الإمام الذي أقال الرئيس.. معلومات لا تعرفها عن «محمود ديكو» زعيم المتمردين في مالي

الإمام محمود ديكو
الإمام محمود ديكو

استيقظ العالم أمس على إعلان الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، استقالته رسميًا من منصبه بعد احتجازه على يد جنود متمردين، الأمر الذى أحدث دهشة عارمة في الوسط السياسي الإفريقي، خاصةً أن الاستقالة جاءت تحت تهديد السلاح من المتمردين في مالي بقيادة إمام الشعب محمود ديكو، وبمساندة عدد من الجنود وقادة الجيش في البلاد، فمن هو "ديكو" زعيم الانقلاب؟

بزغ نجم رئيس المجلس الإسلامي السابق الإمام الموصوف بالاعتدال محمود ديكو قائدًا للحراك ومفاوضًا عن المحتجين.

وكان محمود ديكو الذي لُقب بـ"إمام الشعب" من المؤيدين سابقًا لـ "كيتا" وكان له دورًا كبيرًا في وصوله إلى الحكم في عام 2013، بوصفه شخصية دينية مؤثرة جدًا في السنوات العشر الأخيرة بالبلاد ترأس خلالها المجلس الإسلامي الأعلى.

وتخلى الإمام ديكو عن "كيتا" عام 2017 واستقال من المجلس الإسلامي الأعلى ليشكل حركته السياسية الإسلامية الخاصة به، وهي تنسيق الحركات والجمعيات والمتعاطفين (CMAS).

خلال الفترة الماضية، كان الإمام محمود ديكو هو قوة الحشد الحقيقية وراء المظاهرات التى خرجت ضد رئيس مالى إبراهيم بوبكر كيتا وانتهت بتقديمه الاستقالة.

وسبق أن نظم "إمام الشعب" فى أبريل 2019 احتجاجات أدت إلى إقالة رئيس الوزراء آنذاك سوميلو بوبيي مايغا.

وفي عام 2009 برز "ديكو" كرئيس للمجلس الإسلامي الأعلى حيث قاد حملة احتجاج جماعي أجبرت رئيس مالي آنذاك أمادو توماني توري على تخفيف قانون الأسرة الذي كان من شأنه أن يعزز حقوق المرأة، وأكد ذلك دوره كشخصية دينية محافظة بارزة.

وولد الإمام ديكو في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في منطقة تمبكتو، وكان في الأصل مدرسًا للغة العربية، ودرس في المملكة العربية السعودية وأصبح الزعيم الديني للمسجد في بادالابوغو، إحدى ضواحي باماكو وتطل على النهر.

وشغل منصب سكرتير المنظمة الدينية الحكومية الرئيسية حتى نهاية نظام الحزب الواحد وإقامة الديمقراطية قبل ما يقرب من ثلاثة عقود.

ويعد "ديكو" مدافع عن الإسلام التقليدي لغرب إفريقيا، ومحافظ في نظرته لقضايا الأسرة، لكنه مدافع قوي عن جذور مالي الثقافية قبل الإسلام والثقافة الدينية التعددية والمرجعية الصوفية.

وعندما استولى متشددون إسلاميون على شمال مالي في عام 2012 حاول التوصل إلى تسوية من خلال المحادثات، حتى أنه التقى بالقائد الجهادي إياد أغ غالي.

وعندما تخلى المسلحون عن الحوار وشنوا هجومًا جديدًا هدد باختراق الجنوب والتقدم نحو باماكو، رحب الإمام ديكو بالتدخل العسكري الفرنسي في يناير عام 2013، بحجة أن جنودها ينقذون الماليين الذين "كانوا في محنة" بعد أن تخلت عنهم الدول الإسلامية.

وتمسك "ديكو" بتوجهه المحافظ، وقال إن المسلحين المسئولين عن هجوم عام 2015 على فندق راديسون بلو في باماكو أرسلهم الله لمعاقبة الماليين على المثلية الجنسية التي يتم استيرادها من الغرب.

وتظهر مشاعره القومية عندما اتهم فرنسا بأن لها طموحات لإعادة استعمار بلاده. فهو مثل العديد من مواطنيه، أسعدته عملية الإنقاذ الفرنسية في عام 2013 ولكنه متعب الآن من العملية العسكرية الفرنسية التي لم تتمكن حتى الآن من القضاء على الجماعات الجهادية المسلحة.

 

 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط