شاهد بالصور .. فلاح وزوجته يدخلان القصر ويجلسان على العرش ... إعرف الحكاية

الفلاح وزوجته داخل
الفلاح وزوجته داخل قصر عابدين

 

خبطة صحفية، يعود تاريخها إلى عام 1953، خبطة أحدثت إثارة فى المجتمع، الخبطة تمثلت فى فتح أبواب قصر عابدين أمام أحد الفلاحين البسطاء وأسرته لقضاء عدد من ساعات يومه داخل القصر، فيما كانت ترصده كاميرا مصور مجلة آخر ساعة، الفكرة كانت "مجنونة"، وغريبة أيضا على الوسط الصحفى، واقترحها أنيس منصور، فوجدت إعجابا وقبولا لدى رئيس تحرير المجلة وقتها الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل.

حيث اقترح أن يشهد الاحتفال الأول بثورة يوليو 1952، بصورة مبتكرة تتضمن فتح أبواب قصر عابدين للشعب، وظل منصور، يبحث ويفتش بين المواطنين إلى أن وقع اختياره على فلاح مصري يدعى محمد سليم عبد الله، وزوجته، وطفلهما محمد ابن الثالثة أعوام، من قرية الحوتية، المهندسين حاليا، وأقنع منصور، الفلاح وزوجته بزيارة قصر عابدين وقضاء بعضا من وقتهما داخل القصر، ووافق الاثنان، بينما كان أنيس منصور، قد تمكن من استخراج  التراخيص اللازمة للزيارة.

ويروى أنيس منصور، كواليس زيارة أسرة الفلاح لقصر عابدين، قائلا : فى صباح يوم الخميس ٩ إبريل ١٩٥٣ توجهنا إلى القصر، بصحبة أسرة الفلاح، والمصور حسن دياب، وكنت أول صحفى يدخل القصر الذى يضم ٥٠٠ قاعة وغرفة، وأشهد أننى سرت فى ممر طويل تتدلى على جانبيه من السقف إلى الأرض ما لا يقل عن ثلاثين تحفة جوبلان كانت تغطي جانبي الممر، وفيما بعد لا أذكر أنه ظهر لهذه التحف أثر. 

وأضاف منصور قائلا : شهدت الزيارة واقعتين طريفتين، وسطرتهما فى موضوعى الذى تم نشره عن الزيارة، الأولى هى قيام «الفلاح» بخلع حذاءه الكبير الذى كان يرتديه ويشبه «البووت» وظل محتفظا به تحت إبطه، وأما الواقعة الثانية فكانت عندما زادت زوجة الفلاح فى الإلحاح على طفلها «محمد» ليجلس على حمام الملك ويقضى حاجته إلا أن الصغير انهار فى نوبة من البكاء وأبى تنفيذ كلام أمه، و«عملها محمد على الأرض»، وبعد عدة ساعات انتهت جولة أسرة «الفلاح» التاريخية داخل القصر.

وكان المصور حسن دياب مهموما بالتقاط الصور للأسرة حتى لم ينجو الطفل الصغير عندما كان فى حمام الملك من اهتمام المصور، وتصدرت صورة الفلاح وزوجته وهما يجلسان على كرسي العرش الملكى، وبينهما طفلهما الصغير، صفحات مجلة آخر ساعة، ليظل هذا السبق الصحفى محفورا فى ذاكرة الصحافة الوطنية .

تم نسخ الرابط