معلومات قد لا يعرفها الكثيرون.. نكشف سر استخدام التاريخ الهجري في عهد الفاروق .. ولماذا يبدأ بشهر محرم رغم أن هجرة الرسول كانت في ربيع ؟
أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الهجري الجديد، تلك المناسبة التي يحتفل بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بإعتبارها إحياء لذكرى هجرة النبي صلي الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة، وقد لا يعرف الكثير سبب اختيار شهر محرم لبدء السنة الهجرية علي الرغم أن هجرة الرسول كانت في شهر ربيع الأول، وما هي حقيقة استخدام التاريخ الهجري بأثر رجعي بعد 17 عام من الهجرة النبوية الشريفة؟.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصل إلى المدينة في شهر ربيع الأول، لكن جُعِل شهر المحرم بداية العام الهجري لأنه كان بداية العزم على الهجرة.
وتابعت: يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 268، ط. دار المعرفة): [وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ -أي التأريخ بالهجرة- مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ الْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ؛ إِذِ الْبَيْعَةُ وَقَعَتْ فِي أَثْنَاءِ ذِي الْحِجَّةِ وَهِيَ مُقَدِّمَةُ الْهِجْرَةِ، فَكَانَ أَوَّلُ هِلَالٍ اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْبَيْعَةِ وَالْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ، فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ مُبْتَدَأً. وَهَذَا أَقْوَى مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَةِ الِابْتِدَاءِ بِالْمُحَرَّمِ]
بداية التاريخ الهجري:
عندما إتسعت أرجاء الدولة الإسلامية فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، كان من الضرورى تنظيم جباية الخراج بحيث يتم تحصيله فى أوقات موحدة وفقا لما يتقرر فى المدينة المنورة مركز الحكم ، فتشاور عمر بن الخطاب وعدد من الصحابة لوضع تقويم خاص بهم وكان ذلك فى السنة السابعة عشرة للهجرة .
فدارت المناقشة حول تحديد بداية التقويم ، هل يبدأ بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ أم بوفاته ؟ أم ببيعته ؟ أم بهجرته إلى المدينة ؟ فجميعها أحداث مهمة فى تاريخ الإسلام .
فكان رأى على بن أبى طالب اتخاذ تاريخ هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام بداية التقويم .
وصل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى قباء على أبواب يثرب ( المدينة المنورة ) فى الثامن من ربيع الأول فقرروا أن تكون السنة التى حصلت فيها الهجرة هى بداية التقويم ، فعلى ذلك فإن غرة المحرم سنة " واحد " هجرية سابقة للهجرة الحقيقية بنحو 67 يوما .
أشهر التقويم الهجري :
قال الله سبحانه وتعالي في سورة التوبة"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
يتكون التقويم الهجرى من 12 شهرا قمريا أى أن السنة الهجرية تساوى 354 يوما تقريبا، بالتحديد 354.367056 يوما، والشهر فى التقويم الهجرى إما أن يكون 29 أو 30 يوما (لأن دورة القمر الظاهرية تساوى 29.530588 يوم). وبما أن هناك فارق 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلادى الشائع والتقويم الهجرى، فإن التقويمين لا يتزامنان مما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة.
أسماء الشهور ومعانيها:
1- محرّم : (مُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سمى المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كان يحرّمون القتال فيه.
2- صفر: سمى صفرا لأن ديار العرب كانت تصفر أى تخلو من أهلها للحرب وقيل لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع.
3- ربيع الأول: سمى بذلك لأن تسميته جاءت فى الربيع فلزمه ذلك الاسم.
4- ربيع الآخر: (أو ربيع الثانى) سمى بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.
5- جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها فى الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وهى مؤنثة النطق.
6- جمادى الآخرة : (أو جمادى الثانية) سمى بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.
7- رجب: وهو من الأشهر الحرم، سمى رجبا لترجيبهم الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل: رجب أى توقف عن القتال، ويقال رجب الشىء أى هابه وعظمه.
8- شعبان: لأنه شعب بين رجب ورمضان، وقيل: يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء، وقيل لأن العرب كانت تتشعب فيه (أى تتفرق)؛ للحرب والإغارات بعد قعودهم فى شهر رجب.
9- رمضان: وهو شهر الصّوم عند المسلمين، سُمّى بذلك لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه وقت تسميته، حيث كانت الفترة التى سمى فيها شديدة الحر، ويقال: رمضت الحجارة، إذا سخنت بتأثير الشمس.
10- شوال: وفيه عيد الفطر، لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت "أى نقصت وجف لبنها"، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا نقص وجفّ لبنها.
11- ذو القعدة: وهو من الأشهر الحرم: سمى ذا القعدة لقعودهم فى رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأً ولا ميرة على اعتباره من الأشهر الحُرُم.
12- ذو الحجة: وفيه موسم الحج وعيد الأضحى ومن الأشهر الحرم، سمى بذلك لأن العرب قبل الإسلام يذهبون للحج فى هذا الشهر.