منعوها من التمثيل.. ودور ”الراقصة ” أشعل غضب الجمهور ضدها ..والرئاسة تدخلت لإنقاذها .. أحزان سميرة أحمد بعد فيلم ”الشيماء ”

الشيماء وبنت بديعة
الشيماء وبنت بديعة

عندما نتحدث عن السينما و الهجرة النبوية الشريفة لا نتذكر سوي الفنانة الكبيرة سميرة أحمد وفيلمها الخالد "الشيماء " ومع احتفال العالم الإسلامي بالعام الهجري الجديد  لا تتوقف القنوات الفضائية عن عرض أفلام سميرة أحمد التي تحدثت عن الهجرة النبوية. 

ومن أشهر أعمالها فيلم"الشيماء" والذي عرض في عام 1972، وجسدت من خلاله شخصية أخت الرسول محمد صلي الله عليه وسلم في الرضاعة، وتعيش في بنى سعد بين أمها حليمة السعدية وأبيها الحارث بن عبد العزيز، وشقيقها عبد الله  .وشارك في العمل كل من سميرة أحمد، أحمد مظهر، توفيق الدقن، عبدالله غيث، أمينة رزق، غسان مطر .

وعلي الرغم من النجاح الذي حققه الفيلم إلا أن الكواليس كانت اكثر اشتعالا مما يتخيل المشاهد، فكان حسام الدين مصطفى مخرج العمل قد اتفق مع سميرة أحمد ألا تقوم ببطولة أي فيلم لمدة سنتين احتراما لشخصية الشيماء لكن ذلك لم يحدث حيث صدمت سميرة أحمد الجميع وقامت ببطولة فيلم “بنت بديعة" في نفس العام.

كانت الصدمة أن سميرة أحمد تقدم في الفيلم لأول مرة شخصية راقصة في كباريهات، وهاجم النقاد حينها سميرة معتبرين إنها أساءت الاختيار فكان  الفيلم ضعيف المستوي ودورًا غريبًا علي سميرة ولم يكن مناسبًا لها، حيث ارتدت فيه بدلة رقص وهذه الشخصية بعيدة تمامًا عن شخصيتها الهادئة التي طبعت في ذاكرة مشاهديها.

وتدور قصة فيلم “بنت بديعة” حول فتاه فقيرة تحب شاب من الأثرياء وتنجب منه ابنه وترفض عائلته الزواج منها أو رعايتها وتقوم بطردها، تسير بديعة خارج المنزل فيقابلها شباب منحرف يحاولون الاعتداء عليها ويخطفون ابنتها منها، وتنهار فتحاول أن تعمل عملا شريفا ولكنها لا تجد إلا أن تعمل في الكباريهات، ولكن توقف العمل حينها، حتي لا تهين الشخصية، وبسبب الجدل الواسع حول العمل. وذكرت أحمد في حوار سابق لها إنها منعت  التمثيل لفترة بعد تقديمها شخصية الشيماء، مشيرة إلي أن هناك مؤامرة تمت ضدها. 

وقالت إن هناك فتاة سمراء ذهبت إلى مسئول في مؤسسة السينما وقالت له" أحذركم من توقيع عقد "بنت بديعة"مع سميرة أحمد فسألها المسئول بدهشه"ماذايمكن ان يحدث؟"، فقالت البنت بيقين" سيتوقف إنتاج الفيلم"، فهز المسئول راسه وقال "عجيبة" ولم يسمع لها ووقع العقد مع سميرة أحمد، وبعد أيام نشرت الصحف خبرًا بأن فيلم "بنت بديعة" قد توقف.

وهذا ما جعل سميرة تذهب للمؤسسة تستطلع الخبر فقيل لها " أن  بدر الدين أبو غازي وزير الثقافة حينها هو الذي أصدر هذا الأمر"، وحين سألتهم لماذا؟، كانت الإجابة هي أنها قامت بدور الشيماء، وحاشا أن تكون الشيماء أخت رسول الله هي بنت بديعة.

ولم يكن هذا هو أول عمل يتوقف لسميرة فدائما ما تصيبها لعنة التوقف بعد كل عمل إسلامي، فقد تكرر أكثر من مرة ففي فيلم "فجر الإسلام" أحضروها من بيروت لتقوم ببطولة العمل وبعدها منعوها من بطولة فيلم "دنيا الله" لنجيب محفوظ، والذي كانت ستجسد فيه شخصية الفتاة الساقطة، وبعدها منعوها من فيلم "اعترافات امرأة" وحتي حين حفظت أغاني فيلم "حرامي الورقة" قال لها المخرج بعد البروفة الأخيرة ان الدور سحب منها.

وحينها توجهت سميرة أحمد لمكتب أحد المسئولين في رئاسة الجمهورية بكل وثائقها وعقودها القديمة التي ألغيت ظلمًا، وبما كتبته الصحافة وتوجه مسئول في رئاسة الجمهورية بالسؤال إلى وزير الثقافة عن سبب منعها، فأبدى الأخير دهشة بالغة مما سمع، وقال إنه لا يعلم شيئًا عن الأمر، وبعد 24 ساعة رجعت سميرة أحمد بطلة لفيلم "بنت بديعة"

تم نسخ الرابط