حكاية أغنية ”بودعك” كتبها بليغ في المنفى معاتبًا ورده التي لم تغنيها إلا بعد عودته لمصر
في باريس ثمانينيات القرن الماضى، كان الملحن "بليغ حمدى" في منفاه الاجبارى بعد الحادث الغامض لانتحار إحدى الفتيات من شرفة منزله أثناء إحدى حفلاته، وكان يشعر "بليغ" حينها بالحزن الشديد والآسى لفراقه وطنه خاصة وأنه انفصل عن حبيبته الفنانة "وردة" الجزائرية، فأمسك بالقلم وبدأ في كتابة كلمات تحمل الحزن والعتاب فكتب "بودعك".
وكانت قصة حب الملحن "بليغ حمدى" والفنانة "وردة" حديث الوسط الفني كله، وتزوجا مدة قدرها ستة سنوات مزجا فيها الألحان بالكلمات بالغناء فأنتجا فنًا خلد ذكراهما حتى الآن.
بعدما كتب بليغ مقدمة أغنية "بودعك" أكملها الشاعر الغنائي منصور شادى ولحنها "بليغ " وبعدها أرسلها لـ"وردة "، فغضبت لأنها شعرت أن كلماتها كلها عتاب، وتركت الأغنية فترة من الزمن حتى نطقت المحكمة ببراءة بليغ حمدى في قضية انتحار الفتاة وقرر العودة إلى مصر، وحينها كانت حالته النفسية قد تدهورت للغاية، بعد عودته إلى مصر قررت المطربة وردة أن تغنى "بودعك" وكأنها كانت تعلم أنها بمثابة الوداع الحقيقي لحبها الوحيد بليغ حمدى.
وشعر بليغ في أواخر أيامه بالاكتئاب والحزن الشديد واضطر للسفر إلى باريس للعلاج ولفظ أنفاسه الأخيرة فى سبتمبر سنة 1993 وكانت أغنية"بودعك" هى آخر ألحانه الفنية.