كيف يستقطب تنظيم «داعش» النساء؟.. مرصد الأزهر يرد

الموجز

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن تعاليم الدّين الإسلاميّ الحنيف وتقاليد المسلمين في معاملة النساء ليست على هذا النحو الذي تدّعيه التنظيمات الإرهابيّة من الجبر والإهانة، ومن ثمَّ كان هذا النهج الذي انتهجه التنظيم في معاملة النساء من أبرز الدوافع التي زادت من هجوم الغرب على الإسلام، وجعلهم في حالة رفض للتّراث الدينيّ؛ ظنًّا منهم أنه سببٌ في جهل المرأة، وإنكار حقوقها واستعبادها، والإسلام من كل ذلك براء.

وأضاف في تقرير له، أن الله سبحانه وتعالى كرم المرأة، وأوجَبَ رعايتها واحترامها، وجعلها تتميّز عن الرجال بأمور خاصة؛ وذلك لطبيعتهن التي جبلهنَّ الله عليها، ليتسنى لها القيام بالدور المنوط بها في هذه الحياة، ونجد الدور الذي تقوم به المرأة يعتمد بشكل رئيس على مجموعة من الالتزامات والمعايير الاجتماعيّة التي تخضّع إلى العادات والتقاليد في المجتمع، وتتّسق كمال الاتساق مع تعاليم الدّين الإسلاميّ، وفي نفس الوقت تتناسب مع طبيعتها الأنثويّة، التي تمتاز بها من عاطفة رقيقة، ومشاعر دافئة تجعلها تصلح لقيامها بدور الأمّ الحانية بأبنائها، والابنة البارة بوالديها، والزوجة التي تعيّن زوجها على أمر دينه ودنياه، بما يحقّق المصلحة لأفراد الأسرة كلها على حدٍّ سواء، تلك طبيعة المرأة، وهذا هو دورها المنوط بها.

وسلط المرصد، الضوء على صراع الأدوار الاجتماعيّة في حياة المرأة في كَنف تنظيم "داعش" الإرهابيّ، وتكمن نتيجة هذا الصراع في أثره على السلوك الذي يؤدي إلى تزايد إحساس الفرد بالتوتر والإحباط، أو الحياة البائسة للمرأة، ذلك الصراع الذي ينشأ نتيجة الرغبة في القيام بالأدوار الاجتماعيّة التي تعيش داخل المرأة بطبيعتها، وبين الأدوار الذكوريّة التي تُجبر المرأة على القيام بها داخل ذلك التنظيم الإرهابيّ، كالقيام بالعمليات الانتحاريّة، أو حمل الأسلحة المختلفة، أو الموت الحَتميّ نتيجة إعلان الرفض، أو محاولات الهرب من ذلك التنظيم الدامي.

وعلى الرغم من التحديد الاجتماعيّ لدور المرأة في المجتمع، إلا أننا نجد التنظيمات الإرهابيّة دائمة البحث والتدقيق عن كل ما يُثير القلق النفسيّ للأفراد في صورة ترغيب حسن مستعينة بالمشاكل الاجتماعيّة التي تواجه الأفراد في الحياة المعيشيّة؛ حتى تقع الفريسة في شِباك صائدها، ثم يسقط القناع البريء لتظهر الصورة الدّامية لذلك التنظيم الإرهابيّ، وهو ما يظهر جليًّا عند توضيح العلاقة بين الدور الاجتماعيّ ومحدّدات الشخصيّة، تلك العلاقة التي تتبلور في رؤية الأفراد وفقًا لمدى قبولهم أو رفضهم للأدوار المحدّدة لهم في المجتمع، أو تصورات الآخرين لتلك الأدوار، مما يؤدي إلى الصراع الذاتيّ بين الدور الكائن بالفعل، وبين الدور الذي يجب أن يكون، وهو ما يظهر جليًّا عند عقد مقارنة بين استخدام مفهوم "الدور" كما يراه العلم وبين استخدام ذلك المفهوم كما يراه تنظيم "داعش" الإرهابيّ.

تم نسخ الرابط