يرد القدر ويحقق الأمنيات .. معلومات لا تعرفها عن «التسبيح»
يعد ذكر الله تعالى من أعظم العبادات في الإسلام، وهي عبادةٌ يسَّرها الله ذو الجلال والإكرام لعباده، ووعد الذاكرين والذاكراتِ أجرًا عظيمًا، وفضلًا كبيرًا، ومن أحب الذكر إلي الله هو "التسبيح" الذي جعله المولي عز وجل مفتاحاً لتفريج الكرب ورد القدر.
قال الله تعالي في قصة يونس عليه السلام: "فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ اٌلْمُسَبِّحِينَ ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " فلا يعدو أن يكون التسبيح المقصود به بمثابة التضرع إلى اللّٰه واللجوء إليه قصد الاستغاثة به للنجاة من الكرب عند الشدة كقوله تعالى : " أَمَّنْ يُجِيبُ اٌلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ، وَيَكْشِفُ اٌلسُّوءَ ".
أمر اللّٰه عباده المومنين بأن يَلْزَموا التسبيح في كل وقت وحين ، حين تَقَـلُّب الليل والنهار ، وعند السحَر ٠ قال تعالى : " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ " ٠ " وَمِنَ اٌللَّيْلِ فَاٌسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ اٌلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ، وَمِنْ آنَاءِ اٌللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ اٌلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " طه : 130
أعظم الأذكار
ويُعتبرُ التسبيح من أعظم الأذكار أجرا، قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم " كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان اللّٰه وبحمده ، سبحان اللّٰه العظيم " ( متفق عليه )
وقد يأتي التسبيحُ بمثابة التضرع إلى اللّٰه واللجوء إليه بُغية الاستغاثة به للنجاة عند الكرب ؛ كما فعل سيدُنا يونس بعليه السلام حينما وقع في البلاء ! بعدما أنذر قومه بالعذاب ، فغادرهم دون إذنٍ من ربه.
قال تعالى " وَذَااٌلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً ، فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ، فَنَادَى فِي اٌلظُّلُمَاتِ : أَنْ لاَإِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ اٌلظَّالِمِينَ " نَادَى رَبَّهُ فِي ظُلُمات ثلاث : ظلمات بطن الحوت ، وظلمات البحر ، وظلمات الليل.
تسبيح المخلوقات
كل المخلوقات خاضعةٌ لله تُسبِّح بحمد ربها بما فيها الأرض والسماء ؛ قال تعالى : " يُسَبِّحُ لَهُ اٌلسَّمَاوَاتُ اٌلسَّبْعُ وَاٌلْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ، إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً " الإسراء : 44
فقد تُصْدِر بعضُ المخلوقات أصواتا تُعَبِّر فيها عن التسبيح بحمد اللّٰه ! كلٌّ لهُ هَدِيرُه ؛ كما تفعل الطيور والحيوانات ؛ كشدو البلابل وتغريد العصافير ، وهَدِيل الحمام ، وصرير السمك ونقيق الضفادع ، وصياح الدِّيَكة ، ورَجْرَجة مياه البحر وهدير مياه الجداول والأنهار ؛ والملائكة وكثيرٌ من الناس ، وكثيرٌ حق عليهم العذاب بسبب كفرهم وعصيانهم ٠ قال تعالى : وَيُسَبِّحُ اٌلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَاٌلْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ " الرعد
فلذلك أمر اللّٰه تبارك وتعالى عباده المومنين بالاستقامة على الطريق ، وعدم الاكتراث للدنيا ؛ وضَرَب لنا أمثلةً عديدة ، كي نتعظَ بها فنُقبلَ على الآخرة ، ونمُر على الدنيا مر الكرام وللحفاظ على هذا المكسب العظيم من الإيمان.
قصة الفاروق والقدر
روي عن أمير المومنين عمر بن الخطاب رضي اللّٰه قصة له مع القَدر ، حينما عزم على الدخول إلى الشام ؛ فقيل له إن بها وباء الطاعون ؛ فقرر العودة ! فقال له أبو عبيدة بن الجراح رضي اللّٰه عنه : أَفِراراً مِنْ قَدَرِ اللّٰهِ ياأمير المومنين ! فقال عمر : " لَوْغَيْرُكَ قَالَهَا يا أبا عبيدة ؛ نعم ، نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللّٰهِ إِلَى قَدَرِ اللّٰهِ ".