يحدث في شهر أغسطس من كل عام .. حكاية القبيلة التي تنبش القبور لتنظيف الموتى والاحتفال معهم
تشهد قبيلة تروجا في اندونيسيا أغرب العادات والتقاليد حول العالم؛حيث تقوم في شهر اغسطس من كل عام بإخراج موتاهم وتغسيلهم وتغيير ملابسهم وقضاء يوم مع أسرهم ثم إعادة دفنهم علماً أنهم يحنطون موتاهم بالملح بتقليد متوارث.
قرية توراجا
توراجا هي قرية في اندونيسيا تضم مجموعة عرقية من السكان الأصليين المعروفين باسم Torajansيعيشون في المنطقة الجبلية في جنوب سولاويزي بإندونيسيا، يبلغ عدد سكانها إلى حوالي 1،100،000 ، منهم 450،000 يعيشون في أرض توراجا .
معظم السكان هناك يتبعون الديانة المسيحية ، والبعض الآخر من المسلمين بينما هناك من لديه بعض المعتقدات الوثنية المحلية المعروفة باسم aluk "الطريق"، قبل القرن الـ20 ، عاش سكان توراجا في قرى مستقلة ، يمارسون هناك الأعمال الروحية ، ليكونوا بمنأى نسبيا عن العالم الخارجي.
عادات الموتي
كل مجتمع لديه طريقته الخاصة في التعامل مع الموت والموتى ، هناك عدد لا يحصى من المعتقدات حول الروح والموت المنتشرة حول العالم ، وبما لديهم من طقوس وتقاليد مختلفة من الممارسات الجنائزية ، والاحتفالات، يشتهر شعب توراجا بالمنحوتات الخشبية التقليدية والغريبة مع منازل أجدادهم الضخمة ، ألا أنهم أحد الشعوب المميزين كثيرا بطقوس الموت بما لديهم من بعض الطقوس العجيبة عند الموت من طقوس الجنازة الأكثر تعقيدا في العالم .
يستخدم سكان القرية الأشجار كقبور لدفن الموتى من الرضع داخل جذوع النباتات الحية وذلك حتى يتم امتصاص أجسامهم من قبل الطبيعة مع مرور الزمن ، وبعد ذلك يتم إغلاق تلك التجويفات بألياف النخيل وبعد اختفائها ، يعتقد سكان المنطقة أن جسم الرضيع المتوفي قد تم امتصاصه من قبل الطبيعة .
الجنائز
وتقام هناك الجنائز في احتفالات كبيرة ، ويشارك فيها جميع أفراد عائلة المتوفى ، وجميع أعضاء القرية . وتشمل تقاليدهم القديمة للعادات الجنائزية التي كانت تمارس على مدى قرون عديدة ، من المعروف أنها من التقاليد الأكثر تعقيدا في العالم . يبلغ عدد سكان توراجا ما يقرب من 650،000 ، منهم 450،000 لا يزالون يعيشون في “أرض توراجا”
تعتقد قرية توراجا في الآخرة ، وبما لها من معتقدات اكثر تعقيداً في عملية الموت والدفن بإعتبارها من العمليات الطويلة، فعندما يموت الشخص ، فإنهم عادة مايقوموا بتغسيله ويبقى في "tongokonan "تمهيداً لوقت الجنازة والدفن في وقت لاحقا في الأسر الأكثر فقرا ، يمكن أن تبقى الجثة في غرفة أخرى من المنزل . يبدأ حفل جنازة توراجا مع تجميع الأقارب ووضع الجثة داخل الكهوف ليتم الدفن وسط المنحدرات من الحجر الجيري .
خلال فترة الانتظار ، تعامل الجثة بعض الشيء كما لو أنها لا تزال على قيد الحياة ، ويعتقد البعض أن الروح لا تزال قريبة في انتظار رحلتها إلى الدفن . يقوم أهل القرية بتلبيس الجثة للملابس وتقديم الوجبات اليومية ، تماما كما لو كان على قيد الحياة حتى تبدأ مراسم الجنازة .
اخراج الموتي
قد يتعجب الكثير عندما يتعرف على التقاليد العجيبة لـ قرية توراجا في تلك التقليعة المريبة بعض الشيء في إخراج الموتى ، حيث يقوم سكان قرية توراجا الإندونيسية بإخراج الموتى من قبورهم في شهر أغسطس من كل عام ، حتى يتسنى لهم إلقاء التحية بـ “كل عام وأنتم بخير” ، كما يقومون بإعداد الملابس الجديدة الزاهية للجثث ، ويحضرون لهم ما لذ وطاب من الأطعمة والماء ومستلزمات الاستحمام قبل إعادتهم مرة أخرى إلى قبورهم . ويعد هذا الشهر هو شهر الإحتفال بالموتى من خلال إخراج جثث أقاربهم للاستحمام بالمياه والإنتعاش بالملابس الجديدة والماء ، ويطلق على تلك العادة بإسم “ماينين” وهو ما يعني حفل تنظيف الجثث
ويعود مفهوم تلك العادة ، في اعتقاد سكان القرية بأن أرواح الموتى لابد وأن تعود إلى مسقط رأسها ، لذلك فكان لهم بعض التقاليع إذا مات أحدهم خلال رحلة ، فعلى أهله القيام بالذهاب إلى مكان موته وإصطحابه مشيًا إلى القرية في خطوط مستقيمة . لذا ، فإنهم من الأشخاص التي تخشى السفر لأماكن بعيدة عن مسقط رأسهم .