أحرجته تحية كاريوكا وهاجمه نجيب الريحاني وأدخل إسماعيل ياسين مستشفى الأمراض العقلية.. حكايات مثيرة من حياة الملك فاروق مع نجوم الزمن الجميل

الموجز

يعتبر الملك فاروق الأول من أشهر الملوك والرؤساء الذين جمعتهم الكثير من العلاقات بنجوم الفن، وسيطرت علامة الإستفهام علي الكثير من هذه العلاقات، فهو أشتهر بعلاقاته المختلفة بمشاهير السينما والطرب والمسرح، وذلك نتيجة حبه الكبير للفن وتعلقه به، حيث كان الملك فاروق دائمًا يقيم الحفلات الخاصة في قصره وكان خلالها يستضيف أشهر نجوم الزمن الجميل ليقدموا عروضًا غنائية أو فقرات استعراضية أو كوميدية، وخلال السطور المقبلة، "الموجز" يسلط الضوء علي علاقات الملك فاروق بنجوم الزمن الجميل.

تعتبر الراقصة تحية كاريوكا من أكثر الفنانات جراءة لذلك خلال مسيرتها الفنية تعرضت للكثير من المشاكل وصلت بعضها إلى السجن في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

ومن أبرز المواقف التي جمعتها بالملك فاروق عندما كان جالسًا في إحدي الكازينوهات فقالت له بطريقتها الساخرة: "إن مكانك ليس هنا بل يجب أن يكون في قصر الملك"، وتوقع الكثيرون أن يغضب الملك منها، لكنه انصرف على الفور وسط استغراب المحيطين به.

وتسبب هذا الموقف في شعور كاريوكا بأن الكازينو يفكر في فسخ التعاقد معها وذلك بعدما أحرجت الملك وجعلته يخرج منكسر الرأس أمام الجميع، وبشكل غير مباشر قامت الملاهي الليلية بالحذر وليس المنع النهائي في التعامل معها خشية أن تجلب عليهم المشاكل.

وحرصت كاريوكا علي أن تتأكد من تلك الشكوك، ففكرت أن تفاتح سليمان نجيب بما له من صداقات من باشاوات ووزراء مقربين من القصر، ربما أستطاع أحد أن يؤكد أو ينفي له ما تفكر فيه، لكن الأقدار كانت أسرع منها.

وفي عام ١٩٤٣، تعرض الملك فاروق لحادثة سير عندما كان يقود السيارة التي أهداها له الزعيم النازي أدولف هتلر، بسرعة كبيرة بجوار ترعة الإسماعيلية عائدًا من رحلة صيد، ففوجئ بمقطورة عسكرية إنجليزية قادمة تنحرف يسارًا فجأة وتسد الطريق أمامه كي تدخل أحد معسكرات الإنجليز، فأنحرف لتفادي السقوط في ترعة الإسماعيلية، واصطدمت مقدمة المقطورة بسيارته التي طارت عجلتاها الأماميتان، وتحطم الباب الأمامي ووقع في وسط الطريق.

وبعد هذا الحادث شعرت كاريوكا أن القدر أرسل لها هذا الموقف ليزيل أي خلاف بينها وبين الملك، وتوجهت لزيارته ضمن مجموعة من السينمائيين والفنانين، ووفد من نقابة التمثيل والسينما للإطمئنان عليه، وبذلك أنتهي خلاف تحية كاريوكا والملك فاروق.

ولم تكن علاقة نجيب الريحاني والملك فاروق علاقة طيبة فكان من الممكن أن يتعرض للسجن في عهده لكن الذي نجاه أنه كان يتمتع بعلاقة صداقة قوية مع رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا، فأنقذه من المكائد وقدم له فرصة ذهبية للنجاة.

حيث كان الريحاني ينفق جميع أمواله علي احتياجات فرقته المسرحية، وعلي الرغم من فقره إلا أنه لم يسمح يومًا لتحكم السلط في المضمون الفني الذي يقدمه، وخلال مسيرته الفنية لم يقدم الريحاني إلا ما يتوافق مع رؤيته السياسية والاجتماعية، بل كان أشجع من أن يقف موقف الحياد من عيوب الحكام، فواجه تلك العيوب بالتلميح أحيانًا والتصريح أحيانًا أخرى.

وفي عهد الملك فاروق قام نجيب الريحاني بتقديم مسرحية "حُكم قراقوش" عن حاكم ظالم مستبد، وحينما رآها الملك لأول مرة غضب غضبًا شديدًا وكاد أن يعاقبه جزاء لفعلته، لولا تدخل مستشاره الأول أحمد حسنين، صديق الريحاني المقرب.

واستطاع حسنين إقناع الملك بأن الريحاني لا يقصده بل توجد في التاريخ شخصية حقيقية كانت تُدعى "قراقوش"، وترك الريحاني، المسرحية لفترة طويلة، ثم قدمها مرة أخرى حينما طلّق الملك زوجته الأولى وانتشرت الهمسات على أفواه الشعب عن طيشه وأفعاله غير المحسوبة.


ونختتم بالفنان إسماعيل ياسين الذي دعاه الملك فاروق في إحدى الأيام لتقديم بعض العروض لمونولوجاته في حفل خيري لصالح جمعية "مبرة محمد علي" في ملهى "الأوبرج"، عام ١٩٥٠.

وعندما قابل الملك فاروق إسماعيل ياسين قال له: "يلا يا إسماعيل سمعنا نكتة جديدة" واستجاب ياسين وقال: "مرة واحد مجنون زى جلالتك كده"، فصرخ الملك قائلاً: "أنت بتقول إيه يا مجنون" فعلم ياسين وقتها أنه أخطأ، وحاول أن يتظاهر أنه أصيب بحالة إغماء حتى يفلت من العقاب.

ولم تفلح هذه الخدعة، حيث حاصر حراس الملك إسماعيل ياسين بعد إفاقته من حالة الإغماء المصطنعة حتى ينفذوا العقاب الذي أمر به الملك، وهو نقله إلى مستشفى الأمراض العصيبة والنفسية، وبالفعل دخل المستشفى ودفع الملك مصاريف علاجه على نفقته الخاصة، وغادر إسماعيل المستشفى بعد عشر أيام، لكن كانت حالته النفسية سيئة للغاية.

تم نسخ الرابط