بعد أنباء عن تورط روسيا فى تسميمه.. معلومات لا تعرفها عن «نافالني» المعارض الشرس للرئيس بوتين
حالة تسمم خطيرة تعرض لها المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني ما تسبب في دخوله إلى غيبوبة وفق ما أعلنت عنه المتحدثة باسمه، كيرا يارموش، عبر حسابها في تويتر.
وأكدت يارموش أن الأطباء "لا يعطونها المعلومات الكافية في محاولة منهم لكسب الوقت" داخل المستشفى الذى يعجّ برجال الأمن وفق تغريداتها، ملمحة إلى تورط الأمن الروسي فيما يحدث.
"يارموش" اتهمت وسائل الإعلام المقربة من الكرملين بإتباع نهج تحريري موحد يزعم أن نافالني "شرب كثيراً يوم أمس وأنه اليوم أخذ حبة ضدّ الكحول لتحسين حالته، نافية ذلك.
وقد ألم مرض بالناشط الروسي المعارض للفساد خلال رحلة طيران بين سيبيريا والعاصمة موسكو، حين هبطت الطائرة اضطراريًا بسبب تدهور وضعه الصحي بشكل مفاجئ.
ويسود الاعتقاد- بحسب يارموش- أن أليكسي نافالني تعرض للتسميم "عبر مادة وُضعت في الشاي الذي كان يحتسيه خاصة أنه المشروب الوحيد الذي تناوله منذ الصباح".
وتابعت: "يقول الأطباء إن المواد السامة سريعة الامتصاص في السوائل الساخنة. وألكسي حاليًا فاقد للوعي".
ومن جانبه، أعرب الكرملين، اليوم الخميس، عن تمنياته بـ"الشفاء العاجل" للمعارض الروسي أليكسي نافالني، الذي يشتبه بتعرضه لتسمم أدخله العناية المركزة.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي صرح لوسائل إعلام بأن نافالني "في حالة خطرة"، مضيفًا: "مثل أي مواطن روسي، نتمنى له الشفاء العاجل".
وأكد بيسكوف أنه لا يوجد أي دليل حتى الآن على حدوث تسمم.
من هو أليكسي نافالني؟
أليكسي نافالني البالغ من العمر 44 عاماً محام ومعارض سياسي بارز في روسيا درس القانون والاقتصاد في روسيا قبل أن يستفيد من منحة جامعية في للدراسة في جامعة ييل الأمريكية.
وذاع اسم نافالني بفضح فساد المسئولين، واصفًا حزب بوتين، روسيا المتحدة، بأنه "حزب محتالين ولصوص".
وقام بإنشاء مدونة على الإنترنت لنشر تحقيقاته عن ملفات الفساد في أوساط النخب الحاكمة، ولاسيما الشخصيات المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك خلال العقد الأول من الألفية الجديدة.
وخلال عمله كمستشار لحاكم منطقة كيروف عام 2009 اتهم بالتخطيط لاختلاس أموال من شركة حكومية وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات مع وقف التنفيذ غير أنه نفى الاتهام الموجه إليه، وهو الحكم الذي سيغلق الطريق أمامه من أجل الوصول إلى الكرملين مستقبلاً.
وفى عام 2011 أنشأ مؤسسة لمكافحة الغش والفساد ينشر من خلالها مقاطع فيديو لفضح صفقات أعمال مشبوهة بالإضافة لأسلوب الحياة الفاخر للسياسيين والمسئولين في الدولة وتحصد هذه الفيديوهات ملايين المشاهدات.
دعا نافالني إلى احتجاجات ضد حكم بوتين وطالب مقاطعة الانتخابات التشريعية عام 2011 ما تسبب في اعتقاله لمدة 15 يوماً.
وشارك في انتخابات البلدية وترشح ليكون عمدة موسكو في 2013 وحصد قرابة 28 بالمائة من الأصوات، ورغم عدم فوزه إلا أنه عزز موقعه كمعارض قوي للنظام الحاكم.
وبسبب سجله القضائي غير النظيف وفق السلطات، رفضت اللجنة الانتخابية ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2017.
وقاد احتجاجات عارمة ودعا إلى قطع الطريق أمام بوتين من أجل الوصول إلى الكرملين من خلال مقاطعة الانتخابات الرئاسية سنة 2018.
وفي سبتمبر من العام الماضي قادت السلطات حملات تفتيش واسعة ضد نافالني ومحيطه ممن ينشطون معه حيث تم تنفيذ قرابة 200 أمر بالتفتيش في 41 مدينة في روسيا.
واتهم نافالني السلطات بمحاولة اغتياله بعد ظهور خراج غير مبرر في جسمه خلال اعتقاله صيف 2019، ولطالما تكررت حملات اعتقاله وسجنه من قبل الحكومة الروسية لمدة تتراوح بين 10 و30 يوماً.
ووصف في يونيو الماضى التصويت على التعديلات الدستورية بأنه "انقلاب" و"انتهاك للدستور"، وسمحت تلك التعديلات لبوتين بالبقاء في منصبه لولايتين أخريين.
وعانى نافالني من قبل من حروق كيماوية خطيرة في عينه اليمنى في 2017 بعد تعرضه للهجوم بصبغة مطهرة.