حكايات حزينة في حياة رفيعة هانم أبرز أم في السينما
حكايات ومآسي أهل الفن لا تتوقف فهم يقدمون أدوارا ويعيشون عكسها في الحقيقة وحكاية اليوم عن واحدة من أشهر الأمهات في السينما المصرية القديمة والتي أنتحر نجلها وهو في السنة النهائية من كلية الطب هي الفنانة رفيعة الشال.
بدأت الحكاية بعد عودتها برفقة زوجها الفنان فرج النحاس بعد عرض إحدي أعمالها لتجد نجلها ملقي علي الأرض لتعرف أنه أنتحر، فتصاب بالشلل وزوجها بالسكر، فقد كان نجلها من العباقرة في التعليم، ودائما من الاوائل في مراحل التعليم، وألتحق بكلية الطب وهناك ألتقي بفتاة من الطبقة الغنية وقع في غرامها وبدأ يتقرب إليها وهي تعامله برفق، وعندما صارحها بحبه رفضته، لأنه من طبقة فقيرة، ودخل في نوبة إكتئاب وحاولت والدته ان تهون عليه ولكن دون جدوي حتي أنتهي الأمر به إلي الإنتحار.
وبعد هذه الحادثة أنفصلت رفيعة عن زوجها بحجة إنها لا تستطيع العودة إلي المنزل ولا رؤية مكان نجلها، وأنشغلت بالعمل حتي إلتقت بالفنان حسن البارودي وتزوجا، وتلقبت بأسمه لتكون رفيعة البارودي.
وكان لها واقعة شهيرة أخري، حيث أنجبت مولودها وهي على خشبة المسرح، ووضعتها أثناء رحلة لفرقتها المسرحية إلى العاصمة اللبنانية بيروت وبعد أن أسدل الستار سقطت على الأرض ووضعت المولودة في لحظتها، وكانت بنت أسمتها أميرة، بقيت معها حتى أيامها الأخيرة، وتخرجت من كلية الطب أيضا.
ومن ضمن حكاياتها أيضا دخولها في مشاجرة مع الفنانة ليلي حمدي والمونولوجيست حورية عراقي بسبب اسم “رفيعة هانم” والحكايةكما نشرتها إحدي المجلات حينها، في سبتمبر 1958 أن سبب النزاع هو الاسم الفنى “رفيعة هانم ”، حيث تعلن كل منهما أحقيتها في هذه الشخصية.
الغريب أن حورية وليلى من ذوات الأجسام الضخمة إلا أن الفنانة الكوميدية ليلى حمدى هي صاحبة شخصية رفيعة هانم.. الشخصية التي ابتكرها رسام الكاريكاتير رخا في رسوماته، حيث تتميز ليلى حمدى بالوزن الثقيل مع خفة الدم ، ولجأت ليلى حمدى إلى رسام الكاريكاتير المعروف رخا ليقرر أيهما الأحق باسم “رفيعة الشال”، ونالت اللقب في النهاية.
رفيعة أحمد عبد العال الشال من مواليد 4 أكتوبر 1904 بقرية (دنجواي) التابعة لمركز (شربين) بمحافظة (الدقهلية)، لم تستكمل تعليمها وتركته وهي لا تتجاوز سن الرابعة عشر من العمر، لكي تعمل بأحد الفنادق المسرحية، ثم تخرجت من معهد التمثيل، وعملت بمعهد “جورج أبيض”، كانت من الأوائل في الإذاعة.
ومع أنها دخلت الفن وهي ابنة 14 عامًا إلا أنها ارتبطت أكثر بأدوار أم البطل أو البطلة، قدمت الفنانة الراحلة رفيعة الشال ، عددًا كبيرًا من الأفلام السينمائية، ولكن بدايتها الحقيقية كانت في فيلم «ليلى في الظلام» وآخرها فيلم «زيزيت»، وبينهما قدمت عشرات الأفلام ..لعل أشهرهم وعلق مع الناس اكتر«الوسادة الحالية» و«قبلني في الظلام»، «من القاتل»،«درب المهابيل»، و«بحبوح أفندي».
وقدمت عدة أعمال مميزة خاصة المرتبطة بشهر رمضان الكريم مثل: «فرحة رمضان»، «عزومة رمضان» وغيرها مثل: «قدر ولطف» «عوف الأصيل»، وقد اشتهرت بجملتها الإذاعية «يا ترى أنت فين يا مرزوق» بالبرنامج الغنائي «قسم».
وقد تزوجت رفيعة، مرتين الأولى من زميلها الفنان فرج النحاس، والذي تعرفت به أثناء وجودهم في إحدى الفرق المسرحية، وأثمر هذا الزواج عن ابن، لكنة توفى سنة 1954، وتزوجت للمرة الثاني من الفنان حسن البارودي، ورحلت الفنانة في 10 يونيو عام 1962 عن عمر يناهز الـ 58 عامًا.