لولا صدقى ..قصة النجمة التى احترفت الرقص والزواج من الأجانب

الموجز

نشأت وسط أسرة فنية.. فوالدها الكاتب المسرحي القديم “أمين صدقي”.. ولدت في القاهرة لأم إيطالية الجنسية عام 1923، وتركتها امها مع شقيقتها ثم هاجرت إلى إيطاليا، وعندما انتهت لولا من دراستها في المدرسة الفرنسية بالقاهرة، وبلغت سن المراهقة أكدت لوالدها رغبتها في دخول عالم السينما والفن ولكنه رفض بشكل قاطع واضطرت هي إلى الإصرار على موقفها حتى بعد أن حبسها والدها في المنزل. وعانت الفنانة لولا صدقي كثيرًا من أجل إقناع والدها الكاتب المسرحي أمين صدقي لدخولها عالم الفن واللحاق بشقيقتها الكبرى صفية، التي كانت تعمل بأدوار ثانوية ولكن لا يذكرها الكثير.

وظلت لولا صدقي حبيسة منزلها تبكي على عدم تنفيذ رغبتها وعرضت مأساتها على شقيقتها صفية، فاصطحبتها إلى الريجيسير قاسم وجدي، الذي قدمها إلى صاحب ملهى ليلي شهير لتتعاقد معه على الغناء باللغة الفرنسية والرقص الذي تعلمته من راقص إيطالي شهير يقيم في مصر، هو بوللو باستاني، الذي أخضعها لدورات تدريبية في الرقص الشرقي لتصبح أشهر راقصة في أشهر قليلة ومطربة باللغتين الايطالية والفرنسية في الملاهي الليلة.

لولا اعتادت على غناء الأدوار المشهورة مثل: «يا مصطفى»، «أنا هويت وانتهيت» لسيد درويش، مما تسبب في شهرتها سريعًا وهو ما أزعج والدها ولكنه رضخ بالموافقة تحت وطأة الفقر والحاجة خاصة بعد أن ساءت أحواله المادية بشدة، ليتوسط لها بعد ذلك للمشاركة في مسرحية مع فرقة دكتور أمين توفيق في دور صغير لتعتلي خشبة المسرح وتعشقه وتودع حياة العمل في الملهى الليلي حيث وجدت متعتها في التمثيل.

ولم تكن بدايتها سينمائية على الإطلاق؛ فبعد أن ودعت الفنانة المدللة لولا صدقي حياة الكباريهات والكازينوهات كراقصة ومطربة تغني بالإنجليزية والفرنسية، اتجهت بمساعدة والدها إلى اعتلاء خشبة المسرح في دور صغير بإحدى مسرحيات فرقة دكتور أمين توفيق المسرحية.

ومن تلك اللحظة عشقت لولا التمثيل ووجدت متعتها الحقيقة في تجسيد الشخصيات التي تختلف عن شخصيتها الواقعية، ثم أتاحت لها شقيقتها الفنانة صفية، التي سبقتها إلى مجال الفن بسنوات طويلة، فرصة أولى في السينما مع محسن سرحان بفيلم «حياة الظلام» عام 1940.

شاركت في أكثر من 49 فيلما سينمائيا على مدار مشوارها الفني الذي بدأته في الخمسينيات، منها أفلام: “الأستاذة فاطمة”، “حرام عليك”، “عريس مراتي”، “أبو حلموس”، “أحبك إنت”، “عفريتة هانم”، “المنزل رقم 13″، “النمر”، “شهرزاد”، وكانت اغلب الشخصيات التي تؤديها أدوار الشر والتي تؤدي فيها دور المرأة اللعوب الخائنة.

الحالة الصحية غير المستقرة التي كانت تعاني منها لولا من أنيميا وضعف عام، تطلب ابتعادها عن المجهود البدني الشاق الذي يحتاجه المسرح يوميًا ولفترات طويلة متصلة، لذلك قررت التفرغ إلى السينما وقدمت أكثر من 49 فيلمًا من الأفلام الشهيرة، مثل: «عفريتة هانم» مع فريد الأطرش، «يا حلاوة الحب»مع محمد فوزي، «النمر» مع أنور وجدي وغيرها.

ومن المعروف عن لولا كثرة وقوعها في الحب، فهي في حالة عشق مستمر، ويُقال أنها عشقت الأطرش خلال تمثيل فيلم «عفريتة هانم»، ويبدو أنها حاولت أن تعرض عليه حبها بأسلوب خفي، ولكنه أدرك ما تسعى إليه وأفهمها بأسلوب منمق أنه يعتبرها كشقيقته الصغرى، فداعبته قائلة: «ألم أكن أولى أن أكون أنا العفريتة وليست سامية جمال؟!‌»، فعلق فريد بذكاء قائلًا: «أنت بالفعل عفريتة الفن».

تزوجت لولا صدقي تسع مرات، فكان زواجها الأول بأشهر رسام للإفيشات السينمائية، محمد راغب، أما الزوج الثاني فكان يعتمد في دخله على ثراء اسرته، والثالث مصور سينمائي إيطالي اسمه جياني دالمانو، أشهر اسلامه وسمي باسم أمين المهدي، والرابع ثري من ذوي الاملاك، ويعيش على ثراء أبيه وأمه، وكان يطلق على هذه الفئة من الشباب في القرن الماضي «من ذوي الأملاك».

أما خامس أزواجها، فكان محللاً للزوج الرابع الذي طلقها ثلاث مرات، والزوج السادس كان رساماً فرنسيا، ولم يستمر زواجهما طويلاً لكونه استدعي للعودة الى باريس، وكان الزوج السابع ايطالياً، يشغل منصب مدير فندقي المقطم والمنتزه، ولم يعرف أحد شيئا عن هذا الزواج، إلا بعد أن وقع بينهما الطلاق، وتزوجت الرجل الثامن، وهو علي رضوان مدير انتاج شركة أفلامها السينمائية، وظروف زواجها وطلاقها منه ما زالت مجهولة حتى الآن، أما الزوج التاسع والأخير، فهو رجل أعمال أرمني، التقت به في لبنان، ومن غير المعلوم اذا ماكانت قد قضت سنوات عمرها الأخيرة معه، أم انفصلا..

واذا كان قد حدث الطلاق، فإنها تكون قد مارست هوايتها المفضلة في الطلاق، ثلاث عشرة مرة، ثماني طلقات من الأزواج الخمسة الأوائل، وخمس طلقات من الأزواج الاربعة الآخرين. ولكن مايلفت النظر أن لولا صدقي قد حطمت جميع الأرقام القياسية المسجلة باسم أي سيدة عربية اقترنت بزوج أجنبي، ولا نعتقد أن هذا الرقم سيتحطم، ولعدة قرون مقبلة!

وفي عام 1964 اعتزلت لولا صدقي التمثيل وهاجرت الى ايطاليا وعملت هناك في العديد من الأفلام الإيطالية والفرنسية والأميركية، وعاشت حياتها في هدوء حتى قضت نحبها في المهجر عام 2001 من دون أي أخبار أو معلومات عنها.. فلم يكن العالم مفتوحاً على بعضه كما هو الحال اليوم.

تم نسخ الرابط