فى ذكرى ميلاده .. حكايات وأسرار فى حياة ”شيخ المجاهدين” عمر المختار
شيخ المجاهدين، أسد الصحراء، شهيد الشهداء، أيقونة ليبيا الخالدة، رمز الصمود والكفاح الذى فضل الموت على الاستسلام كل هذه الألقاب حصدها "عمر المختار" الذى حارب "الإيطاليين"، وعمره 53 عام، وقاموا باعدامه بعد 20 عام، من قتاله ضدهم ، وقال عنه عدوه حينما رأيته شاهدت فيه آلاف المرابطين ممن واجهونا.
عمر بن مختار بن عمر المنفي الهلالي، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين، ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل في بادية برقة.
حارب قوات الغزو الإيطالية منذ دخولها أرض ليبيا، إلى عام 1931، حتى بلغ من العمر 70 عامًا، و شارك في عدد كبير من المعارك ، وعندما تم اعتقاله قال عمر المختار جملته الشهيرة الخالدة " إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان أقوى من كل سلاح، سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي" ، وبالفعل عمر المختار أصبح أسطورة تتحدث عنها أجيال العالم العربى، وسيرته العطرة حاضرة فى كل وقت وفى أى مكان.
شيخ المجاهدين الذى قال،" لئن كَسَرَ المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي"، عند استجوابه سأله القاضى ، هل حاربت الدولة الايطالية؟ فأجاب بكل قوة وعزة وفخر نعم .
هل شجعت الناس على حربها؟ فقال نعم ، هل أنت مدرك عقوبة مافعلت؟ فكانت إجابته نعم، هل تقر بما تقول؟ نعم .
منذ كم سنة وأنت تحارب السلطات الايطالية؟ وكانت إجابته دقيقة منذ 10 سنوات، هل أنت نادم على مافعلت؟ وكانت الإجابة لا، ليلاحقه القاضى فى أسئلته هل تدرك أنك ستعدم؟ ويقول له القاضي بالمحكمة : أنا حزين بأن تكون هذه نهايتك، فيرد شيخ المجاهدين بل هذه أفضل طريقة أختم بها حياتي .
ويحاول القاضي مساومته فيحكم عليه بالعفو العام مقابل أن يكتب للمناضلين أن يتوقفوا عن النضال ضد الإيطاليين ، فينظر له عمر المختار ويقول مقولته الشهيرة، "إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ، لايمكن أن تكتب كلمة باطل" .
ويتم تنفيذ حكم الاعدام على الشيخ المناضل فى سبتمبر عام 1931، قد اتخذت جميع التدابير اللازمة لتنفيذ الحكم ، فتم إحضار جميع أقسام الجيش، و 20 ألف شخص من الأهالي و جميع المعتقلين السياسيين ليشاهدوا لحظة الاعدام ، و أما الشيخ عمر المختار فقد تلى على منصة إعدامه آيات من الذكر الحكيم و هي "يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" ، وكانت هذه آخر الكلمات التى تحلى بها لسان عمر المختار ولقى ربه شهيدا مناضلا مكافحا مرفوع الرأس.