ستيف بانون.. معلومات لا تعرفها عن مستشار ترامب السابق المعتقل بتهمة اختلاس أموال تبرعات
فى خطوة مفاجأة ، قامت السلطات الأمريكية، اليوم الخميس، باعتقال ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجاء الاعتقال على خلفية مواجهته تهمة الاحتيال على المانحين في حملة تبرع.
قناة سي إن بي سي الأمريكية كشفت عن أنه تم اعتقال بانون بعد اتهامه بالاحتيال على مئات الآلاف من المتبرعين من خلال حملة "نبني الجدار".
وأشارت القناة إلى أن محققين في المنطقة الجنوبية الأمريكية لنيويورك وجهوا اليوم اتهامات إلى بانون وثلاثة من شركائه، وقالوا إن مجموعة من القادة المحافظين خدعت المانحين وأدى ذلك إلى جمع أكثر من 25 مليون دولار لبناء جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وساعدت دائرة التفتيش البريدي في الولايات المتحدة في التحقيق، والآخرون الذين ورد ذكرهم في لائحة الاتهام هم تيموثي شيا، وبريان كولفاج، أحد قدامى المحاربين في حرب العراق، وأندرو بادولاتو.
وكانت الحملة تهدف إلى جمع الأموال لمساعدة الرئيس دونالد ترامب على الوفاء بوعد حملته الانتخابية ببناء جدار حدودي على طول الحدود، وبدلًا من ذلك ، يزعم المدعون أن بانون وفريقه استفادوا من هذا الترتيب.
ويزعم المدعون أن المتهمين "تلقوا بشكل جماعي مئات الآلاف من الدولارات من أموال المانحين لحملة" نحن نبني الجدار".
وفى أول تعليق له، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، على عدم علمه بحملة مستشاره السابق ستيف بانون، لجمع تبرعات لبناء الجدار مع المكسيك.
وسبق أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المستشار السابق في البيت الأبيض ستيف بانون فقد عقله بعدما أقيل من منصبه، وجاءت تصريحات ترامب بعدما نقل عن بانون في كتاب جديد وصفه لاجتماع بين الروس ونجل ترامب بالخيانة.
فمن هو ستيف بانون؟
ولد بانون في ولاية فرجينيا الأمريكية عام 1953 وقضى أربع سنوات في البحرية قبل أن يحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد.
وانتقل الرجل بعدها إلى العمل في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية ثم في التمويل الإعلامي وساعد في إطلاق المسلسل الكوميدي "ساينفيلد" و عدة مسلسلات أخرى.
وانتقل بانون إلى مجال الإنتاج السينمائي في هوليوود قبل أن يتفرغ لإنتاج أفلام وثائقية سياسية بشكل مستقل.
والتقى بانون خلال عمله بأندرو بريتبارت، وهو رجل أعمال محافظ أراد تأسيس موقع يتحدى من خلاله وسائل الإعلام التقليدية، والتي قال إن التيار الليبرالي يهيمن عليها.
وعندما توفى أندرو بريتبارت بسبب أزمة قلبية عام 2012، تولى بانون رئاسة الموقع ودفعه إلى الأمام.
واستقال بانون من رئاسة موقع "بريتبارت" الإخباري للعمل مديرًا في حملة ترامب الانتخابية.
وضمن الموقع الإخباري لنفسه مكانة بين المواقع التي تحظى بشعبية، ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن بانون قوله في يناير 2016: "نصف أنفسنا بأننا (فريق قتالي) لا يمكن أن تأتي إلينا من أجل الدفء والغموض".
وتسببت بعض العناوين الرئيسية على موقع "بريتبارت" في إذكاء حالة جدل، إذ وصف عنوان رئيسي معلقًا محافظًا بأنه "يهودي خائن"، فيما شبه عنوان آخر عمل منظمة الحقوق الإنجابية "تنظيم الأسرة" بأنها مثل "الهولوكست".
وعين ترامب بانون مديرًا لحملته الانتخابية في أغسطس 2016 وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسة ظهر كأحد القوى الرئيسية في البيت الأبيض، وعينه كبير المستشارين الاستراتيجيين في البيت الأبيض، وهو دور أتاح له التواصل مباشرة مع الرئيس الأمريكي، وأمكن رصد تأثيره في بعض القرارات الرئيسية التي اتخذها ترامب.
وبرز دور بانون على سبيل المثال، عندما أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وهي الخطوة التي تعد أحد الأهداف البارزة في سياسة بانون.
وفي أبريل 2017 سعى ترامب على ما يبدو إلى تقليل تأثير بانون، عندما رفض التأكيد على أن كبير مساعديه مازال يحظى بدعمه، وشرع في التقليل من أهمية دوره في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "نيويورك بوست" قال فيها: "أنا المستشار الاستراتيجي لنفسي"، ومنذ ذلك الوقت خفت نجم بانون إلى حد ما، وبرزت ترجيحات بإقالته الوشيكة.
وكان تعيين بانون محل خلاف من جانب الجمهوريين الذين دأب موقع "بريتبارت" الإخباري على انتقادهم.
وانتقد الديمقراطيون تعيين بانون في البيت الأبيض، وحينها قال آدم جنتلسون، المتحدث باسم هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، في بيان :"من السهل معرفة سبب اعتبار المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة ترامب بطلًا لها بعدما عين واحدًا من أبرز دعاة تفوق أصحاب البشرة البيضاء في منصب كبير مساعديه".
كما انتقدت الجماعات الحقوقية المدنية تعيين بانون، من بينها رابطة مكافحة التشهير، التي تنظم حملات معادية للسامية، ومركز قانون الحاجة الجنوبي، وهي منظمة تكافح جرائم الكراهية.
ووصف جوناثان غرينبلات، المدير التنفيذي لمركز مكافحة التشهير، بانون بأنه "الرجل الذي رأس أول موقع إلكتروني لليمين البديل، وهي مجموعة من القوميين البيض والمعادين للسامية والعنصريين".
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن بانون شارك في صراع على السلطة مع صهر ترامب ومستشاره البارز، جاريد كوشنر، الذي يتمتع بنفوذ وتأثير في إدارة ترامب.
وفى أغسطس 2017، أقال ترامب بانون من دوره البارز في مجلس الأمن الوطني، لكنه ظل حتى وقت قريب محافظًا على اتصاله غير المقيد بالرئيس، وهو امتياز خاص في البيت الأبيض يبدو أن بانون قد فقده مؤخرًا.