيرة».