اكتشفوا جثته بعد 3 أيام..حكاية حاتم ذو الفقار الذي سجن في قضية مخدرات وطلب من صفوت الشريف أن يعيده للشاشة

الموجز

تنبأ له الجميع بمستقبل فني باهر، ولمع حاتم ذو الفقار في سماء النجومية فور ظهوره على الشاشة، حيث تصاعدت أدواره من الأدوار الصغيرة إلي الأدوار الكبيرة، وأثبت وجوده كبطل ثاني بين فناني جيله.

ولد حاتم محمد محمود راضي 5 يناير عام 1952، بقرية ساحل الجوابر بمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، عاش مع أسرته بمنطقة العباسية، وكان الشقيق الأوسط بين أخيه الأكبر المهندس وأخته الصغرى الطبيبة، وكان والده مهندسا وحاول إلحاقة بالكلية الحربية، لكنه حول وجهته إلى الدراسة بمعهد التمثيل بعد قضاء عامين في الكلية الحربية، خاصة أنه كان يجد صعوبة في التمارين الرياضية بالحربية، وحصل على بكالوريوس قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية في حقبة السبعينات، الأمر الذي تسبب في غضب والده منه، وقاطعه لفترة طويلة.

كانت بداية حاتم ذو الفقار في عالم الفن مساعدا للإخراج مع جلال الشرقاوي، والذي منحه الفرصة أن يقف على أرض صلبة، فقدم معه مسرحية "شهر زاد" و"8 ستات"، ثم بعد ذلك رشحه الفنان محمود مرسي الذي كان أستاذه في المعهد للمشاركة في مسلسل "قيود من ذهب" للمخرج أحمد توفيق، والذي كانت بداية الانطلاقة في طريق الفن.

أجاد ذو الفقار في دور الإبن الطائش بين فناني جيله، كما أشتهر وسط عمالقة الشر أمثال إستيفان روستي، وعادل أدهم، وفريد شوقي، وتعددت اعماله الفنية بعدها منها أفلام "المدبح، عنتر شايل سيفه، العمر لحظة، التخشيبة، بيت القاضي، عشرة علي عشرة، وآه آه من شربات بنات"، حتى وصل رصيده الفني إلى 89 عملا فنيا.

اشتهر "حاتم ذو الفقار" بكرمه وسخائه وحرصه على فعل الخير، فأقام مسجدا بقريته، كما ساعد في توفير مستودع لأنابيب البوتاجاز، ومحطة وقود للأهالي، وتم تسمية كوبري القرية باسم زوجته الفنانة "نورا"، فقد تزوج 3 زيجات، الأولى من "كريمة"، والثانية من الفنانة "نورا" شقيقة الفنانة "بوسي"، والثالثة كانت من خارج الوسط الفني، لم يدم زواجه بأية زوجة منهن ولم ينجب من الزيجات الثلاثة.

ارتبط بالفنانة نورا، وأقام الفنان الراحل نور الشريف لهما حفلا تحاكى به الجميع، حضره نخبة كبيرة من الفنانين والمثقفين والأدباء، ورفض والده زواجه من نورا، لرغبته في زواج نجله من إحدى قريباته، اكتشفت نورا بعد أيام من زواجها، أن حاتم مدمن مخدرات ولذلك لم يدم الزواج وانفضلا، وتم إلقاء القبض عليه وسجنه، وقال "حاتم ذو الفقار" عن نورا، إنها قصة حبه الوحيدة، رغم معرفته بفتيات كثيرات ورغم زواجه من اثنتين غيرها، إلا أنها حبه الوحيد، واصفا إياها بأنها الفتاة الجدعة بنت البلد، وتعرف عليها في فيلم "عنتر شايل سيفه" بطولة الفنان عادل إمام.

كان الفنان حاتم ذو الفقار، حديث الوسط الفني في حقبة الثمانينات، بسبب إدمانه على تعاطي المخدرات والهيروين، وتم القبض عليه مرتين، الأولى بتهمة تعاطي المخدرات، والثانية كان بحوزته مخدرات، حيث ألقت القوات القبض عليه في شقة صديقه بالعباسية في 15 نوفمبر 1987، وضبط بكميات من الهيروين للتعاطي وبعض أنواع المخدرات الأخرى، وتم احالته للمحكمة التي قضت بسجنه لمدة عام وتغريمه 500 جنيها وحبس صديقه 5 سنوات بتهمة إدارة مسكنه لوكر لتعاطي المخدرات، وقضى عقوبته وخرج من السجن، ليتم ضبطه مرة ثانية في مايو 1994 بهيروين ومبلغ ضئيل، لكن قضت المحكمة ببرائته من اتجاره بالمخدرات في يوليو 1994، كما تم ضبطه للمرة الثالثة في فبراير 1995، برفقة صديقه تاجر المخدرات الذي تعرف عليه في سجن أبو زعبل، وقضت المحكمة آنذاك ببراءته من تهمة التعاطي.

أرسل "حاتم ذو الفقار" في عام 2004 لوزير الإعلام المصري "صفوت الشريف" بمساعدته في المشاركة في أعمال فنية، مؤكدا أنه تعافى نهائيا من الإدمان وقد قضى عقوبة السجن، معترفا بأن المخدرات أخرته عن تحقيق كثير من الأحلام، وتسببت في بعد الجمهور عنه رغم كونه عشقه الأول والأخير.

تعرض في المرحلة الأخيرة من عمره لأزمات صحية، كما تعرض لحادث سيارة اضطر على إثره تغيير مفصل في ساقه، فأثر على قدرته على الحركة، وابتعد عن الأضواء، ولم يطلبه المنتجين لأعمال فنية، فأثر هذا بشكل كبير على نفسيته، وعاش في عزلة خاصة بعدما تركته زوجته بعد أيام من حبسه، وانقطع عنه الجميع من أصدقائه ورفاق الفن حتى وافته المنية وحيدا وليس بجواره أحد في 15 فبراير، حيث ظل ميتا في منزله لمدة ثلاثة أيام دون أن يعلم أحد واكتشف إخوته الوفاة بالمصادفة بعد اتصالهم به هاتفيا لعدة أيام دون رد، ولم يحضر العزاء من الفنانين سوي 3 فقط هم أشرف عبد الغفور ومحمد أبو داوود وحمدي شرف الدين، ولم يحضر من الفنانات سوي الفنانة إلهام شاهين.

تم نسخ الرابط