”هنادي فين يا خال ”..حكايات مثيرة عن الفنان عبد العليم خطاب الذي باع أملاكه من أجل ”الفن ”
امتلاكه لملامح حاده أهلته لتجسيد شخصيات شريرة، وحرمته من تجسيد دور الجان والبطولة المطلقة .. ترك بصمة فنية بأدائه الذي حاز علي إعجاب الجميع.
إنه الفنان الراحل عبد العليم خطاب.
علي الرغم من تقديمه العديد من الشخصيات المختلفة ولكن من أهم محطات حياته هي شخصيته في فيلم "حسن ونعيمة" من خلال شخصية عبد الباسط، مع سعاد حسنى ومحرم فؤاد ، و خال "هنادى" الذى طعنها ليغسل عاره في "دعاء الكروان" مع أمينه رزق وفاتن حمامه، شداد والد عنترة في فيلم"عنترة بن شداد"، وعرفة "خولي الأنفار" الذى قسي علي كل الفلاحين لكن قلبه رق لموت إحدي الفلاحات "فاتن حمامه" في فيلم " الحرام"، فبعد كل هذه الأدوار التي جسد من خلالها شخصية الرجل الجاهل فهو يتمتع بثقافة عالية.
ولد عبد العليم خطاب في قرية سبك الأحد التابعة مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وذلك يوم 17 مارس سنة 1913، وتأثر بعادات أهل الريف الطيبة وأخلاقهم الكريمة فقد كان والده عمدة للقرية وكان اسمه محمد محمد أحمد خطاب، وقد كان متزوجا من 4 زوجات، انجبت له الأولى ولدا وبنتا، وأنجبت له الثانية بنتين، وأنجبت له الثالثة ولدا وبنتا، والرابعة أنجبت له 5 فتيات وولدين كان عبد العليم واحدا منهما.
كان عبد العليم منذ صغره يميل للفنون بصفة عامة وفن التمثيل بصفة خاصة وكان يحلم بأن يصبح ممثلا، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا القديمة ترك القرية وانتقل للإقامة بالقاهرة، وتزامن ذلك مع وفاة والده، ومن هنا كانت انطلاقته لتحقيق حلمه القديم في احتراف التمثيل، حيث باع 30 فدانا لشقيقه وهي كل نصيبه في ميراثه من والده، وسافر في بعثة حكومية لدراسة التمثيل والإخراج بالخارج.بعد عودته للقاهرة انضم إلى فرقة يوسف وهبي المسرحية المسماة بفرقة رمسيس، حيث شارك مع الفرقة في عشرات المسرحيات وكان من أعمدتها الرئيسية، وبعد سنوات طويلة أرسلته الدولة إلى الاتحاد السوفييتي القديم لمدة عام كامل لدراسة فنون الإخراج التليفزيوني، وبعد عودته عمل بالتليفزيون المصري، فكان من الرعيل الأول من المخرجين العاملين بالتلفزيون المصري.وعلي الرغم من طلته الشريرة علي الشاشة إلا أنه له طلة مغايرة تماما مع عائلته، ومع أصدقائه فقد كان صاحب قلب طيب جدا، بالإضافة إلى أنه كان مرحا وعطوفا، ويسعى دوما للنقاش والحوار الهادئ.
شارك في العديد من الأعمال أهمها علي بابا والأربعين حرامي، غرام وانتقام، والحرام، ودعاء الكروان وغيرها من الأعمال، وشارك في العديد في المسرحيات منها "بنات الريف، أولاد الفقراء، مصرع كليوباترا".
وعمل مساعد مخرج مع يوسف وهبي، في عدد من الأفلام، وأخرج أول فيلم له "سلوى" عام 1946، ثم أخرج فيلمين هم :"جزيرة الأحلام" في عام 1951، وفيلم "العلمين" في عام 1965.
في 28 مايو 1978، توفى الفنان القدير عبد العليم خطاب، ليترك تاريخا فنيا كبيراً.